ندوات مستمرة للمعارضة العراقية في واشنطن

بدأت قبل يومين سلسلة ندوات تنظمها وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن لشخصيات عراقية معارضة تمهيدا لتأليف (سلطة قضائية انتقالية) بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، وذلك بحضور حوالى 20 من رجال القانون العراقيين في المنفى. وكان أبرز الغائبين عن الاجتماع الذي استمر يومين المحامي سالم الجلبي ابن شقيق أحمد الجلبي الذي يتزعم المؤتمر الوطني العراقي المعارض.

وقال الجلبي انه رفض حضور الاجتماع لانه شعر بأن وزارة الخارجية مستعدة لقبول اي نظام حكم جديد في العراق حتى لو كان حكما عسكريا، مشيرا إلى ان الادارة الاميركية لم تقدم اي وعود بحماية الديموقراطية في اي حكومة مستقبلية متهما وزارة الخارجية بممارسة (العاب سياسية) مع فصائل المعارضة العراقية المختلفة.

وقد عمدت وزارة الخارجية الاميركية إلى تنظيم هذه الندوات بعد ان عطل اعضاء الكونغرس محاولتها لترتيب مؤتمر آخر لأربعة من أحزاب المعارضة في اوروبا بمعزل عن المؤتمر الوطني العراقي، علما بأن المؤتمر يدعم اجتماعا لمسؤولين عسكريين عراقيين سابقين في لندن هذا الاسبوع يعقد من دون تمويل اميركي. وقالت مصادر من المعارضة العراقية ان التحضير لندوة (السلطة القضائية الانتقالية) يظهر العديد من العيوب في اسلوب تعامل واشنطن مع المعارضة العراقية في الاعوام الماضية. وقالوا ان مسؤولي وزارة الخارجية اختاروا من سيحضر الاجتماع وما سيطرح على جدول الاعمال وحاولوا منع مناقشة بعض المبادئ الاساسية.

في المقابل، قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الغرض من الاجتماعات ليس تقديم حكومة جديدة (بل ان تكون منتدى لبحث بعض القضايا المهمة التي سيواجهها العراق عندما يأتي ذلك اليوم الذي لا يكون صدام حسين موجودا فيه وللقيام ببعض اعمال التخطيط الاولية).

وعلى قاعدة الخلاف بين الإدارة والكونغرس، من المقرر، كما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أمس، ان تقدم لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الصيف، أسئلة إلى وزارة الخارجية عما تريد القيام به في العراق. وقال رئيس اللجنة السناتور جوزف بايدن ان (الأهم معرفة من سيخلف صدام حسين إذا نجحنا في إطاحته). أضاف (نريد ان نعرف ماذا تنوي الإدارة ان تفعل وما هي السيناريوهات المطروحة).

وأعلن العماد السابق في الجيش العراقي نجيب الصالحي، الذي يتم تداول اسمه باعتباره (قرضاي العراق) نسبة إلى التجربة الأفغانية، قبل مغادرته واشنطن متوجها الى لندن للمشاركة في اجتماع العسكريين الذي يبدأ غدا، ان (التسريبات تشير الى ان المرحلة ما بين تشرين الاول وكانون الثاني ستكون حاسمة)، مشيرا إلى ان واشنطن غيرت موقفها (الحذر) من شيعة العراق واصبحت تنظر اليهم (كجزء من النسيج العراقي) في إشارة إلى احتمال ان يكون خليفة صدام من الشيعة.

من جانبه، قال ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق حامد البياتي (توقعي الشخصي ان فرص تنفيذ العملية اكبر خلال الفترة الممتدة بين تشرين الثاني وآذار 2003 لأن بوش لن يجازف خلال العام 2004 الذي ستجري خلاله الانتخابات الرئاسية الاميركية مما يرجح ان تختار الادارة الاميركية الفترة الواقعة ما بين انتهاء انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني والاشهر التي تسبق فترة الصيف الحارة في المنطقة). وتحدث عن (ثلاثة خيارات) أمام الإدارة الأميركية هي (تشجيع تمرد في صفوف الجيش العراقي) او (عملية على الطريقة الافغانية بالتعاون مع قوات المعارضة)، او (غزو على نطاق واسع من الدول المجاورة من الشمال (تركيا) والغرب (الاردن) والجنوب (السعودية والكويت)).

إلى ذلك، أعلن الحزب الديموقراطي الكردستاني عن طرح (دستور) جديد للعراق (ما بعد صدام حسين)، وقال المتحدث باسم الحزب هوشيار زيباري ان هدف الوثيقة (فتح نقاش بين القوى المعارضة المختلفة عن العراق الذي نريد).

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا