ثورة (الديجيتال) والفجوة الرقمية..

على مدار يومين هما 17 و 18 حزيران الجاري ينعقد الاجتماع الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الهوة الرقمية التي لا تزال تستبعد ثلثي الجنس البشري من الاستفادة من فوائد الثورة الرقمية.

وهذا الاستبعاد يدل على أن التعاون بين الأمم في المعلومات وتقنياتها وشبكاتها هو استمرار للتفاوت الأصيل في مستويات المعاش والدخل والتطور الحضاري..

ولعل التقرير الذي نشرته لجنة الخبراء في منظمة (اليونسكو) العام 2000 يعطي فكرة مباشرة حول الموضوع..

بحسب التقرير فأن حجم الانترنيت يبلغ ملياراً ونصف مليار صفحة تتزايد بمعدل مليوني صفحة يومياً، وجمهور الشبكة الدولية مقداره حوالي ثلاثمائة مليون مستعمل مع زيادة يومية تبلغ مائة وخمسين ألف مستعمل يومياً، وتصل الشبكة بين مائتي وعشرين مليون جهاز، يضاف إليهم يومياً مائتا ألف جهاز، ويخضع تدبير تلك الأجهزة إلى أمور عدة من ضمنها الاقتصاد الإلكتروني الذي يتوقع أن يصل حجمه إلى خمسة تريليونات دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لكن خمسة بالمئة فقط من البشر يحوزون جل تلك الأرقام، إن لم نقل كلها، فلا يصل إلى البقية الباقية من البشرية إلا الفتات وتأتي هذه النتيجة المعلوماتية من البلاد الصناعية الأكثر غنى وثراء.

ما هو حجم السوق العربية للمعلوماتية؟.

يقدر - حسب أرقام عام 2001 - مجمل سوق المعلوماتية العربية بنحو ملياري دولار، منها 400 مليون دولار للبرامج، وهي سوق صغيرة إذا تذكرنا أن سوق دولة مثل هولندا تفوقها بأربعة أضعاف.

ولإعطاء فكرة عن الملامح المتفاوتة لسوق المعلوماتية العربية، يمكن أن نذكر (الجمعية السورية للمعلوماتية) التي تشرف على التحول المعلوماتي تشتمل على نحو 80 شركة ويقدر عدد الذين يستطيعون استخدام الكومبيوتر والانترنيت بنحو 80 ألف متدرب.

أما مصر فأنها تفيض بالخبراء، فهي تقدم 16 ألف مبرمج إلى السوق العربية و6 آلاف إلى دول غربية، وتخرج مصر 5 آلاف مبرمج في العام الواحد، ويتجه هؤلاء إلى سوق يقدر حجمها الحالي بحوالي 70 مليون دولار، وهو حجم قطاع البرامج وحدها، ويبلغ حجم سوق المعلوماتية الكلي نحو 450 مليون دولار.

وتعمل 150 شركة في المعلوماتية الفلسطينية وتشغّل نحو ألف خبير تقني ويصل حجم استثماراتها في البرمجيات إلى 20 مليون دولار..

ويميل الأردن إلى الاعتماد على توافر الأيدي الحسنة التدريب، وفيه ما يقارب 9000 مبرمج، يعمل ثلثهم في القطاع الخاص، ويصل حجم سوق المعلوماتية الإجمالي إلى 180 مليون دولار.

ويكاد لبنان أن يشكل حالة خاصة نظراً لقوة دخول المعلوماتية إلى الحياة اليومية، وفيه 250 شركة تعمل على قطاع البرامج، وتشغل ثلاثة آلاف خبير تقني يعطون دخلاً يقدر بحوالي 150 مليون دولار، وتتجدد الخبرة العلمية عبر 1800 خريج في المعلوماتية كل عام، يذهب كثير منهم للعمل في الجوار العربي، أو في الدول الغربية...

وبالعودة إلى الاجتماع وبعيداً عن هذه الأرقام من المقرر أن يبحث الاجتماع الحاجز الرقمي في سياق العولمة والتنمية ويروج للتماسك والتداول من مبادرات تكنولوجيات المعلومات والاتصال الإقليمية والدولية.

كما سيساهم الاجتماع في الإعداد لمؤتمر القمة العالمي لسنة 2003 عن وسط المعلومات.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا