اليوم العالمي للاجئين مشكلة يزيد النظام العالمي الجديد من تعقيداتها

تحتفل مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ‏والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر واللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم باليوم العالمي للاجئين.

وقد خصصت الامم المتحدة العشرين من يونيو من كل عام يوما عالميا للاجئين وهو ‏اليوم الذي أعلن فيه عن تأسيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل 51 عاما.

ويعتبر الاحتفال بيوم العالمي للاجئين بمثابة تذكرة للمجتمع الدولي بضرورة ‏المشاركة في تخفيف حجم مأساة اللاجئين والعمل على منع انتشارها وتفاقمها بدرجة ‏تشكل خطرا على الاوضاع الاقتصادية والامنية للدول المستضيفة للاجئين .

ولقد اجتاح العالم أعداد هائلة من هؤلاء اللاجئين وامتدت مشكلة هؤلاء الضحايا ‏الذين يهربون من الظلم والاضطهاد في بلادهم ومن النزاعات القائمة هناك لتشمل جميع ‏الدول الغنية منها والفقيرة على حد سواء.

وذكرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها في 11 يناير الماضي ‏ان عدد طالبي اللجوء في الدول الصناعية في العقدين الاخيرين من القرن العشرين ‏تجاوز ثمانية ملايين طلب .

واوضح التقرير ان سكان البلقان اتوا في المرتبة الاولى من بين طالبي اللجوء في ‏التسعينات تلاهم سكان رومانيا فتركيا فالعراق ثم السلفادور وحل الافغان في ‏المرتبة الثامنة حيث بلغ عدد طالبي اللجوء الافغان في التسعينات 165 الف طلب .

واشار التقرير ان عام 1992 شهد أعلى معدل لطلبات اللجوء حيث بلغ نحو 856 الف ‏طلب بلغ نصيب اوروبا نحو 75 في المائة فيما تلقت الولايات المتحدة 24 في المائة ‏وحصلت كل من استراليا واليابان ونيوزلندا على واحد في المائة.

وبلغ عدد اللاجئين الذي هم تحت مظلة المفوضية في بداية عام 2001 الى نحو 1ر21 ‏مليون نسمة في مقابل 3ر22 مليون نسمة في بداية عام 2000‏‏.

وأكدت احصائيات المفوضية ان قارة اسيا تضم اكبر عدد من اللجوئين في ‏العالم يقدر بنحو 5ر8 مليون شخص ثم اوروبا بنحو 6ر5 مليون وافريقيا 3ر5 مليون ‏لاجىء .

يذكر ان مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تأسست في عام 1951 عندما صادقت ‏مجموعة من الدول على أول اتفاقية دولية خاصة باللاجئين في أعقاب الحرب العالمية ‏الثانية وتهدف لمساعدة وحماية وحل مشاكل اللاجئين في أنحاء العالم.

وأصبحت الخيام المؤقتة المصنوعة من قطع البلاستيك الزرقاء الخاصة بالمفوضية من ‏الرموز التي يمكن التعرف عليها فورا في حالات الطوارىء تقدم من خلالها الحماية ‏وكافة الاحتياجات الاساسية من المأوى والغذاء والمياه والرعاية الطبية التي شملت ‏في العقد الماضي عدة عمليات من اجل مساعدة ملايين الاشخاص في كوسوفا وتيمور ومنطقة البحيرات العظمى في أفريقيا والبلقان وفي أعقاب حرب الخليج عند فرار 8.1 ‏مليون عراقي كردي عام 1991 حيث يشكلون اكبر مجموعة لاجئين في العالم بعد الافغان والبورنديين.

وفي القرن الحالى تظل مأساة اللاجئين الافغان الذين قدرت المفوضية عددهم بنحو ‏اربعة ملايين لاجىء واكثر من 3ر1 مليون نازح داخلي.

وأعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في 11 يونيو الجاري عن اكتمال ‏اعادة اكثر من مليون لاجىء أفغاني في باكستان الى بلادهم منذ بدء عمليات اعادتهم ‏الطوعية وهي اشارة على الثقة التي يشعرون بها ازاء المستقبل هناك بعد استبباب ‏الامور للحكومة الافغانية الانتقالية في كابول.

وخلال السنوات الماضية تصدت مفوضية الامم المتحدة لشؤون الاجئين والمنظمة ‏الدولية للهجرة لمشكلة اللاجئين بتنظيم برامج استعلامات في بلدان تتميز بالهجرة ‏الواسعة الى الخارج بهدف تزويد ملتمسي اللجوء والمهاجرين بصورة دقيقة عن النتائج ‏المتوقعة لرحيلهم.

وعملت المفوضية كذلك على التشجيع للعودة الطوعية للوطن عن طريق ‏توفير وسائل الانتقال وحوافز مالية ومعونات عملية مثل معدات الزراعة ومواد البناء ‏وعندما يستحيل عليهم العودة تعمل المفوضية على مساعدتهم اما بالاندماج في بلدان ‏طلبوا فيها اللجوء بادىء الامر او التوجه الى بعض الدول التي تقبل اللاجئين بصورة ‏منتظمة لاعادة التوطين بشكل دائم كما تساعد في متابعة ظروف المعيشة والعمل ‏للعائدين الى اوطانهم .‏   

وتعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين أطول مشاكل اللاجئين في العالم لحد الان ‏حيث تتواصل محنتهم حتى اليوم وتشكل قضيتهم ركنا من اركان عملية السلام في الشرق ‏الاوسط والاطراف المعنية بالعملية السلمية تدرك ضرورة ايجاد حل لمعاناتهم.

وعودة اللاجئين الى الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 واحدة من اللاءات ‏التي تضعها اسرائيل أمام المفاوضات وترفض حقهم في العودة الى ديارهم خشية ان يؤدي ‏هذا لاذابة الصبغة اليهودية اسرائيل.

وهناك حوالي 6ر3 مليون شخص مسجلين لدى وكالة الغوث والتشغيل التابعة للامم ‏المتحدة (اونروا) باعتبارهم لاجئين وهم فلسطينيون طردوا مع ذرياتهم من منازلهم ‏ووطنهم الذي اصبح الان دولة يهودية واستقر بهم المقام في الضفة الغربية وقطاع غزة ‏والاردن وسوريا ولبنان حيث لا يزال معظمهم يعيشون في مخيمات.

ففي الاردن يعيش نحو 6ر1 مليون لاجيء فلسطيني موزعين على 13 مخيما منها ( مخيم ‏الحسين) و(مخيم الوحدات) فى عمان و(مخيم الزرقاء) و(مخيم ربد).

وفي لبنان يوجد اكثر من 400 الف فلسطيني كانوا قد وفدوا اليها خلال عامي ‏1948 و 1967 يقيمون في 12 مخيما في مختلف المناطق اللبنانية اكبرهم مخيم عين ‏الحلوة.

‏ويضم حسب سجلات الاونروا 40896 فلسطينيا ثم مخيم الرشيدية 33283 ثم نهر البارد ‏26061 ثم البرج الشمالي 16982 برج البراجنة 16923 البداوي 14447 شاتيلا 9788 ‏البص 8673 ويفل قرب بعلبك 6890 المية ومية 5120 ضبية 4062 واخيرا مخيم مار الياس ‏ويضم 1542 لاجئا فقط يضاف الى هذه الارقام 15398 لاجئا مسجلين اصلا في مخيمي تل ‏الزعتر والنبطية.

ويقدر مجموع اللاجئين الفلسطينيين الوافدين الى سوريا عام 1948 بنحو ‏85 الف لاجىء فلسطيني استقر معظمهم في العاصمة السورية دمشق ووصل مجموعهم عام ‏1998 الى 376 الفا .

ويتركز اجمالي الاجئين الفلسطينيين في دمشق في عام 1998 - 1999 بنسبة 66ر7 ‏بالمائة من اجمالي اللاجئين الفلسطينيين و7ر9 بالمائة في محافظة درعا و7ر6 ‏بالمائة في حلب و4ر8 بالمائة في حمص و2ر1 بالمائة في حماه والاذقية 2ر4 بالمائة ‏و8ر4 بالمائة مسجلون في محافظة القنيطرة السورية ويقيم 30 بالمائة في 10 مخيمات ‏اضافة الى 120 الفا يقيمون في مخيم اليرموك وبذلك تتعدى نسبة الذين يتركزون في ‏المخيمات القائمة في سوريا حوالي 50 بالمائة.

وينحدر 40 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من مدينة صفا والقضاء و22 ‏بالمائة من حيفا والقضاء و16 بالمائة من طبري والقضاء و8 بالمائة من عكا والقضاء ‏و5 بالمائة من يافا والقضاء و5 بالمائة من الناصرة والقضاء في حين انحدرت النسبة ‏الباقية 4 بالمائة من مدن الرملة واللد وبيسان والمدن والقرى الفلسطينية الاخرى.

ويعيش كذلك الاف الفلسطينيين في العديد من دول العالم وبحسب احصائية قدمت ‏لمؤتمر حول اللاجئين عقد في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة عام 1998 ومن هذه ‏الدول مصر وعدد الفلسطينيين فيها 48784 والسعودية 274762 والكويت 37696 وبلدان ‏الخليج الاخرى 105578 والعراق وليبيا 74284 وامريكا الشمالية والجنوبية 203588 ‏وبقية أنحاء العالم 259348.

والحل الوحيد الذي يرضى به اللاجئين الفلسطينيين يكمن في بتطبيق القرار 194 ‏الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 وتعويضهم عما لحق بهم من ‏أضرار وخسائر نجمت عن تهجيرهم بالقوة من أراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم.

وأشاد المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‏(اونروا) بيتر هانسن في 31 يناير الماضي في مؤتمر صحفي عقد في جنيف بالدعم المالي ‏الذي تقدمه دولة الكويت موضحا أن دعم تلك الدول لميزانية الوكالة "مهم للغاية".

وأضاف المفوض العام لاونروا أن دولة الكويت وحدها تتبرع الى الميزانية ‏الاعتيادية باربعة أضعاف ما تدفعه الى الامم المتحدة. (كونا)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا