بوش اعطى الضوء الاخضر لاسقاط صدام.. وصدام قد يستخدم اسلحة الدمار الشامل لحماية نفسه

ذكرت صحيفة (الواشنطن بوست) الامريكية اليوم ان ‏الرئيس العراقي صدام حسين قد يلجأ الى استخدام الاسلحة البيولوجية كملاذ اخير ‏للدفاع عن نفسه ضد الجنود الامريكيين اذا ما حاولوا الاطاحة به.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم ان السيناريو القاتل هذا يجعل احتواء ‏أي ضربة عسكرية يوافق عليها الرئيس الامريكي جورج بوش على مفاجأة تكتيكية امرا ‏حتميا.

قال مدير تحرير نشرة (ايراك ووتش) المتخصصة في الشأن العراقي كيلي كوتز ‏للصحيفة لك ان تأمل بأن يفيد الردع...ولكن ماذا لديه (صدام حسين) ان يخسر اذا ‏اردت الاطاحة به.

وكانت صحف امريكية قد نشرت امس تقارير مفادها ان الرئيس بوش طلب من وكالة ‏الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووزارة الدفاع (بنتاغون) وضع خطط لاسقاط الرئيس ‏العراقي يتوقع ان تنجز في اغسطس القادم.

وقال معاونو بوش انهم يعملون على تفاصيل هذه السياسة للتاكد من ان الولايات ‏المتحدة تتمتع بخيارات تتجاوز التدخل العسكري.

من جهته ابلغ عسكري امريكي شارك في حرب تحرير الكويت عام 1990-1991 ويدعى جون ‏غلين الصحيفة ان الولايات المتحدة لن تنعم هذه المرة بفترة ستة شهور للتجهيز لضرب ‏صدام كما حصل في السابق.

واضاف اي استعدادات عسكرية سيعتبرها صدام حسين رأس حربه مسلط على قلبه وسيكون ‏ذكيا اذا استبق اي هجوم ضده بضربه وقائية بالاسلحة الكيماوية ضد أول وحدة عسكرية ‏تصل المنطقة.

وأكد غلين انه فور بدء الضربات الجوية يصبح بالامكان بعدها العمل على ارسال ‏الجنود.

ورغم تلك التوقعات السوداوية الا ان محللين آخرين تكهنوا بانه لن يمكن للرئيس ‏العراقي استخدام اي سلاح للدمار الشامل.

‏وشدد الكولونيل المتقاعد جون واردن وهو احد مخططي الهجمات الجوية عام ‏1991 بدوره على أهمية محاصرة صدام وعزله.

واوضح في هذا السياق اذا كانت الامور بهذه السوداوية لست متأكدا من ان ‏الكثيرين سوف يطيعون الاوامر.

وطرح تصورا هاما هو اقناع الضباط العراقيين من دائرة صدام بالعمل ضده وهو ‏الخيار الذي ذكرت الصحيفة ان البنتاغون يدرسه.

وقال واردن احد الاخطاء التي ارتكبناها خلال حرب الخليج (الثانية) هي التعامل ‏معها على انها حرب ضد العراق عوضا عن حرب ضد صدام...وبتلك الطريقة جعلنا الجيش ‏العراقي عدونا.

وتابع قائلا كان يجب علينا التفكير في ذلك الوقت بكيفية جعله (الجيش العراقي) ‏يسير باتجاه بغداد...هاجمنا الجيش العراقي وجعلنا من المستحيل عليهم تقريبا عمل ‏اي شيء.

وأيد الكولونيل واردن تقديم دعم امريكي لتمرد داخل العراق وتوجيه ضربات جوية ‏ضد حماية صدام حسين اضافة الى مراكز المراقبة والقيادة العسكرية عوضا عن شن هجوما ‏بريا هذه المرة.

وتذكر نشرة (ايراك ووتش) في تقرير لها عن مصادر امريكية ان لدى العراق حاليا ‏صواريخ قادرة على حمل رؤوس بيولوجية وكيماوية تحتوي على غاز (في اكس) على سبيل ‏المثال لا الحصر.

ويمتلك العراق جيشا قوامه 420 الف جندي و50 صاروخ سكود ونحو 180 طائرة مقاتلة ‏تقريبا كما انخفضت ميزانية التسلح الى ثلاثة بلايين دولار امريكي من 13 بليون ‏دولار خلال حرب تحرير الكويت.

من جهة اخرى ذكرت صحيفة الجارديان ان الرئيس الامريكي جورج بوش قد اعطى الضوء الاخضر للإستخبارات المركزية الامريكية لتنفيذ عملية اغتيال للرئيس العراقي صدام حسين.

وجاء ذلك فى تقرير لمراسلها فى نيويورك ديفيد تيثر الذي قال إن جهاز الاستخبارات الامريكي سي اي آيه والقوات الخاصة الامريكية حصلت على تفويض باستخدام أكبر الوسائل فاعلية لاعتقال او قتل الرئيس العراقي صدام حسين.

وقال المراسل إن المعلومات تكشفت أمس بشأن قيام بوش بتوقيع امر استخباراتي تقوم بمقتضاه السي آي آيه بالقيام بعمليات مغطاة بهدف الاطاحة بالرئيس العراقي.

ويقول المراسل ان الأمر الذي يرجع تاريخه الى مطلع العام الحالي يؤكد عزم الادارة الامريكية على الاطاحة بالنظام العراقي الذي كان قد وصفه من قبل بأنه احد اركان محور الشر.

وتقول الصحيفة ان المسئولين بالادارة الامريكية رفضوا التعليق على الامر الا ان زعيم الاغلبية فى مجلس النواب الامريكي توم داشيل قال إنه تمت استشارتهم بشأن هذا القرار.

وقالت صحيفة الأندبندنت إن الاستخبارات الامريكية بدات بالفعل عملية مغطاة لاعتقال الرئيس العراقي وقتله إذا تطلب الامر.

وتشير الصحيفة الى ان تفاصيل الموضوع جاءت فى تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست وأشار الى ان من بين الوسائل التي فوض الرئيس الامريكي مؤسساته لتبنيها امداد المعارضة العراقية بالمال والمعدات والسلاح والمعلومات الاستخبارية وبذل المزيد من الجهود فى جمع المعلومات من داخل الحكومة العراقية خاصة فيما يتعلق بالخدمات العسكرية والامنية وكذلك نشر قوات خاصة للاستيلاء على أهداف فى الاراضي العراقية.

وتنقل الصحيفة عن تقرير الواشنطن بوست أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية جورج تينيت ابلغ الرئيس بوش ان فرص نجاح العملية لاتتجاوز 20 بالمئة اذا لم يصحبها عملية عسكرية وضغوط سياسية واقتصادية ودبلوماسية.

وتشير الأندبندنت إلى ان التقرير المنشور يأتي وسط انباء عن اعطاء صدام حسين اوامره باعادة تفعيل برنامج اسلحة الدمار الشامل العراقي.

أما الاوضاع فى العراق نفسه فيتناولها تقرير مراسل صحيفة التايمز ريتشار بيستون من بغداد ويقول فيه إن الرئيس العراقي تبني استراتيجية جديدة لحماية نفسه ضد اي هجوم امريكي.

ويضيف المراسل أن هذه الاستراتيجية تقوم على ثلاثة محاور هي توجيه أوامر لقواته بتقوية الدفاعات العراقية وخاصة فى المناطق التي تشهد نقاط ضعف وبدء مبادرة دبلوماسية قوية على المستوى العربي وكذلك اغراق الدول التي يرى فيها حلفاء ممكنين بأموال النفط.

ويقول المراسل إن الكشف عن الخطة الامريكية التى وقعها بوش جعل العراقيين ينظرون للمواجهة الحالية مع الولايات المتحدة بوصفها التهديد الاكبر منذ حرب الخليج الثانية.

ويضيف المراسل أن صدام حسين أعطى تعليماته لقادته العسكريين مؤخرا بإعداد الدفاعات للتصدي للقوات الامريكية على ان يتم امداد كل مركز عسكري بالمعدات اللازمة ويكون من حق القادة المحليين اعلان حالة الطوارئ وادارة العمليات العسكرية بشكل مستقل فى حالة وقوع اي هجوم ضدها.

ويشير المراسل ان هذا التكتيك يرمي الى تجنب الكارثة التي لحقت بالقوات العراقية فى حرب الخليج الثانية عندما تمركزت فى مواقع ثابتة فى الصحراء بعيدا عن قياداتهم وبلا امدادات مما مكن قوات التحالف من تدميرها.

ويتمثل المحور الثاني فى الصعيد الدبلوماسي العربي حيث يرتبط العراق حاليا بعلاقات مع معظم الدول العربية بل انه بصدد استئناف علاقاته الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية التى قام بغزو اراضيها عام 1990 وقصفها بصواريخ سكود.

كما ان العراق زاد من الأموال المخصصة لاسر منفذي العمليات االفدائية من الفلسطينيين ضد اسرائيل من 10 آلاف دولار الى 25 آلف دولار وكذلك لكل اسرة دمر منزلها على يد القوات الاسرائيلية خلال عمليتها العسكرية الماضية ضد جنين.

ويقول المراسل ان صدام حسين يرمي من وراء هذه السياسة الى ابقاء الاوضاع مشتعلة فى الاراضى المحتلة بما يتعذر معه على الولايات المتحدة تبرير اي عمل عسكري ضد العراق.

وفى شرحه للمحور الاخير يشير المراسل الى ان العراق وعد بان الدول التي ستدعم الموقف العراقي هي وحدها التي ستقبل بغداد بتوقيع عقود تجارية معها وان قيمة هذه العقود ستعكس حجم التأييد الذي ستحصل عليه بغداد من هذه الدول.

وتنقل الصحيفة على لسان وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح قوله إن حجم التجارة بين العراق وبريطانيا بلغ العام الماضي 3.4 مليون دولار الا ان المانيا التي تربطها بالعراق علاقات اكثر صداقة فازت بعقود تقدر قيمتها ب470 مليون دولار. (وكالات)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا