سرطان اللثة وعلاقته بأسلوب تبيض الأسنان

أن المدنية الحديثة والتقنيات العلمية بقدر ما أعطتنا من وسائل للراحة والرفاهية، ويسرت علينا سبل العيش، ورفعت عن كاهلنا المجهود الفكري والبدني، سلبت منا في الوقت نفسه أشياء غالية في أجسامنا، وتزداد أمراض الأسنان هي الأخرى بتطور سبل المدنية.

وما مشكلة تبيض الأسنان التي تزداد كثيراً في البلدان المتحضرة عنها في البلدان النامية إلا إحدى مظاهر هذه المدنية، وما تسببه من إصابات بالسرطان وتضعف قوام الإسنان، ومن الملاحظ أن مئات الآلاف من النساء في شتى أنحاء العالم يذهبن إلى عيادات الأسنان لأجل تبيض الأسنان عبر الوسائل المتاحة وبالذات الأسلوب المستخدم في الوقت الحاضر باستخدام أشعة الليزر كأسلوب في تبييض الأسنان لأجل إعطاء الصورة النمطية عن المرأة النجمة التي تبتسم للكاميرا فتظهر في فمها حبات اللؤلؤ المنثور والمشع بياضاً، على أساس أن ذلك معيار من معايير الجمال والفتنة.

أحد الدراسات تؤكد أن استخدام الليزر في التبييض يمكن أن يحقق الهدف المنشود منه خلال نصف ساعة إلى ساعة كاملة، لكن التجارب التي أجريت على آثار هذه العملية أثبتت أن تجنبها أفضل بكثير من الاقدام عليها حتى وإن كان الاستغناء عنها يعني التعايش مع أسنان صفراء، هذا بالإضافة إلى أن معاجين الأسنان هي الأخرى تحتوي معظمها على جسيمات حادة ودقيقة تعمل على تآكل مينا الأسنان، زد إلى ذلك أن هناك دراسات أثبتت أخيراً أن استخدام مادة بيروكسيد الهيدروجين H2O2 وهي المكون الأساسي لمساحيق ومعاجين التبييض تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وتضعف قوام السن.

تؤكد هذه الدراسة أن 3 طرق متبعة حالياً لتبييض الأسنان: -

1- الطريقة الأولى:

تتمثل في استخدام معاجين التبييض العادية، والتي تحتوي على حبيبات دقيقة من مادة بيروكسيد الهيدروجين H2 O2

2- الطريقة الثانية:

تتمثل في استخدام أطقم التبييض منزلياً، حيث يقوم الإنسان بتلبيس أسنانه ليلاً بما يشبه الطقم المملؤ بمحلول بيروكسيد الهيدروجين ولمدة أسبوعين متواصلين، يحصل بعدها على أسنان أكثر بياضاً من السابق بمقدار 6- 9 درجات.

3- الطريقة الثالثة:

وهذه الطريقة هي الأكثر كلفة من الناحية الاقتصادية، وتتمثل في استخدام أشعة الليزر وتوجيهها بشكل مركز على أسطح الأسنان بعد وضع كمية قليلة من سائل بيروكسيد الهيدروجين عليها لتقوم الأشعة بتسريع عملية التبييض إلى أقصى حد، حيث يتم في أقل من ساعة واحدة تبييض الأسنان بواقع 11 درجة، هذا إذا ما علمنا بأن مادة بيروكسيد الهيدروجين مادة مؤكسدة تقوم بالإضافة إلى قدرتها السمية إلى أكسدة بعض محتويات الفم كاللثة مثلاً مسببة سرطان اللثة.

وتضيف الدراسة أنه على الرغم من قيام عدد من معامل صناعة معاجين الأسنان بتعديل تلك المعاجين لتصبح أكثر صداقة وألفة للصحة، على حساب قلة تبيض الأسنان، إلا أن الخطر الحقيقي يظل كامناً في التقنيتين الأخريتين، الليزر والتلبيس الكيماوي باستخدام سائل بيروكسيد الهيدروجين التي تحذر الدراسة من أنهما تضعفان الأسنان وتسببان سرطان اللثة.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا