أكثر من مليار مدخن في العالم.. ثلثهم لا يتجاوز الـ 15عام

يصادف يوم الجمعة اليوم العالمي للامتناع عن ‏التدخين وسط أرقام مذهلة عن ضحايا هذه العادة التي تسببت بمقتل الملايين من البشر ‏حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية .

واختارت منظمة الصحة العالمية للامتناع عن التدخين شعار "رياضة بلا تبغ " ‏والتي تتزامن مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في كوريا الجنوبية واليابان ‏غدا .

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية ان بمقدور الرياضة ان تستمر دون الاعتماد على ‏إعلانات التبغ والاموال التي تقدمها شركات السجائر دعما للمباريات الرياضية في ‏سبيل ترويج إعلاناتها .

ومن الحقائق العلمية الثابتة والمؤكدة ان التدخين آفة ضارة بصحة الانسان ووباء ‏مهلك من غرس الانسان وصنعه وبلاء لا يقتصر شره على الاضرار بالمدخنين وحدهم بل ‏يتعداهم الى غيرهم ممن هم من حوله حيث ينفث سمومه عليهم فيصاب الجميع بامراض ‏فتاكة أخصها وانكاها تصلب الشرايين وسرطان الرئة والبلعوم وامراض الجهاز التنفسي ‏فضلا عن تأثير التدخين على الام الحامل وعلى الجنين وغير ذلك مما ينتاب الانسان ‏في صحته ويلوث البيئة ويفسد جو الاسرة .

ومن أضرار التدخين كذلك الاضرار بالاقتصاد الوطني والقومي والفردي لما ينفق ‏فيه صرفا من أموال طائلة تحرق هباء وتستغرق من دخل المدخن ما هو اولى بالانتفاع ‏به لنفسه ولغيره لتعود عليه وعلى ذويه الذين قد يكونون في حاجة الى هذا المال .

ان مكافحة التدخين تعتبر من الامور الضرورية والحيوية وهي قضية اجتماعية خاصة ‏في ظل الصراع بين الطب والمجتمع من جهة والشركات المصنعة لمنتجات التبغ من جهة ‏اخرى والتي تكافح من اجل ترويج منتجاتها على حساب صحة وحياة البشر .

ان الاحتفال باليوم العالمي للتدخين يعد فرصة لتنبيه العالم الى مخاطر التدخين ‏واثارها المدمرة للانسان وبالتالي على الاقتصاد العالمي للدول سواء بتدهور ‏الانتاج الذي يعتبر الانسان عموده الفقري او للانفاق المالي الضخم الذي تتكبده ‏الدول في محاولة يائسة لانقاذ الانسان ضحية التدخين.

وقد سارعت العديد من الدول الى اصدار التشريعات التي تحظر أو تحد من ‏التدخين وخاصة في المرافق الصحية وأماكن العمل.

ومن هذا المنطلق تعمل الحكومة الكويتية بجهود دؤوبة وبمساعدة بعض الجمعيات ‏لانقاذ من تورطوا بمصيبة التدخين وشكلت لجان لاعداد خطط ولوائح وقرارات لمكافحة ‏التدخين.

وصدر القانون رقم 15 لسنة 1995 في شأن مكافحة التدخين يوم 23 يونيو 1995 التي ‏حددت المادة الاولى منه حظر زراعة التبغ واستيراد بذوره وشجيراته الا للاغراض ‏العلمية كما تحظر صناعة جميع أنواع السجائر في البلاد.

وأشارت المادة الثانية الى حظر ادخال السجائر المصنوعة بأنواعها ومكوناتها ‏والتبغ الخام ومشتقاته وأوراقه ولوازم التدخين الى البلاد.

وحددت المادة الثالثة من القانون على حظر بيع او تقديم السجائر وأنواع التبغ ‏ومشتقاته لمن يقل سنه عن واحد وعشرين عاما وحظرت المادة الرابعة التدخين في ‏الاماكن العامة ويأتي الهدف من هذه المادة لحماية غير المدخنين من اضرار التدخين ‏وجعل المدخن يقلل من استهلاكه للسجائر.

يذكر ان هذه الشروط موجودة ومعدة منذ عام 1979 بواسطة اللجنة الفنية لمكافحة ‏التدخين المنبثقة عن مكتب وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي بناء على توصيات ‏منظمة الصحة العالمية والاتحادات الدولية المعنية بالامر والمعترف بها.

وشكلت الحملة الوطنية لمكافحة التدخين التي تبنتها وزارة الصحة بالتعاون مع ‏وزارة الاعلام جهودا جبارة عبر تسخير كافة أجهزة الاعلام الرسمية والاهلية لتبيان ‏مخاطر التدخين بالارقام والصور مقارنة بين بعض الاحصاءات المؤثرة.

وأظهرت الاحصاءات الخاصة بالتدخين في الكويت تسجيل 220 اصابة بسرطان الرئة ‏عامي 1996 - 1997 منها 85 في المائة بسبب التدخين.

وتذكر احصاءات رابطة اطباء الصدر الكويتية ان امراض الصدر المزمنة والخطرة ‏فضلا عن سرطان الرئة من اكثر الامراض التي يسببها استعمال منتجات التبغ وانه تسجل ‏في الكويت 80 حالة سرطان رئة سنويا وان تكلفة علاج 20 مريضا منهم تعادل كل ‏ميزانيات اعلانات التدخين في الصحافة ووسائل الاعلام.

وتشير احصائية الامم المتحدة الصادرة في 4 يونيو 2000 الى ان الكويت ‏تستنزف سنويا 72 مليون دينار لاستيراد التبغ ويشكل استهلاك الفرد الواحد من التبغ ‏في الكويت يصل الى 2230 سيجارة سنويا.

ولتطبيق قرارات مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ‏لمكافحة التدخين ولحماية الصحة العامة اصدر وزير الصحة الدكتور محمد الجارالله في ‏23 ديسمبر الماضي قرارا بزيادة ضريبة السجائر والتبغ من 70 الى 100 في المائة .

يذكر ان توحيد ضريبة السجائر على جميع دول مجلس التعاون الخليجي والتبعات ‏الاقتصادية لزيادة الضريبة على السجائر تمت دراستها بشكل موسع في كافة دول ‏المجلس .

وتماشيا مع القرارات الدولية حظرت الخطوط الجوية الكويتية في ابريل 2001 ‏التدخين على أسطولها من الطائرات وذلك لتوفير بيئة سفر صحية وخالية من التدخين ‏إضافة لحرصها الدائم على صحة وسلامة المسافرين وتماشيا مع القرارات الدولية التي ‏أثبتت في الدراسات التخصصية ان الدخان المنبعث من السجائر من شانه ان يسبب أضرارا ‏بالغة الخطورة على الركاب بما في ذلك غير المدخنين منهم وأفراد طاقم الضيافة.

وتسعى الجمعية الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان التي تأسست العام ‏1980 وتم إشهارها فعليا خلال مطلع يناير 1981 بالعمل دون كلل الى تحقيق اهدافها ‏وهي مكافحة التدخين من خلال لجانها الخاصة وتعاونها مع بعض القطاعات الاخرى.

وتقوم الجمعية بمهمتها عن طريق العلاج والتوعية من خلال العيادات والندوات ‏والمحاضرات وتوزيع الكتب والبوسترات وقد جندت لجان لهذا الغرض منها لجنة مكافحة ‏التدخين ولجنة الاورام ولجنة مكافحة المخدرات ولجنة العلاقات العامة ومجلة حياتنا.

وعلى الرغم من ان التدخين لايزال مشكلة صحية وخطيرة فان عدد الذين يقلعون عنه ‏مازال صغيرا قياسا بمخاطر تلك الافة فقد اكدت منظمة الصحة العالمية ان حوالي ‏اربعة ملايين شخص يموتون بسبب التدخين.

وتقدر منظمة الصحة العالمية ان عدد المدخنين في العالم بلغ 1ر1 مليار ‏شخص يجاوز ثلثهم ال 15 عاما ويعيش 800 مليون من المدخنين في العالم الثالث من ‏بينهم 300 مليون في الصين وحدها ويدخن حوالي 47 في المائة من الرجال مقابل 12 في ‏المائة من النساء وتبلغ نسبة الاستهلاك اليومي 15 سيجارة للمدخن.

ولفتت منظمة الصحة العالمية الى ان سنوات طويلة من الدراسات اظهرت ان السيجارة ‏هي السبب الاول للوفيات التي يمكن تجنبها في الدول النامية بالاضافة الى ان ‏التدخين سببا مباشرا لسرطان الرئة وامراض القلب والشرايين.

وفي الدول النامية حيث عادة التدخين اقدم ازدادت نسبة استهلاك السجائر للشخص ‏الواحد ست مرات من 600 سيجارة سنويا في مطلع العشرينات الى اكثر من 3000 في ‏السبعينات وارتفع عدد الوفيات من 500 الف في العام 1955 الى حوالي مليونين في ‏العام 1995 ربعهم من النساء.

وقد قتل الافراط في التدخين مليون راشد في الدول النامية مطلع التسعينات ‏وتراوح عددهم في العام 2000 ما بين اثنين وثلاثة ملايين.

وفي حالة استمرار الاقبال على التدخين فان منظمة الصحة تتوقع ان يرتفع عدد ‏الوفيات الى عشرة ملايين وفاة سنويا في العام 2030 أي وفاة كل ثلاث ثوان.

وقد أوصت منظمة الصحة العالمية باعتماد استراتيجيات تجمع بين زيادة الرسوم ‏ومنع الاعلام عن التدخين وبيع السجائر للاطفال واطلاق تحذيرات واضحة حول مخاطر ‏التبغ وحماية غير المدخنين في اماكن العمل.

إن الاقلاع عن التدخين يتطلب جهودا متكاملة من المجتمع بوسائله المختلفة ‏والاسرة بشرح مخاطر التدخين لابنائها واثاره السلبية على الصحة والفرد بارادته في ‏الامتناع عن التدخين.

وقد كشف الخبراء  حقيقة مؤلمة ظلت طوال عقود مضت سراً ووثيقة محمية بذلت شركات التبغ وصناعة سجائر التدخين مئات الملايين من الدولارات في سبيل الإبقاء عليها سراً. وقال إن السيجارة الواحدة تتكون من عدة مركبات كيميائية يصل عددها إلى أكثر من4 آلاف مركب كيميائي، وأكثر من 40 مركبا منها من مسببات السرطان. وقد أكد بعض الخبراء أن السبب الرئيس لوفاة المدخن ليس النيكوتين فقط، وإنما المركبات الكيميائية الأخرى والتي قيل إن عددها 40 مركباً.

أن كل سيجارة تحتوي على ما يتجاوز 24 مادة مضافة من المنكهات المحلية، بحيث تصل نسبتها في بعض أنواع السجائر إلى 4% من حجم السيجارة الواحدة، وهذه المواد تشمل: الكاكاو والسوس وعصارة السكروز وسكر الجليكول ودقيق قشرة الكاكاو وزبدة الكاكاو وخلاصة بذور الخروب وفوسفات الهيدروجين ثنائي الأمونيوم والفواكه المجففة وسكر السوربيتول وحمض السيتريك وتتضمن كذلك إضافات مثل العسل وسكر خشب القيقب، وهي مواد تستخدم من قبل الشركات كي تضمن امتصاص دم ودماغ المدخن أكبر كمية ممكنة من النيكوتين، كما أن استخدام الكاكاو تحديداً يأتي نتيجة لاحتوائه على مادة التيوبرومين القادرة على توسيع وفتح الرئتين.

وأشار إلى أن السيجارة تحتوي عدة مركبات كيميائية سامة وخطيرة، إضافة إلى مادة النيكوتين التي توجد في السيجارة الواحدة بنسبة تتراوح ما بين 0.1 - 2 ملجم، وأن من أهم المركبات الكيمائية مادة الزرنيخ (arsenic) وهو مستخدم في سم الفئران، وحامض الأستيك (acetic acid) المستخدم في صبغة الشعر، وأستون (acetone) الذي يعتبر عنصرا رئيسا في الدهان والبوية ومزيلا للمناكير، والأمونيا (ammonia) التي تدخل في تكوين المنظفات ومواد تنظيف المجاري، ومادة بنزين (benzene) وهي عبارة عن لصاق مطاطي، والبوتان (butane) وهو نوع من أنواع الوقود الخفيف يستخدم في الولاعات، والكاديميوم الذي يعتبر من الفلزات الثقيلة خطيرة السمية، التي لها تأثيرات على الصحة العامة وتستخدم في صناعة البطاريات، إضافة إلى أول أكسيد الكربون الذي يعتبر مسببا رئيسا في ارتفاع معدل دقات القلب وضيق التنفس، وكذلك رباع أكسيد الكربون الذي يستخدم كسائل للتنظيف الجاف، والإيثانول أحد أنواع الكحول، وفورملديهيد ويستخدم في تحنيط الأجسام الميتة، وهيدرازين المستخدم كوقود للطائرات النفاثة والصواريخ، والهيكسامين الذي يستخدم كمشعل للفحم وسيانيد الهيدروجين وهو مادة سامة تستخدم في غرف حرق الغاز، والرصاص وهو عنصر فلزي ثقيل وخطير السمية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا