بشير البحراني عن موقع قطيفيات: المشاريع الثقافية على الانترنت تبدأ بحماس شديد ثم تفتر الهمم

اجرى موقع ايلاف لقاءاً مع الاستاذ بشير البحراني عضو هيئة تحرير موقع قطيفيات جاء فيه:

من حين لآخر تطلق بشبكة الإنترنت العربية  مشاريع ذات معنى أو على الأقل تحاول بدل مساهمتها الإيجابية في مجتمع المعلومات العالمي. موقع "قطيفيات" من فصيلة المواقع العربية الثقافية التي ترفض اعتبار نفسها موقعا عربيا خارج دائرة المعنى. وقد التقت إيلاف أحد زملاء الموقع وكان الحوار التالي:

- نود أولا التعرف على مسؤولي الموقع؟ المطور؟ من صاحب الفكرة؟ من يسهر على التحرير؟

تأسس الموقع جماعياً بجهود مجموعة من الأفراد الأصدقاء، وعددهم سبعة أشخاص، إلا أن اثنين منهم انسحبا لظروف معينة، وقد كانت لهما جهوداً مباركة لا تنسى في تأسيس الموقع. ثم استمر الخمسة الباقون في تطوير الموقع والإشراف عليه. وقد جمعت هؤلاء الأصدقاء ظروف الانسجام في العمل، والنية الخالصة، فكان الجميع مؤسساً، ومشاركاً، ومطوراً، وساهراً على التحرير والتصميم.

- كيف تفهم المشاريع الثقافية المحلية على ضوء الإنترنت؟

إن المشاريع الثقافية المحلية التي اتخذت من شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت) بيئة لها لا تزال في مرحلة المخاض، أي أنها في كثير من الأحيان تبدأ بحماس شديد ثم لا تفتأ أن تفتر همم القائمين عليها فيتوقف عطاؤها لفترات قد تطول أو تسقط ضحية الموت الإلكتروني البطيء. ولعله من أهم الأسباب وراء ذلك؛ عدم التفرغ الدائم لهذا المشروع أو ذاك، سواء كان من قبل المحرر أو من جهة الفني المسؤول عن التصميم وتنزيل المواد.

ويضاف إلى ذلك كون بعض هذه المشاريع ولدت فقط من أجل أن يكون للقائمين عليها مشروعاً ثقافياً على الإنترنت، في الوقت الذي يفتقرون فيه إلى الهم الثقافي والمتابعة المستمرة لكل شؤونه، ولعل هذا الشأن الثقافي أبعد ما يكون عن اهتماماتهم.

- لماذا تطلق موقعاً جديداً يهتم بالثقافة ولا تفكر في تقوية مشاريع قائمة أصلاً؟ وهل من مميزات لمشروعكم؟

إننا في (قطيفيات) نمتلك خطاباً ثقافياً له آلياته العملية وأهدافه المرجوة، وإننا نعمل في المشروع الثقافي منذ زمان خارج الإطار الإلكتروني، وفي الحقيقة لم نجد في أكثر المواقع الثقافية القائمة آفاقاً رحبة لكل تطلعاتنا ورؤانا، ولذلك جاء هذا الموقع ليتيح المجال أمامنا للتعاطي بصورة مباشرة مع مستخدمي الإنترنت، ومن جهة ثانية ليكون داعماً لمشروعنا الثقافي خارج الإنترنت. كما أننا من جانب آخر نتواصل مع مختلف المواقع الثقافية المتوافرة على شبكة الإنترنت، وليست لدينا مشكلة أو حساسية في ذلك.

أما بخصوص مميزات (قطيفيات) كموقع ثقافي، فربما تتضح إذا قسناه بباقي المواقع المحلية على وجه الخصوص؛ من حيث حجم المادة المنشورة وتنوعها، وتغطيتنا للنشاط الثقافي في البيئة المحلية خصوصاً، بالإضافة إلى أننا نتميز على غيرنا في توفير كتاب كل شهر لتحميله على هيئة وورد مجاناً، ولعل التميز الأكبر بالنسبة لنا يكمن في استمراريتنا في تفعيل كامل الموقع كل أسبوع بالرغم من الانشغالات المختلفة الملمة بنا.

- أعلنتم بأن موقعكم يعنى بالشأن الثقافي العام ما معنى ذلك؟

أي أن اهتمامات الموقع تصب في الجانب الثقافي بكل أطرافه وخيوطه، ولذلك نعمد في (قطيفيات) إلى متابعة مختلف الأنشطة الثقافية بقدر ما نتمكن ويسعفنا فيه الوقت، وتوفير أكثر من تشكيلة ثقافية يمكن الاستفادة منها. وبعبارة أخرى: إننا في (قطيفيات) لم نفكر يوماً في أن يكون موقعنا متخصصاً في قالب معين فقط، مثل قالب المقال أو القصة أو الشعر أو ما شابه، بل نحاول أن نكون شاملين لكل ما يرتبط بالثقافة، بحيث يجد زائر الموقع ما يماشي ميوله الثقافية.

- موقعكم جميل من الناحية الإخراجية، لكن تبويبه يبدو عليه التسرع، ما الخلفية التي سكنتكم عند تبويبكم للموقع؟

ما دمنا منذ البداية حددنا نشاط الموقع واهتمامه بالشأن الثقافي العام، فلا بد أن يتوافق التبويب وهذا الاهتمام الكبير. وعلى العموم، فإن الموقع لم ينشأ بهذه الصورة التي عليها الآن، فقد بدأ عند تدشينه مطلع عام 2000م بصورة بسيطة تقريباً في الاهتمام بجانب المقال والقصة والشعر وحسب، وفي خطوة تطويرية أضيف باب للكتب يهتم بالإصدارات الحديثة وعروض ومراجعات الكتب بالإضافة إلى توفير كتاب للتحميل، وفي خطوة أخرى أضيفت زاوية للمتابعات الثقافية، وبعد ذلك أضيف باب للدراسات والمقالات القرآنية، ثم أضيفت زاوية متفرقات تضم الحوارات والتقارير والملفات الخاصة، وفي التحديث الشامل الذي حصل قبل أسبوعين تم تخصيص باب للحوارات وإضافة زاوية للارتباطات الثقافية.

فلعلنا إذا تأملنا في هذه الخارطة التطويرية للموقع أدركنا عدم وجود تسرع في تبويب الموقع، ويدعم ذلك تغذيتنا لكل باب بالمادة الثقافية المخصصة له أسبوعياً منذ أكثر من عام.

- ما القيمة المضافة لموقعكم في دنيا الويب العربي؟

لعلك لو زرت أحد مواقع البحث على الإنترنت باحثاً عن موضوع معين؛ لوجدته في أغلب الأحيان يرشدك إلى موقعنا، وذلك بسبب حجم وتنوع المادة المنشورة عندنا، ونحن نعتقد أننا بدأنا نكون مصدراً للفائدة والاقتباس، وقد لمسنا ذلك بوضوح في عدد من الرسائل التي تصل إلى الموقع، بالإضافة إلى أن بعض المواقع الثقافية جعلت لنا ارتباطاً على واجهتها بنية الاستفادة من المادة المنشورة لدينا. ونحن واثقون من أننا قدمنا في موقع واحد ما لم تقدمه عشرات المواقع الثقافية، ورغم ذلك فإننا نصنف أنفسنا في خانة التقصير، ولهذا نحن على استعداد لأن نقدم أكثر وأكثر  ولكن تنقصنا الدعاية والمزيد من التواصل الكتابي.

- ما هو مضمون مشروعكم الثقافي على الويب ؟

يرمي مشروعنا على الإنترنت إلى الاستفادة من هذا التقدم الإلكتروني وإقدام الناس عليه فيما يخدم التوجه الثقافي العام، بحيث نستطيع تسجيل بعض المكاسب الثقافية في مقابل بعض المكاسب التجارية والترفيهية التي غلبت على الإنترنت وطغت بحيث كادت أن تفتك بالثقافة وتبعدها عن هذا النسيج. ولعلي لست مضطراً للحديث عن أهمية توافر الخطاب الثقافي على الإنترنت. كما يرمي الموقع إلى إتاحة المجال للأقلام الواعدة لتأخذ نصيبها من التجربة الثقافية، وتكون جنباً إلى جنب مع الأقلام المحترفة، وغير ذلك مما يحتاج إلى كلام كثير ومفصل.

- مشاريعكم المستقبلية؟ برامجكم؟

قبل أسبوعين أقدمنا على خطوة تطويرية للموقع من الناحية التحريرية والفنية، ونأمل خلال الأسابيع القادمة بإضافة خانة صغيرة غير مبوبة تهتم باللوحة التشكيلية والكاريكاتير، كما لدينا خطة مستقبلية تعمد إلى فتح باب جديد يخاطب الطفل ثقافياً. ولنا نية في إصدار اسطوانة (سي دي) تحمل جميع مواد الموقع، وذلك تلبية لاقتراح عدد من القراء.

هيئة قطيفيات:

1- حسن آل حمادة: كاتب ومؤلف. عضو تحرير في الموقع، وهو من اقترح اسم الموقع.

2- عبدالإله التاروتي: كاتب. عضو تحرير في الموقع.

3- محمد آل حريز: فني متميز. عضو تصميم في الموقع.

4- هاني آل عمار: فني متميز. عضو تصميم في الموقع.

5- بشير البحراني: عضو تحرير في الموقع أيضاً. (إيلاف)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا