منتدى الإعلام العربي الدولي  في لندن.. تداعيات  11 ايلول كشفت عمق الهوة الفاصلة بين الاعلاميين العرب ونظرائهم الغربيين

أعلن في لندن قبل أيام عن انطلاق (منتدى الاعلام العربي الدولي) الذي يهدف الى (بناء الجسور والعلاقات الوثيقة) بين الاعلام العربي من جهة والاعلام في العالم الخارجي من جهة اخرى. وقد اختيرت العاصمة البريطانية مقراً لهذا المنتدى نظراً الى دورها الحيوي كحاضنة لأهم تجمع اعلامي عربي خارج المنطقة العربية.

وفي هذه المناسبة دعا غيث ارمنازي, الرئيس السابق لبعثة جامعة الدول العربية في لندن والرئيس الحالي للمنتدى, الى حفلة عشاء حضرها حشد من الاعلاميين العرب والبريطانيين والاميركيين. وكان هذا اللقاء فرصة لتبادل الآراء الأولية والمصارحة والمكاشفة عما يعتمل في نفوس الاعلاميين خصوصاً في أعقاب تداعيات هجمات 11 ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة الأميركية.

وأوضح ارمنازي في كلمته الترحيبية ان فكرة تأسيس المنتدى جاءت قبل اشهر عدة عندما أدرك عدد من الاعلاميين العرب والاعلاميين البريطانيين المهتمين بالشأن العربي (عمق عدم التفاهم بين العالم العربي والغرب خصوصاً في بريطانيا). وقال انه تقرر البدء بخطوة المنتدى بحيث يجتمع صانعو القرار الاعلامي (لتبادل الأفكار وبناء الجسور وتوضيح المغالطات واسقاط الخرافات بدلاً من ان يترك هذا الأمر للديبلوماسيين ورجال السياسة فقط).

ولاحظ رئيس المنتدى ان هناك توجهين اساسيين لعدم التفاهم بين العالم العربي والغرب, وقال: (الأول اننا نشعر بأن الاعلام الغربي اعلام معاد لا يمكن خرقه أو التأثير فيه, وهذا ظن خاطئ يجب التعامل معه, اذ يوجد نوع من الفهم يجب استيعابه والبناء عليه). وأضاف يقول: (اما التوجه الثاني فهو ان الغرب كان ينظر الى الاعلام العربي بوصفه لا يتمتع بأي حرية ويرفل بالقيود, غير ان التطورات الأخيرة أظهرت ان الاعلام العربي اكثر قدرة على التحرك مما يظن الغربيون, وهو قادر على التأثير الفعال في الرأي العام العربي)).

وطرح إيان ووكر, احد المسؤولين في سكرتارية المنتدى, برنامج العمل المقرر في غضون الأشهر القليلة المقبلة والذي سيشكل قاعدة للتحرك على المدى البعيد. ويتضمن البرنامج اجتماعاً لمسؤولي تحرير المؤسسات الاعلامية العربية في تموز (يوليو) المقبل لمناقشة سبل التعامل مع الذكرى الأولى لهجمات 11 ايلول في الولايات المتحدة الاميركية. وسيعقد المنتدى في كانون الثاني (يناير) المقبل اجتماعاً في قلعة ليدز التاريخية البريطانية لمسؤولي التحرير وأصحاب المؤسسات الاعلامية لمناقشة القضايا المشتركة. وبين هذين الموعدين وبعدهما, ستنظم مجموعة من الندوات تضم عدداً من الصحافيين الميدانيين.

بعد ذلك, انفتح المجال لتبادل الآراء بين الحاضرين من دون رسميات, فطرحت قضايا عدة سواء من الاعلاميين العرب أو زملائهم البريطانيين والاميركيين وكلها تصب في اتجاه المكاشفة الصريحة الهادفة الى معالجة معوقات التفاهم المتبادل وصولاً الى تحقيق (الجسر) الذي تحدث عنه رئيس المنتدى غيث ارمنازي.

وكان من الواضح ان تداعيات هجمات 11 ايلول كشفت عمق الهوة الفاصلة بين الاعلاميين العرب ونظرائهم الغربيين, ولكنها في الوقت نفسه اكدت الحاجة الى خطوات عملية لردم هذه الهوة أو على الأقل تقليص اتساعها المخيف في ظل الحملة الاعلامية العالمية المرافقة لحرب الولايات المتحدة ضد الارهاب.

طبعاً لم يكن من المتوقع ان يتفق كل الحاضرين على مجمل النقاط التي أثيرت حول مائدة العشاء في تلك الأمسية, لكن مجرد اخراج الموضوعات الاشكالية الى العلن وطرحها من دون حساسيات أو مخاوف ومناقشتها من موقع ايجابي وهادف... كل ذلك يشكل خطوة على الطريق الصحيح لبناء تلك الجسور المفقودة حتى الآن, والتي باتت الحاجة اليها اكثر الحاحاً بعد 11 ايلول. (الحياة)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا