اكاديمي مصري يصدر أول موسوعة عربية للمصطلحات الدينية اليهودية‏

أصدر رئيس قسم اللغة العربية بكلية الاداب جامعة ‏عين شمس الدكتور رشاد الشامي أول موسوعة عربية تتعلق بالمصطلحات الدينية اليهودية تساهم فى فهم الجذور الحقيقية للدين اليهودي ومفاهيمه ولاعطاء صورة له من حيث العقيدة والعادات والتقاليد وموقف اليهود من العرب.

 وقال الدكتور الشامى الذى أصدر أكثر من 20 كتابا ودراسة فى الأدب الاسرائيلى ‏فى تصريحات صحافية أن الواقع الاسرائيلي فى العقدين الأخيرين يموج بتحولات جذرية فى البنية العامة للتوجهات الفكرية والعقائدية والأيدلوجية تحت تأثير المد ‏الدينى لاسرائيل.

‏ وأوضح أن هذا المد الدينى اجتاح الخريطة الحزبية فى اسرائيل عن طريق الصعود المفاجىء لقوة الاحزاب الدينية وطال قطاعات العلمانية فى هذا المجتمع مبينا أن ذلك انعكس على الخطاب السياسى السائد فى اسرائيل منذ الثمانينات من القرن الماضى ‏‏وحتى ‏‏الان.

‏ واشار فى ذلك الى التصريحات التى أدلى بها الزعيم الروحى لحزب شاس الدينى المتطرف الحاخام عوفاديا يوسف وطالب بدحرهم والقضاء عليهم بل ‏ وافنائهم من على وجه البسيطة ان أمكن ذلك. ‏

‏ وأكد الدكتور الشامي أن الحركة الصهيونية فى أساسها حركة علمانية استعمارية ‏وأن الصراع معها فى المقام الأول صراع وطنى سياسى موضحا أنه فى بداية الحركة ‏الصهيونية لم يكن البعد الدينى واردا على الاطلاق عند زعمائها لان الصهيونية ‏انطلقت فى سعى وراء حل للضائقة الاقتصادية والاجتماعية لليهود فى شرق أوروبا تحديدا. ‏

‏ وأضاف أن زعماء الحركة الصهيونية استغلوا البعد العاطفى التاريخى والدينى فى ‏الارتباط بفلسطين فى محاولة دفع اليهود للهجرة اليها مدللا على ذلك من تاريخ ‏الحركة الصهيونية فى بدايتها منذ عام 1882 والتى توضح أن موجات الهجرات الاولى ‏ والثانية والثالثة لم تكن تقوم على اتباع تعاليم الدين اليهودى اطلاقا.

وقال الدكتور الشامى أنه بمرور الوقت أصبح بن غوريون هو الزعيم ‏المهيمن على تأسيس الدولة وبدأ يستشعر أنه لابد وأن يكون هناك جانب دينى لتصبح ‏ جزءا من منظومة الحياة فى عملية الاستيطان الصهيونى فركز على البعد التاريخى ‏القومى لليهود فى العصور القديمة لارساء واقع سياسى مستقل لليهود فى فلسطين.‏   

‏ وأوضح أنه فى منتصف الثمانينات ظهرت أحزاب على أساس طائفى تمثل اليهود ‏الشرقيين مثل حزب شاس وظلت تسعى من أجل فرض الشريعة اليهودية على الدولة والالتزام بها ونجحت من خلال الابتزاز السياسى فى جذب الاحزاب العلمانية الحاكمة ‏اليها وجذب الجماهير للالتزام بالشريعة اليهودية.‏   

‏ وأشار الى بداية اليمين الصهيوني المتطرف فى منتصف التسعينات عندما بدأ فى فرض سطوته على الواقع السياسى فى اسرائيل وخاصة بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق اسحق ‏رابين والتقى الخطاب الأيدلوجى اليمينى المتطرف فى كثير من الاهداف والنقاط مع ‏الخطاب الدينى فى تحديد الأهداف السياسية.‏   

‏ وذكر الدكتور الشامى أن التيار اليمينى الصهيونى المتطرف والذى يعتبر ارييل ‏شارون وبنيامين نتنياهو الامتداد الطبيعى له يرى أنه لا يمكن أن تقوم بين البحر ‏والنهر دولة فلسطينية وأن أرض الضفة الغربية جزء أساسى من أرض اسرائيل التاريخية ‏وأنه يجب استعادتها وتطهيرها من الأجانب (أى الفلسطينيين ) وأن يعاد بناء الهيكل.‏   

‏ وأكد أن قيام دولة يهودية على أرض فلسطين ووفق الواقع التاريخى لليهود عبر أكثر من ألف عام هو أمر فرضته ظروف تاريخية وسياسية وأن هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية رأى فى حينه أن تكون الدولة المقترحة في أي مكان ولتكن أوغندا أو العريش أو سيناء ولكن شاءت الظروف أن استقروا في فلسطين. ‏   

‏ ورأى أن استقرار اليهود فى فلسطين يمكن أن يكون انحرافا طبيعيا عما اعتاده ‏اليهود عبر أكثر من 20 قرنا وأن هذه الدولة التى كانت أحد أهدافها توفير ملجأ امن ‏لليهود ضد اضطهاد الشعوب الأخرى لكنها صارت هى المكان الوحيد فى العالم الذى ‏‏يتوقع اليهودى فيه الموت بين لحظة وأخرى. (كونا)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا