اليوم العالمي للصحافة حقائق وارقام

كان لليوم العالمي للصحافة حضوره الكبير على الساحة الدولية نظرا لما تلعبه الصحافة من دور فاعل في ايصال الخبر وتغطية الحدث، هذا الامر اغضب الكثير من الانظمة التي تتخوف من الصحافة.

وبمناسبة اليوم العالمي نشرت تقارير واسعة النطاق حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي في العالم، ففي تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة اعلنت لجنة حماية الصحافيين ان الضفة الغربية وكولومبيا هما من اسوأ الاماكن لممارسة مهنة الصحافة في العالم.

وجاء في التقرير ان الضفة الغربية تتصدر هذه اللائحة حيث استخدمت الحكومة الاسرائيلية انتشارا لاعداد كبرى من القوات لمنع الصحافيين من تغطية توغلها العسكري الاخير.

واضاف انه حين اطلق هذا الهجوم العكسري في نهاية آذار هدد  الجنود الاسرائيليون الصحافيين  وفي بعض الحالات استخدموا معهم القوة التي يمكن ان تكون قاتلة لمنعهم من تغطية العمليات العسكرية.

وبعد الضفة الغربية تحل كولومبيا حيث الاعمال الانتقامية ضد الصحافة من قبل كل الفصائل المتورطة في النزاع الاهلي جعلت من هذا البلد المكان الاكثر خطورة في الغرب.

وقال التقرير انه مع اغتيال 29 صحافيا في العقد الماضي، فان الصحافة الكولومبية دفعت ثمنا باهظا بهدف الاعلام.

واكد التقرير من جهة اخرى ان الحكومة الكوبية مصممة على سحق الصحافة المستقلة في الجزيرة لكنها لم تتمكن من ذلك بعد لانه لا تزال هناك مجموعة صغيرة لكن متنامية من الصحافيين تقوم باطلاع زملائها في الخارج.

واعتبرت لجنة حماية الصحافيين ان مخاطر لا تزال قائمة في افغانستان حيث قتل ثمانية صحافيين عام 2001.

واتهمت اللجنة في بيانها أيضا جميع الأطراف في كولومبيا بارتكاب أعمال عنف انتقامية ضد الصحفيين الذين اضطروا في أحيان كثيرة إلى الخروج من البلاد في عملية وصفتها بالنفي الاختياري خوفا على حياتهم.

وقال التقرير إن كوبا هي الدولة الوحيدة في القارة الأمريكية التي تقوم بسجن الصحفيين عقابا لهم على ما يكتبون.

كما قالت إن سلوك الحكومة الأمريكية في أفغانستان أعاق إجراء تغطية أخبارية موضوعية لأحداث الحرب هناك، وانتقد التقرير قمع السلطات الإيرانية للاتجاه التحرري في الصحافة.

بينما خلت القائمة لهذا العام من أسماء دول كثيرا ما تكررت في الماضي وهي روسيا وأوكرانيا و الصين.

كما انتقد التقرير دولا أخرى مثل زيمبابوي التي تمارس السلطات فيها تعذيب الصحفيين كما انتقد إرتريا التي وصفها بأنها أعنف دولة في إفريقيا ضد الصحفيين.

ومن ناحية أخرى سلط بيان من هيئة الأمم المتحدة الأضواء علي الأخطار المزدوجة التي تتهدد الصحفيين وتتمثل في أعمال العنف من جانب المتطرفين وفي القيود التي تفرضها الحكومات من جهة أخرى .

وقد أصدر البيان بشكل مشترك كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وماري روبنسون مفوضة حقوق الانسان وكويشيرو ماتسورا رئيس اليونيسكو.

وفي العاصمة المغربية الرباط أصدر الاتحاد العام للصحفيين في المملكة المغربية بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة استنكر فيه احتكار الدولة لوسائل الإعلام علي حد تعبيره.

وجاء في البيان أن الأمل في حرية الصحافة الذي كان قد انتعش في مستهل عهد الملك محمد السادس في عام 1999 قد تلاشي .

وقال الاتحاد في بيانه إنه يستنكر ما وصفه بالحظر الذي يفرض علي الإصدارات التي تتحدي القيود الحكومية، كما استنكر تسخير وسائل الإعلام للدعاية الحكومية مؤكدا معارضته لقانون الصحافة الجديد الذي يقضي بتوقيع عقوبة السجن في قضايا القذف والتشهير.

على نفس الصعيد ذكر تقرير صادر عن المنظمة العربية لحرية الصحافة في ختام مؤتمرها السنوي الأول في لندن إن الاعتداء على حرية الصحافة وحياة الصحفيين قد تضاعف بنسبة 100 في المئة خلال الفترة من مايو/ أيار 2001 وحتى أبريل/ نيسان 2002.

وكان من الملفت للنظر أن يربط التقرير بين أوضاع الصحافة العربية وأحداث 11 سبتمبر، فقال إن  انقلاب المزاج الأمريكي بعيدا عن القيم الليبرالية عقب هذه الأحداث أدى لأن تدفع المؤسسات الصحفية العربية ثمنا كبيرا بسبب هذا الاتجاه.

ويبدو أن جميع وسائل الإعلام سواء مطبوعة أو مسموعة ومرئية أو إلكترونية، قد نالت نصيبا من حملة التضييق على الحريات باسم الإجراءات الأمنية.

ويورد التقرير ثلاث دول عربية فرضت رقابة مباشرة على مواقع إعلامية أو صحفية تبث معلوماتها عبر شبكة الإنترنت، ولم تخل دولة عربية واحدة - فيما ذكر التقرير- من وقوع انتهاك لحرية الصحافة أو الرأي على أيدي سلطاتها.

كما أشارت الأرقام إلى مقتل ستة من الصحفيين العرب بسبب انتمائهم إلى  مهنة البحث عن المتاعب خلال الفترة نفسها، منهم ثلاثة صحفيين فلسطينيين.

وفي الجزائر طالب المجلس الأعلي لاخلاقيات مهنة الصحافة سلطات البلاد بتعزيز حريات الصحافة وحرية التعبير عن طريق قانون اعلام معدل يحمي حقوق الصحافيين والحريات ويكون مجرداً من الطابع القمعي وكذا تكريس المبدأ الثابت لحرية الصحافة وحرية التعبير في الدستور وضرورة تبني قانون أساسي يحمي الصحفي المحترف والمراسل المحلي.

ووجه المجلس وثيقة للسلطات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحييه الصحافيون اليوم الجمعة ألح فيها علي إقامة بطاقة وطنية لمحترف الصحافة تصدرها لجنة متساوية الاعضاء والغاء التعديلات القمعية الواردة في تعديل قانون العقوبات وادراج مادة في عقد العمل لكل صحفي يوظف في مؤسسة اعلامية تنص علي التزامه باحترام مبادئ الاخلاقيات لميثاق الصحفيين بالاضافة حرية الوصول إلي مصادر الخبر وتخصيص نسبة من ميزانية كل مؤسسة اعلامية عمومية أو خاصة لتكوين الصحافيين والتفكير في مشروع انشاء مركز لتكوين وتأهيل الصحافيين.

وتحيي الصحافة الجزائرية مناسبة اليوم العالمي للصحافة في وقت يشتد عليها الضيق خاصة الناشئة منها اذ لا تزال الدوائر المتنفذة في السلطة تولي أهمية ودعماً مباشراً وغير مباشر للصحافة الناطقة باللغة الفرنسية أو العربية الموالية لها في حين تشهد صحف لها أقلام محترفة وصدي لدي القراء عراقيل جمة من قلة اشهار وخناق إذ لا تزال المساعدات التي تبلغ 80 مليار سنتم مجمد لم تمنحه السلطة للصحف الناشئة إلي يومنا هذا في اطار صندوق دعم الصحافة في حين بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الدولة للصحافة الخاصة ما بين 1990 و1996 حوالي مليار و400 مليون دينار، ودفعت الصحافة الجزائرية بمختلف وسائلها فاتورة غالية قوامها اغتيال 68 صحافياً علي يد الارهاب خلال (3) سنوات وأكثر من 100 عامل تابعين لقطاع الصحافة وكان الطاهر جاووت أول صحفي جزائري يغتاله الارهاب علي أن (5) صحافيين لا يزالون في عداد المفقودين وهم عزيز بو عبد الله من يومية العالم السياسي، قدور بوسلحام مراسل جريدة (لورزون)، جميل مخامي صحفي بالقناة الثالثة الجزائرية الناطقة بالفرنسية، محمد حساين مراسل يومية (ألجي روبيبليكان) وصالح قيطوني صحفي بجريدة (النور). ونلاحظ تراجعاً كبيراً في الصحف الصادرة اذ من بين 450 اعتماداً منح خلال عشرة أعوام لا نجد سوي مائة صحيفة منها 50 اسبوعية و32 يومية و18 دورية، اضافة الي غلق الصحف، وبرغم أن الرئيس بوتفليقة ومنذ مجيئه لم تغلق فيه أي صحيفة إلا ان ابرز حدث هو مصادقة البرلمان بغرفتيه علي قانون العقوبات الذي آثار جدلا كبيراً في الأوساط الجزائرية الصحفية منها وغيرها مع ان التلفزيون بقي يخدم السلطة. ويري كبار المعلقين الصحافيين الجزائريين بأن هناك تعسفاً في حق حرية التعبير من خلال السماح للعدد الهائل من الصحف بالصدور دون أن تضيف جديداً لحرية التعبير ويتجلي التعسف من قبل الصحافة في هذا الكم الهائل مما ينشر دون أن تحرك السلطات ساكناً رغم خطورة ما يقال ويبلغ التعسف مداه حين تنصب بعض الصحف نفسها وصية علي الرأي العام وعلي السياسة والساسة والشعب والمؤسسات ويزداد تعسفها حين تنحاز هذه الصحف إلي المظالم وتروج لشرعية الفساد السياسي والتقسيم والاختطاف وتقف الي جانب الاستئصال ومعارضة قيم الامة والتنكر للثوابت.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا