أكثر من 60 ألف مسلم تضرروا من أحداث سبتمبر

توصل تقرير أصدره مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) اليوم في مؤتمر صحفي عقد بمقر المجلس الرئيسي بالعاصمة الأمريكية واشنطن إلى أن حالات التمييز ضد المسلمين في أمريكا ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف عن العام الماضي مما يشير  إلى تردي واضح في أوضاع حقوق المسلمين المدنية في أمريكا على أثر أحداث سبتمبر الماضي، كما أشار التقرير إلى وجود شعور متزايد في أوساط المسلمين الأمريكيين بعدم دستورية العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية منذ أحداث سبتمبر ضد بعض المسلمين الأمريكيين ومؤسساتهم لأنها كانت مبنية على التمييز العرقي.

ويعد تقرير هذا العام التقرير السنوي السابع الذي يصدره المجلس عن أوضاع الحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا، كما يعتبر التقرير الوحيد من نوعه لتوثيق ما تتعرض له حقوق وحريات المسلمين في أمريكا من انتهاكات. ويحصي تقرير العام الحالي حالات التمييز والعنف والمضايقات التي تعرض لها المسلمون في أمريكا خلال الفترة من مارس 2001 وحتى مارس 2002.  

وقد شمل تقرير العام الحالي 1516 شكوى من انتهاكات تعرضت لها حقوق المسلمين المدنية، وقد شملت هذه الشكاوى على 1717 حادثة تمييز، وقد قدر التقرير عدد الشكاوي غير المرتبطة بأحداث سبتمبر بـ 525 شكوى. وبالنسبة لأعداد المسلمين المتضررين من هذه الانتهاكات فقد أحصى التقرير 2250 فردا تضرروا بصورة مباشرة من موجة الاعتداءات على المسلمين خلال العام الماضي، بينما قدر التقرير أعداد المسلمين المتضررين من أحداث سبتمبر بستين ألف مسلم من بينهم خمسين ألف متبرعا لمؤسسات الإغاثة المسلمة الأمريكية التي تم إغلاقها، وأكثر من خمسة آلاف مسلم تم استجوابهم على ذمة التحقيقات، إضافة إلى ضحايا التمييز وموجة الاعتداءات.

وتشير الإحصاءات السابقة إلى زيادة معدل التمييز ضد المسلمين خلال العام الماضي إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق له بسبب تبعات أحداث سبتمبر، وإلى زيادة هذا المعدل بنسبة 43 % إذا استبعدت أثار أحداث سبتمبر.

وتناول التقرير عددا من السياسات الحكومية التي أثرت سلبيا على حقوق المسلمين المدنية منذ أحداث سبتمبر ومنها قانون مكافحة الإرهاب الجديد المعروف باسم "باتريوت أكت" والذي توسع في إعطاء الأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة في تعقب المشتبه فيهم لدرجة اعتبرتها العديد من منظمات الحقوق والحريات في المدنية تعديا على الحريات المدنية في أمريكا.

كما أشار التقرير إلى سياسات التمييز والاستقصاد العرقي في المطارات والتي وقع ضحيتها أكثر من 190 مسافرا مسلما بالمطارات الأمريكية خلال العام الماضي، وإلى موجة الاعتقالات والتي وقع ضحيتها حوالي 1200- 1700 مسلم وعربي مقيم في أمريكا، ومازال المئات منهم معتقلين في السجون الأمريكية وترفض الحكومة الأمريكية توفير المعلومات الضرورية عنهم.

وأشار التقرير أيضا إلى إغلاق السلطات الأمنية لعدد من مؤسسات الإغاثة المسلمة الأمريكية، وإلى التوسع في استخدام الأدلة السرية في اعتقال المشتبه فيهم، وإلى حملات تفتيش منازل بعض الأسر المسلمة ومقار بعض المؤسسات والجمعيات المسلمة، وإلى استجواب آلاف المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا بصورة قانونية على ذمة التحقيقات.

وفيما يلي بعض الجداول التي توضح أوضاع حقوق المسلمين المدنية في أمريكا خلال العام الماضي مقارنة بالأعوام الماضية.

1- ضحايا الاعتداءات على المسلمين في أمريكا في أعقاب أحداث سبتمبر (سبتمبر 2001) مقارنة بالفترة التالية لانفجار أوكلاهوما سيتي (أبريل 1995)

الفئة

19 أبريل 1995

11 سبتمبر 2001

 إعتداءات عنيفة

 تهديدات

 بريد كراهية وتحرشات

 تحرشات واعتداءات أمنية

 تمييز واستقصاد في المطارات

 تمييز في أمكان العمل

 تمييز بالمدارس

 المجموع

13

56

149

4

ـــ

ـــ

ـــ

222

303

72

687

224

191

166

75

1717

 

2- حالات انتهاك حقوق المسلمين المدنية في أمريكا بعدا استبعاد أثار أزمة أوكلاهوما سيتي عام 1995 وأزمة الحادي عشر من سبتمبر الأخيرة

العام

عدد حالات التمييز

1995/1996

1996/1997

1997/1998

1998/1999

1999/2000

2000/2001

2001/2002

80

240

284

285

322

366

525

 

3- توزيع حالات التمييز وفقاً لأماكن وقوعها ( 1999-2002)

مواقع التمييز

1999

2000

2001

2002

أمكان العمل

المطارات

المؤسسات الحكومية

المدارس

الأماكن العامة

المساجد والمؤسسات الدينية

السجون

الإنترنت

المحاكم

الجيش

حالات أخرى

47

3

8

8

10

2

17

ــ

2

0.7

1

42

3

11

13

8

2

13

ــ

3

0.3

3

48

2

10

15

9

1

9

ــ

1

1

2

26

26

19

8

7

3

3

2.5

0.5

0.5

0.5

 

4- توزيع حالات التمييز وفقا لأنواعها (1999-2002)

نوع الحادثة

1999

2000

2001

2002

 تمييز ضد السمافرين

 تمييز من المؤسسات الحكومية

 تحرش لفظي

 فصل من العمل أو رفض التوظيف

 عدم المساواة في أماكن العمل

 عدم مراعاة الاحتياجات الدينية

 اعتداءات جسدية ومسلحة وتدمير ممتلكات

 حرمان من خدمات عامة

 شكوك أمنية غير مبررة

 معاملة غير عادلة

 تهديد عنيف

2

2

10

12

6

49

4

3

5

7

ــ

1

1

9

17

4.5

31

7

5

4

20

ــ

2

2

8

20

7

37

4

5

4

10

1

24

18

14

14

3

12

6

5

1

2

1

 

5- توزيع حالات التمييز وفقا للمظهر الإسلامي الذي أدى إليها (1999-2002) 

الرمز الإسلامي

1999

2000

2001

2002

 العرق أو الدين

 غطاء الرأس (الحجاب)

 الصلاة

 القيادات والمنظمات المسلمة

 اللحية

 رمضان / الحج

 الأعياد الدينية

 الطعام الحلال

 الكوفية

 الأسماء الإسلامية

 النقاب

 القرآن والكتابات الدينية

 دفن الموتى طبقاً للشريعة الإسلامية

 اعتراض ديني على الفحص الطبي غير الضروري

 الصور النمطية للمسلمين

 اعتناق اٌسلام

 أخرى

25.5

26

27

ــ

8

2.3

1.5

4

1

1

1

2

0.3

0.3

ــ

ــ

ــ

32

29

19

ــ

5

0.3

3

2.6

1

3

2

3.3

0

0

ــ

ــ

ــ

25

25

18

2

8

3

4

2

1

ــ

1

3

ــ

ــ

2

1

4

61

13

7

6

4

1

1

1

2

3

1

1

ــ

ــ

1

ــ

ــ

 

كما يشير التقرير إلى بعض الإيجابيات المتعلقة بحصول المسلمين على حقوقهم المدنية في أمريكا، ومن أمثلة ذلك قرار أحد المحاكم الفيدرالية بمدينة دترويت بعدم دستورية سرية جلسات محاكمة المتهمين في قضايا الهجرة، وقد جاء ذلك الحكم في قضية الداعية المسلم ربيع حداد المحتجز بتهمة الإقامة في أمريكا بعد انتهاء تأشيرة إقامته، كما أشار التقرير إلى سرعة المحاكم الأمريكية في الحكم على المتهمين بارتكاب جرائم كراهية في حق المسلمين منذ أحداث سبتمبر الماضي.

وفي خلال المؤتمر الصحفي أوضح الدكتور محمد نمر مدير الأبحاث بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) والمشرف على إعداد التقرير أن " تقرير العام الحالي شمل على نسبة كبيرة من الشكاوي التي تعرض فيها المسلمون للتمييز لمجرد كونهم مسلمين بينما شملت تقارير الأعوام الماضية على قضايا رفض فيها السماح للمسلمين بممارسة حقوقهم وحرياتهم الدينية"، وأكد نمر على أهمية عدم إغفال الجانب الإيجابي من خبرة المسلمين خلال أزمة سبتمبر إذ دفعت الأحداث المسلمين إلى مقدمة حركة الحقوق والحريات المدنية كما دفعتهم إلى التنظيم السياسي لحماية حقوقهم الدستورية، وعلى الجانب الأخر زادت الأزمة من وعي المجتمع الأمريكي بالمسلمين كجماعة ذات وجود فعال ومساهمات ملحوظة في بناء أمريكا على مختلف الأصعدة.

وطالب نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بدور أكبر للسلطات القضائية في حماية الحقوق والحريات المدنية الأمريكية وقال "إن المسلمين الأمريكيين مثلهم مثل بقية الشعب الأمريكي يساندون أية سياسات من شأنها تحقيق الأمن، ولكن العديد من الممارسات الحكومية المتأثرة بأزمة الحادي عشر من سبتمبر اعتمدت على التمييز الديني والعرقي وأعطت شعورا باطلا بالأمن ولكنها لم تحققه، وقد حان الوقت لكي تلعب السلطة القضائية دورها المأمول في تأكيد وحماية الحقوق والحريات المدنية الأمريكية لمختلف طوائف الشعب الأمريكي".( كير)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا