الإبهام في شعر الحداثة

الكتاب: الإبهام في شعر الحداثة

الكاتب: د. عبد الرحمن محمد القعود

الناشر: المجلس الأعلى للثقافة والفنون / الكويت - ط1 2002م - رقم (279)

عن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، صدر مؤخراً كتاب (الإبهام في شعر الحداثة ـ العوامل والمظاهر وآليات التأويل) للدكتور عبد الرحمن محمد القعود. وجاء في 480 صفحة.

يستعير المؤلف كلام سابق للدكتور عبد القادر القط مفتتحاً به كتابه، وهو: ( إن قدرا من الغموض ضروري للشعر الجيد، على أن يكون غموضا شفافا ). أما المؤلف يؤسس على هذا القول بعضاً من مرتكزات خطابة النقدي، فهو يقول: ( مع احتمالية الغموض في الشعر، بالنظر إلى الطبيعة الفنية التي تحكمه، والمادة اللغوية التي تشكله، والمنبع الشعوري النفسي الذي يغذيه، إلا أن الشكوى من هذا الغموض ترتفع وتنشط بين حين وآخر ). ثم يستبدل المؤلف مصطلح الإبهام بالغموض ـ كما هو واضح في عنوان الكتاب ـ لأن الغموض ـ حسب المعجم اللغوي ـ هو الخفاء، والغامض هو الخفيّ. أما الإبهام ففيه معنى الخفاء والإشكال والإغلاق. وهو في هذا يشير إلى تفضيله لاستخدام مصطلح الإبهام، ذلك أن الدلالة في كثير من شعر الحداثة العربية المعاصرة تجاوزت مستوى الغموض إلى مستوى آخر أكثر خفاء وانغلاقا. وهو في هذا لا يعلِّي من شأن الحداثة وشأن إبهام منتجها الشعري، ولا ينقص منهما، وإنما ما فعله هو محاولة اجتهادية لفهم تأثيرات الحداثة على المنتج الشعري باعتبارها واحدا من أسباب إبهام هذا المنتج وصنع مظاهره. بالإضافة إلى محاولة فهم هذا الإنتاج الشعري المبهم واقتراح آليات لتأويله.

الكتاب ضم ثلاثة أبواب، اشتملت على ثمانية فصول، الباب الأول حمل عنوان "عوامل الإبهام"، وفيه تحدث المؤلف عن الأبعاد الثقافية والمعرفية، والثقافة والمذاهب الأدبية الغربية وتأثر الحداثة الشعرية العربية بها، وتحولات مفهوم الشعر وبنيته. أما الباب الثاني فجاء بعنوان "مظاهر الإبهام" وفيه تحدث عن الغياب الدلالي، والتشتت الدلالي، وإبهام العلاقات اللغوية. وكان الباب الثالث تحت عنوان "آليات التأويل" وفيه تحدث عن القراءة التأويلية، والقراءة التفاعلية بين المتلقي والنص.

في خاتمة الكتاب يقدم المؤلف النتائج العامة التي انتهى إليها كتابه النقدي، ومنها: أن الشعر في كل زمان ومكان معرض للغموض بسبب منبعه الشعوري المعقد الغامض، وبسبب الطريقة الخاصة التي تنسج وتركب بها لغته مما أفرز مصطلح "اللغة الشعرية" التي تحمل من السمات الخاصة ما يميزها عن لغة أي خطاب آخر. وأن الشعر في ظل الحداثة الشعرية العربية المعاصرة انتقل من مستوى الغموض إلى مستوى الإبهام، وأن هذا الإبهام ليس إبهاما سهل الإزاحة والتبديد، وعلى هذا فالدلالة في هذا الشعر ممعنة في الاختفاء إلى درجة الغياب، وهو ما أدى ـ في النهاية ـ إلى أن يطرح المؤلف، التأويل وآلياته، طريقةً لتلقي الشعر الحداثي، مما يساعد على الأخذ بيد القارئ لتلقي هذا الشعر، ومحاولة النفوذ إلى عالمه الرحب وآفاقه الشاسعة.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا