الأفلام الأميركية تعود إلى شاشات التلفزيون الإيراني

رغم العداء السياسي المستمر بلا هوادة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنه يبدو أن الادارة الاسلامية في طهران قد خففت من موقفها إزاء صناعة السينما الامريكية في هوليود.

فقد فاجأت شبكة تليفزيون أي.آر.أي.بي المملوكة للدولة والتي تتحكم في إدارتها المعارضة المحافظة، المشاهدين خلال احتفالات العام الايراني الجديد من الحادي والعشرين من آذار/مارس وحتى الثاني من نيسان/إبريل بعرض سلسلة من أفلام هوليود، وذلك بعد أن كان الايرانيون قد حرموا من ذلك على مدى سنين.

فقد بث تلفزيون أي.آر.أي.بي مجموعة من أفلام الحركة مثل مهمة مستحيلة وإيراسر والقاضي دريد، وكذلك الفيلم الرومانسي الشبح، وجميعها أفلام كانت تعتبر محرمة تقريبا في السابق. وقد استقبلت هذه الافلام بصورة طيبة للغاية من جانب الايرانيين الذين اعتادوا على المسلسلات التليفزيونية المحلية والافلام الاخرى الاقل شهرة والغير منتجة في هوليود.

غير أنه بمقتضى المعايير الدينية الايرانية فقد تدخل مقص الرقيب في هذه الافلام لتخليصها من المشاهد الجنسية ومشاهد القبلات، مما جعل من الصعب في بعض الاحيان متابعة هذه النسخ المقطوعة.

وكانت إيران قد ذهبت إلى أبعد مدى في منع أفلام هوليود من استعادة موقعها الذي فقدته في الثقافة الايرانية في أعقاب الثورة الاسلامية عام .1979 وتم إحلال الانتاج الامريكي بأفلام محلية أساسا، مما أدى إلى تحسن صناعة السينما الايرانية بدرجة ملموسة في عهد ما بعد الثورة، وهو ما ظهر في حصول بعض هذه الافلام على شهرة وجوائز دولية.

غير أنه برغم جوائز المهرجانات، إلا أن هذه الافلام المحلية فشلت في جذب قطاع كبير من المشاهدين حيث يعتمد الكثير من الايرانيين على السوق السوداء في الحصول على أفلام فيديو مهربة، وكذلك الاقراص المدمجة والرقمية من نسخ أحدث أفلام هوليود التي يمكن استئجارها مقابل أقل من دولار في الاسبوع.

ومع ذلك فإن معظم نسخ الافلام المقتبسة والمهربة قد تم تصويرها باستخدام كاميرات الفيديو من دور السينما في دول الخليج، مما يجعل نوعية الصورة والصوت رديئة للغاية.

ولهذا فإن برامج الاقمار الصناعية الاجنبية تشكل المصدر الرئيسي للمنافسة لقنوات تليفزيون أي.آر.أي.بي الخمسة والتي تشاهدها نسبة تسعين بالمائة تقريبا من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 65 مليون نسمة.

وبرغم عدم وجود بديل محلي لبرامج قنوات أي.أر.أي. بي الرتيبة، إلا أنه بإمكان الايرانيين بسهولة التقاط القنوات الفضائية من خلال أجهزة الدش الصغيرة وأجهزة الاستقبال الرقمية.

وعلى الرغم من وجود حظر قانوني على أجهزة الدش، يتضمن فرض غرامات مالية كبيرة والمصادرة، إلا أن الكثيرين مازالوا ينتهكون هذا الحظر ويضعون أشكالا تمويهية من تلك الاجهزة فوق أسطح المنازل.

كما حظيت أيضا البرامج الفضائية الفارسية التي يبثها أساسا المغتربون الايرانيون في لوس أنجلوس، بشعبية كبيرة جدا خاصة وأن اللغة لا تشكل عائقا.

وينظر على نطاق واسع إلى خطوة شبكة آي.آر.آي.بي بعرض أفلام أمريكية، تماشيا مع المطالب الشعبية، باعتبارها محاولة لمنافسة القنوات الفضائية التي يطلق عليها المحافظون اسم الغزو الثقافي الذي يهدف إلى تقويض الالتزام الديني والمبادئ الاخلاقية بين الشباب.

عن المدل ايست اونلاين

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا