إسرائيلي يوجه رسالة عبر الانترنت لـ(الإنتحاريين القادمين)

وجه احد الاسرائليين رسالة مفتوحة الى القوافل الانتحارية (العمليات الاستشهادية) التي تتساقط الواحدة تلو الاخرى بداخل الحدود الآمنة لاسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة.

وطلب صاحب الرسالة الذي لم ينشر اسمه عليها واكتفى بعبارة "الاسم محفوظ في ملف التحرير" من الانتحاريين الانتقاء في عملياتهم ومعاقبة من يستحقون العقاب فقط.

وقال كاتب الرسالة التي نشرت على موقع ايديعوت احرنوت بالانترنت "أريد، في البداية، لفت انتباهكم إلى مسألة تتعلق بالعملية التي نفذوها سابقوكم، قبل عدة أيام، في مقهى "مومنت" في القدس. لقد ارتكب خطأ. كان يجب ألا يفعل ذلك. ومن المؤكد، ليس هناك بالذات. أنا اعرف من يجلسون في هذا المقهى، منذ سنوات. غالبيتهم الكبرى هم أناس طيبون، من أنصار السلام. بعضهم يعتقدون انكم صادقون، بشكل عام، رغم أنهم، مثلنا جميعا، ضد الإرهاب."

وقال صاحب الرسالة بلهجة يقينية "أنا متأكد أنكم أنتم، أيضًا، ضد الإرهاب. وهذا واضح." لكنه كشف عن معلومات ربما لم تكن في علم احد من قبل فقد "شاركت دزينة من الذين جلسوا في مقهى مومنت، قبل عدة ساعات، من العملية، في تظاهرة أقيمت أمام منزل رئيس الحكومة، القريب من المكان، تحت شعارات ضد الاحتلال، ومن أجل الانسحاب إلى حدود 67 وإخلاء المستوطنات. من يعرف اذا لم يكن احدهم قد قتل في الانفجار الذي نفذه زميلكم".

وطالب كاتب الرسالة من مدبري العمليات الانتحارية الاعتراف بالخطيئة وقال "إعترفوا ان ذلك كان خطأ كبيراً. وهذا ينطبق، أيضًا، على مقهى "كفيت"، في الحي الألماني، حيث حاول أحدكم الانفجار داخله، ولم ينجح."

وعدد كاتب الرسالة عمليات اخرى بمافيها عملية القدس التي قال عنها "عمليتكم السابقة في القدس خطأ. أنا اعرف حي "بيت إسرائيل". قد لا يحبكم الناس الذين يعيشون هناك، وأولئك الذين يدرسون في المدرسة الدينية، لكنهم لا يحاربون ضدكم. انهم لا يحاربون، بشكل عام. انهم مسالمون، "يقتلون في خيمة التوراة"، كما يقولون لدينا. فلماذا كان يجب، إذاً، التسبب بقتل كهذا هناك – مجزرة تماما! – للمتدينين الشبان والنساء والاولاد؟"

وتفهم كاتب الرسالة الخلفيات العامة التي تحرك الانتحاريين الفلسطينيين وقال "أنا أفهمكم( رغم أنكم، وخلافا للانتحاريين اليابانيين، الكاميكازا، الذين اختاروا الأهداف العسكرية، تصرون على اختيار المدنيين بالذات)، إنكم تريدون الانتقام لما لحق بكم من ظلم، لا يحصى، بسبب الاحتلال، الاغلاق والطوق والحواجز والقصف واغتيال المطلوبين، وما شابه.."

لكنه توجه مباشرة بالطلب قائلا "...أنا أرجوكم! ألحقوا الإصابة بالمسؤولين الحقيقيين عن كل هذا الظلم، وبأولئك الذين يوافقون معهم، وليس بأولئك الذين يتضامنون معكم! اولئك الذين يكنون لكم المودة! الذين يبررون أهدافكم ودوافعكم، شفهيًا وكتابيًا، وفي كل الوسائل الإعلامية."

وتقدم كاتب الرسالة بلائحة طويلة تضم تنظيمات اسرائيلية قلا عنها بانها تدعو للسلم فقال "لا ييعقل إقدامكم على إصابة عضو من تنظيم "يوجد حد"، أو "كفى للاحتلال"، او "بتسيلم". ويمكنني تزويدكم بقائمة تضم 20 تنظيما كهذه، سيكون من المناسب لكم الحذر جدا من إصابة أفرادها. ويمكنني أن اضيف إلى ذلك، اولئك الذين يسمون "المؤرخون الجدد"، الذين أثبتوا منذ زمن بعيد أن إسرائيل هي دولة كولونيالية، عنصرية، قامت كي تستغل وتسلب سكان فلسطين الأصليين."

بل اضاف خبرا ىخر مفاده " كتب بروفيسور محترم جداً قبل عدة أشهر، بشكل واضح، في صحيفة "هآرتس" انه يحق لكم إصابة المستوطنين والجنود."

وخلص كاتب الرسالة في نصه الموجه للانتحاريين الفلسطينيين الى التالي "يتحتم عليكم، بشكل إلزامي، الانتقاء في عملياتكم، التفريق بين الأخيار وبين الأشرار ومعاقبة الرجال والنساء والأطفال الذين يستحقون العقاب، فقط! فـ"كل رجل يموت على خطيئته"، كما كتب في التوراة. عليكم أن تدرسوا جيدا، خرائط المدن قبل خروجكم لتنفيذ العمليات الانتحارية، كي تعرفوا أين يتجول هؤلاء وأولئك، ومن من المناسب تحطيمه بالانفجار ومن لا.

وفي النهاية ختم صاحب الرسالة رسالته بطلب خفيف يقول متسائلا "هل سأكون صفيقا وشديد الأنانية، إذا طلبت منكم، في هذه المناسبة، عدم الانفجار أمام البيت الواقع في شارع أحيتبول 13، حيث أسكن انا؟"

عن إيلاف

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا