الأمريكيون: هل تصل القنابل البشرية إلي بلادنا..؟

يشكل الامن في الولايات المتحدة الهاجس الاكبر الذي انتجته تراكمات وخلفيات الحادي عشر من ايلول، حتى ان السلطات في الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بالدستور الامريكي الذي يكفل الحريات الشخصية والحقوق المدنية لصالح الامن. ولكن هناك امر هام يغيب عن نظر السلطات الامريكية نظرا لسياساتها الارتجالية القائمة على المصالح الآنية والارباح الانتخابية المؤقتة هو ان ضياع امنها قد يعتمد اساسا على دعمها المطلق لاسرائيل وخضوعها للوبي اليهودي وضغوطاته الانتخابية المستمرة.

ولكن هناك تخوف كبير من انتقال ازمة الشرق الاوسط الى داخل الولايات المتحدة بعد ان اصبحت الولايات المتحدة في صف اسرائيل بعد تأييدها المطلق لاسرائيل وتغاضيها عن الجرائم والمذابح التي ارتكبه اشارون في فلسطين.

هذا التخوف الكبير في الولايات المتحدة اظهره أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة (يو إس إيه توداي) وشبكة (سي. إن. إن) التلفزيونية ومعهد غالوب أن 70% من الأمريكيين يخشون حدوث هجمات في الولايات المتحدة بسبب أعمال العنف الجارية بالشرق الأوسط.

وتساءلت مجلة (تايم) هذا الأسبوع (هل يمكن للانتفاضة أن تصل إلي الولايات المتحدة؟) متحدثة عن مخاطر انفجار (قنابل بشرية) علي الأراضي الأمريكية. ورأي الاختصاصي السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفدرالي مات ليفيت أنه بعد 11 أيلول (سبتمبر) (لم يعد أي شيء مستحيلا في عالم الإرهاب).

وأوضح أنه (إزاء التصعيد في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ــ إلي حد لم يعد من الممكن السيطرة عليه ــ هناك اليوم مخاوف حقيقية داخل الإدارة الأمريكية من أن تقوم مجموعات أو أفراد منعزلون باستهداف الولايات المتحدة عبر اللجوء إلي عمليات انتحارية محدودة). واعتبر مات ليفيت أن الإعداد لهجوم من هذا النوع أسهل بكثير من الإعداد لخطف طائرات وتوجيهها إلي البرجين التوأمين أو البنتاغون. وأشار إلي أن كلفة العملية برمتها زهيدة وتقدر بـ1500 دولار، وهي لا تستلزم أكثر من كمية ضئيلة من المتفجرات وسترة لإخفائها وصاعق. وأوضح أستاذ الديانة بجامعة فلوريدا وصاحب كتاب (الإسلام والحرب) جون كيلسي أن العالم يواجه اليوم أشخاصا يشعرون بأنهم يخوضون معركة غير متكافئة لا يملكون فيها ما لخصومهم من سلاح ورجال، وهذا يبرر في نظرهم (الأعمال غير الاعتيادية).

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت عبر عن المخاوف ذاتها أمام الكونغرس في 6 شباط (فبراير) الماضي حين أوضح أن مجموعات مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس قد تستهدف الأمريكيين مباشرة.

وتساءلت مجلة تايم هذا الاسبوع "هل يمكن للانتفاضة ان تصل الى الولايات المتحدة؟"، متحدثة عن مخاطر انفجار "قنابل بشرية" على الاراضي الاميركية.
ورأى مات ليفيت الاختصاصي السابق في مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي.) انه "بعد 11 ايلول/سبتمبر، لم يعد اي شيء مستحيلا".
واوضح انه "ازاء التصعيد في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الى حد لم يعد من الممكن السيطرة عليه، هناك اليوم مخاوف حقيقية داخل الادارة من ان تقوم مجموعات او افراد باستهداف الولايات المتحدة عبر اللجوء الى عمليات انتحارية محدودة".
واشار الاختصاصيون الى ان قيادات المنظمات الفلسطينية التي تنفذ العمليات الاستشهادية في اسرائيل لم تتخذ حتى الان قرارا بمهاجمة الولايات المتحدة، الا ان افرادا او خلايا منعزلة قد تشن مثل هذه الاعتداءات.
وكان مهاجر فلسطيني هو غازي ابراهيم ابو ميزر خطط عام 1997 لتفجير نفسه في محطة للمترو في بروكلين بنيويورك، الا ان مواطنا مصريا كان يشاطره الغرفة اخطر الشرطة قبل بضع ساعات من الموعد المقرر للعملية، وتم احباط المحاولة.
واعتبر مات ليفيت ان "الخطر الاكبر بالنسبة للولايات المتحدة يتأتى عن هذا النوع من الافراد، سواء كانوا مرتبطين بمجموعات ارهابية او يتحركون بمفردهم".
وذكر ان الاعداد لهجوم من هذا النوع "اسهل بكثير" من الاعداد لخطف طائرات وتوجيهها الى البرجين التوأمين او البنتاغون.
فكلفة العملية برمتها زهيدة، تقدر بـ1500 دولار. وهي لا تستلزم اكثر من كمية ضئيلة من المتفجرات وسترة لاخفائها وصاعق. اما الكفاءة المطلوبة، فهي ابسط ما يمكن.
واعتبر الصحافي توماس فريدمان الذي غطى منطقة الشرق الاوسط طوال عشرين عاما ان نتيجة الحرب بين اسرائيل والفلسطينيين "جوهرية" بالنسبة لامن كل اميركي.
وكتب فريدمان اخيرا في افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز ان "الفلسطينيين اعتمدوا القنابل البشرية كخيار استراتيجي وليس بدافع اليأس. وهذا يهدد جميع الحضارات، لانه اذا ما تركنا هذه الظاهرة تأتي بنتائج في اسرائيل، فسوف يعتمدها آخرون وقد تقود الى تحرك رجل يثبت على نفسه سلاحا نوويا ويهدد دولا باسرها".
وختم ان "الشيطان يتربص في الشرق الاوسط وهو ينظر في اتجاهنا".

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا