الفقه العولمة.. آخر كتابات الإمام الشيرازي الراحل في طريقه إلى النشر

عن مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر سيصدر قريبا كتاب، الفقه العولمة.. دراسة اسلامية معاصرة للامام السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس سره)..

 وهو من آخر الكتب التي ألفها الإمام الراحل قبل أن ينتقل إلى رضوان الله تعالى.

وهو واحد من الكتب العديدة والتي هي مخطوطة تنتظر ان ترى النور في المستقبل القريب بعد الانتهاء من تحقيقها واخراجها وطباعتها.

جاء في مقدمة الامام (قدس سره):

إن النمط الجديد من التوسع واستمرار هيمنة الاسواق، وسياسة الربح وحده، الذي هو مرحلة جديدة من مراحل الهيمنة والاستعمار الجديد، هو ما أطلقوا عليه اسم: العولمة، وصفته الظاهرة هي - كما يراه الخبراء - توحيد العالم واخضاعه لقوانين مشتركة تضع حدا فيه لكل انواع السيادة.

ان هذا المسار بدأ على الساحة منذ ميلاد ظاهرة الشركات متعددة القوميات العابرة للقارات، وذلك قبل عقود، لتصل اليوم الى نظام التجارة الحرة الذي أعترف به دوليا، وقرر التعبير عنه مؤسسيا ضمن قوانين موضوعها رؤوس الاموال والتجارة، والحواجز الجمركية والقاطرات المالية، وهذه القوانين يلغي مفعولها مفعول القوانين المرعية في الدول الوطنية بتحطيم الحواجز الجمركية لصالح حرية تنقل السلعة ورؤوس الاموال فيها، ان امريكا ادت دورا رئيسيا في دعمها للراسمالية، اذ مضافا الى انها بقيت طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية اكبر سوق واكبر دولة مصدرة في العالم، اتخذت من بناء اقتصاد عالمي رأسمالي، حجر أساس في سيطرتها على الصعيد السياسي، والصعيد الاقتصاديى الدولي، ومن المعلوم انها حيث كانت اكبر دولة مصدرة، فأن لها اعظم مصلحة شخصية في تنمية الاقتصاد العالمي لاجل تغذية نموها الاقتصادي.

ثم ان امريكا ومن منطلق حراسة الانظمة والمؤسسات الرأسمالية التابعة لها، في وجه التهديدات الناجمة من انظمة اجتماعية واقتصادية اخرى كالشيوعية والاشتراكية، صرفت الكثير على انتشار اقتصاديات رأسمالية في بلدان اخرى في اوربا الغربية وفي شرق وجنوب شرقي اسيا وعلى الاخص في بلاد عدويها السابقين: المانيا واليابان، بالاضافة الى مشروع مارشال في أوربا الغربية. ولكن رغم كل ذلك، فأن الراسمالية بمعناها الموجود مخالفة للفطرة والعقلانية، فأن مصيرها سيكون نفس مصير الشيوعية والاشتراكية من السقوط والزوال، ولا يبقى على وجه الارض الا العولمة الصحيحة التي دعى اليها الاسلام، والتي هي هدف انساني لاغناء عنه الا بنشره وتعميمه، ولا طريق للانسانية امامها الا بالدخول فيها والانتماء اليها، علما بانه لم يكن دخولا فيه من هذا اليوم، بل كان دخولا فيه من بدء عهد الرسالة.

احتوى الكتاب على مجموعة من المحاور توزعت على فصول الكتاب منها: تعريف العولمة – كيف تكونت العولمة – العولمة الاسلامية - العولمة الغربية، عواملها واهدافها - العولمة والنظام العالمي الجديد - العولمة الصحيحة ومقوماتها - موقفنا اتجاه العولمة – من تبعات العولمة الاقتصادية - الى غيرها الكثير من العناوين والتي ناقشها الامامالراحل (قدس سره) بما عهد عنه من البساطة والوضوح والتركيز الشديد.

يمثل الكتاب ككتب الإمام الراحل الأخرى قفزة نوعية في الفقه الإسلامي وتجديد الفكر الإسلامي المعاصر عبر تناوله لمفهوم العولمة من خلال رؤية إسلامية إستدلالية موضوعية تكشف عن الكثير من الرؤى المعاصرة القادرة على إستيعاب التطورات والتغيرات العالمية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا