وثائق بريطانية تكشف عن دور لـ«بي بي سي» في «ايلول الاسود»

خاطفو الطائرات في العام 1971 قرروا نسفها بعد سماعهم لتقارير من الـ«بي بي سي» تشير إلى عدم نية بريطانيا الافراج عن معتقلين فلسطينيين لديها.

كشفت وثائق جديدة افرجت عنها وزارة الخارجية البريطانية بعد مرور 30 عاما التي ينص عليها القانون ان التقارير التي بثها القسم العالمي في هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي كان لها دور في ازمة اختطاف طائرات في الشرق الاوسط في سبتمبر ايلول عام 1971 .

وتقول الوثيقة التي صدرت عن دار المحفوظات البريطانية ان الخاطفين الفلسطينيين الذين استولوا على خمس طائرات اجنبية فجروا ثلاثة منها في الاردن بعد سماعهم لاحدى نشرات الاخبار من اذاعة لندن.

وكان شهر سبتمبر من عام 1971 الذي اشتهر باسم ايلول الاسود قد بدأت احداثه باختطاف مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لخمس طائرات اجنبية وطلبت الجبهة ساعتها بإطلاق سراح سجناء فلسطين معتقلين في سجون بأوروبا وتوجه الخاطفون بواحدة من الطائرات المختطفة الى القاهرة بينها توجهت الطائرات الثلاث الاخرى المختطفة الى مطار عسكري خارج العاصمة الاردنية عمان اما الطائرة الخامسة وهى تابعة لشركة العال الاسرائيلية فقد توجه بها الخاطفون الى العاصمة البريطانية لندن.

وقد قتل احد خاطفي تلك الطائرة وكان رجلا بينما القى القبض على الخاطف الاخر وكانت الفلسطينية ليلى خالد.

وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حينها "ان بامكانهم حل المشكلة ببساطة من خلال اطلاق سراح ثلاثة فلسطينيين محتجزين في سويسرا وثلاثة محتجزين في المانيا وفتاة محتجزة في لندن".

وكان المتحدث يقصد الفلسطينية ليلى خالد احد خاطفي الطائرة لشركة العال الاسرائيلية وقد تم بالفعل عملية التبادل واطلق سراح الفلسطينيين وكانت الاجواء ساعتها مفعمة بتوتر شديد غير أن العالم صدم عندما اقدم خاطفو الطائرات الثلاث التي توجهت الى الاردن على تفجيرها جميعا.

وقد تلقت الخارجية البريطانية ساعتها برقية من السفارة البريطانية في عمان بشأن ما حدث وقالت البرقية "اكدت لنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر مصدر موثوق ان تفجير الطائرات الثلاث ليس سوى تحذير للحكومة البريطانية وذلك لان الجبهة تعتقد وفقا لتقارير بثتها البي بي سي بأن بريطانيا لن تطلق سراح الفلسطينية ليلى خالد.

وتعتبر وثائق وزارة الخارجية البريطانية بأن البي بي سي لم ترتكب أي اخطاء في تغطيتها للحادث وتعرب عن اعتقادها بأن تقارير اخبارية وردت من واشنطن وافادت بأن اسرائيل واميركا تبحثان الرد على العملية هي التي ادت الى اقدام الخاطفين على تفجير الطائرات الثلاث في عمان.

وكانت بريطانيا في ذلك الوقت قد رفضت التفاوض مع الخاطفين لكنها بدت ممزقة بين الضغط الكبير من قبل اسرائيل واميركا واحتمالات حدوث مجزرة لركاب الطائرات من الفرنسيين.

وقد اختارت لندن الخيار الانساني وفق ما قاله قائد الطائرة البريطانية التي اختطفها مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكانت الحكومة البريطانية قد تحركت بصورة سريعة لتطمئن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال اذاعة البي بي سي واعدة اياها بأنها ستطلق سراح ليلى خالد وسجناء فلسطينيين آخرين.

عن مديل ايست اونلاين

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا