دراسة متخصصة..الأطفال الفلسطينيون يتعرضون لتجارب رهيبة ومفجعة غير مسبوقة‏

قالت دراسة متخصصة ان الأطفال الفلسطينيين يتعرضون ‏‏منذ بداية انتفاضة الأقصى الى تجارب رهيبة ومفجعة "تفوق فى شدتها وشمولها التجارب ‏‏الصعبة التى مرت عليهم خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلى".

‏ وأوضحت دراسة حول الآثار النفسية للعنف الاسرائيلى على الأطفال الفلسطينيين ‏نشرت فى العدد الأخير من مجلة "الطفولة والتنمية" التابعة للمجلس العربى للطفولة ‏‏والتنمية أن هؤلاء الأطفال يتعرضون للقتل المتعمد أو العشوائى وللاصابات البالغة ‏والاعاقات الدائمة .‏   

وذكرت أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون كذلك للاعتقال التعسفى والتعذيب كما ‏يشاهدون بعيونهم أحباءهم وأصدقاءهم يتعرضون للموت والاصابة برصاص المحتلين كما ‏‏يشاهدون قوات الاحتلال تدمر منازلهم وممتلكاتهم.

واضافت أن هؤلاء الأطفال يعيشون ساعات طويلة من الرعب والخوف عند تعرض منازلهم ‏وأحيائهم السكنية للقصف الوحشى كما يعانون الفقر والحرمان من حقوقهم الأساسية ‏‏التى أقرتها الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل.

وقالت الدراسة ان استطلاعا للرأى العام الفلسطينى أجرته جامعة بيرزيت حول أثار ‏الحصار الاسرائيلى على الاراضى الفلسطينية وزعت نتائجه أشار الى أن 77 بالمائة من ‏الفلسطينيين لايشعرون بالامن على انفسهم وممتلكاتهم جراء العدوان الاسرائيلى ‏‏المتواصل.‏   

وأشارت الى أن 75 بالمائة من الذين جرت مقابلاتهم يعانون اضطرابات نفسية نتيجة ‏للأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة فيما يعانى 69 بالمائة من الأطفال الفئة ‏العمرية من (4 الى 14 عاما) اضطرابات نفسية لترتفع هذه النسبة فى قطاع غزة الى 72  ‏بالمائة. ‏   

وذكرت الدراسة أنه تبين وفقا لاستطلاع الرأى أن 87 بالمائة من ‏النساء يعانين من اضطرابات نفسية يرجح سببها الى خوف الأمهات الدائم وقلقهن على ‏حياة أطفالهن من العنف الاسرائيلى والى اتساع دائرة الفقر وزيادة حدته ، وأفادت أن معظم الأطفال الذين يعانون اضطرابات نفسية تعرضوا لظروف صادمة بشكل‏ متكرر خاصة الذين تقع منازلهم قرب مناطق التماس مع الجيش الاسرائيلى والمستوطنين ‏مما يجعلهم فى مرمى اطلاق الرصاص والقنابل الصوتية وقنابل الغاز خلال المواجهات ‏اليومية وكذلك الذين تتعرض أحياؤهم السكنية الى القصف الصاروخى العشوائى ‏باستمرار.

‏ واشارت الى حالة الترقب وعدم الاستقرار وهجرة المنازل بشكل مؤقت أو بشكل دائم ‏وتعرض نحو ربع الأطفال تقريبا فى عينة الدراسة الى حوادث اقتحام المنازل من جانب ‏قوات الاحتلال الاسرائيلى وما يرافقها من اهانة للأسرة واعتقال أحد أفرادها ونشر ‏الرعب فى قلوب الأطفال .‏   

‏ وقالت ان أكثر من ثلث الأطفال فى عينة الدراسة تعرضوا الى احتكاك مباشر مع ‏قوات الاحتلال والمستوطنين سواء كان ذلك أثناء مداهمة منازلهم للاعتقال والتفتيش ‏أم الاعتداء على ممتلكاتهم ومزروعاتهم ومصادر رزقهم.

وبينت أن من العوامل الرئيسية التى تؤدى الى حدوث اضطرابات نفسية عند الأطفال ‏استخدام القوة المفرطة من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلى التى تتضمن استخدام ‏الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين العاجزين عن حماية أنفسهم وأطفالهم وممتلكاتهم، وأوضحت أن من تلك العوامل فقدان الطفل لأحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء أو الزملاء فضلا عن وقوع الطفل نفسه ضحية للاعتداءات الاسرائيلية من خلال الاصابة ‏المباشرة ومعاناته من الآلام الجسدية أو الاعاقة.‏   

وأوضحت الدراسة أن ردود فعل الأطفال على الاعتداءات الاسرائيلية ‏تمثلت فى المعاناة من اضطرابات النوم والقلق والخوف والتوتر والعصبية بالاضافة ‏الى ظهور أعراض جسدية نفسية وضعف التركيز وكذلك أعراض نكوصية والمخاطرة ‏والعدوانية.

وقالت ان هذه المؤشرات تؤكد أهمية التدخل السريع لمنع المعاناة طويلة الأمد ‏التى تعيق نمو الأطفال وتؤدى الى شعورهم بالانهاك والمرض وفقدان الأمل والعجز والاكتئاب مما يجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بحياتهم ‏ومستقبلهم .‏   

‏ وأشارت الدراسة الى تدنى نسبة الأطفال الذين تلقوا الدعم النفسى والاجتماعى ‏مما يؤكد أهمية التوسع فى البرامج لتشمل الأطفال ضحايا العنف الاسرائيلى فى كافة ‏المناطق الجغرافية فيما تبين أن المؤسسات الحكومية هى أكثر جهة قدمت المساعدة ‏للأطفال على عكس ما كان متوقعا .‏   

‏ وأوصت الدراسة بضرورة استمرار تقديم الارشاد الاجتماعى للأسر والأطفال ضحايا ‏العنف الاسرائيلى بعد أن تبين أن ثلث الأطفال فى عينة الدراسة بحاجة الى متابعة ‏من جانب أخصائيين نفسيين الأمر الذى يؤكد أهمية زيادة عددهم فى المؤسسات الحكومية ‏والأهلية نظرا لارتفاع نسبة الأطفال الذين يحتاجون الى الرعاية النفسية .‏   

ودعت الى التركيز على الاحتياجات الأساسية للأطفال فى برامج مكافحة الفقر بعد أن تبين أن ثلثى الأطفال فى عينة الدراسة يعيشون تحت خط الفقر مضيفة أن احتياجات ‏أسر الأطفال تمثلت فى طلب توفير الحماية الدولية لأطفالها وحاجاتها الى المساعدة ‏فى تلبية الاحتياجات المادية لأطفالها .‏   

وأكدت الدراسة أهمية مشاركة الأطفال فى التعبير عن احتياجاتهم بعد أن تبين أن ‏لهم احتياجات خاصة لا يستطيع أن يعبر عنها الكبار مشيرة الى أن الأطفال طالبوا ‏بتوفير مكتبات ونواد وساحات آمنة للعب وتنظيم برامج وأنشطة جماعية وكذلك تلبية ‏احتياجات فردية خاصة بهم كالألعاب والملابس.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا