تصريحات "روبرتسون" المسيئة للإسلام تلقى إنتقادات واسعة

وصف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) التصريحات المسيئة التي أدلى بها بات روبرتسون - وهو أحد قادة الإتجاه الديني اليميني المتشدد في الولايات المتحدة - مؤخرا عن الإسلام والمسلمين بأنها "دعوة للعنف ضد المسلمين"، كما أشاد بالانتقادات العديدة التي وجهت إلى روبرتسون من مصادر إعلامية مختلفة.

وذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن هذه الانتقادات تعبر عن "تزايد اهتمام الرأي العام الأمريكي بالإسلام والمسلمين بعد أحداث سبتمبر، ورفض الرأي العام للخطاب المتشدد التحريضي من قبل أمثال روبرتسون".

وقد بدأت حملة انتقادات واسعة لتصريحات روبرتسون الأخيرة - عن الإسلام والمسلمين - في الإعلام الأمريكي بمقالة افتتاحية نشرتها جريدة واشنطن بوست في الثالث والعشرين من فبراير الحالي فندت فيها إدعاءات روبرتسون ووصفتها بالخطأ  وتساءلت عن نواياه وعن الإتجاه الذي يدفع إليه الرأي العام.

كما استضافت شبكة سي ان ان الأمريكية إبراهيم هوبر مدير الإعلام والإتصالات بكير – في الخامس والعشرين من فبراير – للحديث عن رد فعل المسلمين في أمريكا تجاه تصريحات روبرتسون، وأشار هوبر خلال اللقاء إلى أن أمثال روبرتسون يستخدمون أفكارا مغلوطة ومعلومات غير صحيحة للإساءة إلى الإسلام، ويعمدون في معظم الإحيان إلى الخلط بين تعاليم الإسلام وتصرفات بعض المسلمين، وإلى استخدام السلوكيات الخاطئة التي قد يقع فيها بعض المسلمين للإساءة إلى الدين الإسلامي بعد تعميمها وتضخيمها والربط بينها وبين القرآن أو المصارد الإسلامية ربطا مغلوطا.

كما أشار هوبر خلال اللقاء إلى أن التوجه الذي يمثله روبرتسون يتجاهل أية مواقف إيجابية يتخذها المسلمون والمنظمات المسلمة في أمريكا. وقد أيد مذيعو برنامج Crossfire الذي استضاف السيد هوبر موقفه واصفين تصريحات روبرتسون بأنها تصريحات "ممقوتة".

كما انتقدت جريدة شيكاغو تربيون هجوم روبرتسون على مفهود الجهاد في الإسلام، وذكرت الجريدة أن روبرتسون يعمد عند تعريفه للمفاهيم الإسلامية إلى نزعها عن سياقها، كما أنه يتطاول على الإسلام، ويحاول تفسيره وتفسير علاقة بعض الأحداث المعاصرة بالإسلام، وأنه يجب أن يترك هذه المهام للمسلمين أنفسهم الذين يفهمون دينهم. وأوضحت الجريدة أن الإتجاه الذي يمثله روبرتسون هو إتجاه خطير قد يؤدي إلى شق الصف الأمريكي من الداخل.

ويقول نهاد عوض المدير العام لكير أن ما أثير حول تصريحات بات روبرتسون من جدل "يعبر في جانب منه عن قلق بعض الفئات المتشددة من تنامي التواجد والتأثير الإسلامي في أمريكا، ومحاولة هذه الفئات تصوير المسلمين كخطر على المجتمع الأمريكي، ويعبر من ناحية أخرى عن نجاح المسلمين في بناء العديد من الصداقات والعلاقات الإعلامية والسياسية داخل هذا المجتمع". 

وكان بات روبرتسون – وهو مرشح رئاسي سابق - قد أدلى مؤخرا بتصريحات على برنامجه التلفزيوني المعروف "نادي السبعمائة" أدعى فيها أن الإسلام يرفض أن يقيم المسلمون أية علاقات صداقة مع غير المسلمين، إذ يطالب القرآن المسلمين بقتل غير المسلمين إينما وجدوهم. كما انتقد روبرتسون سياسات الهجرة الأمريكية، وذكر أنها تخلت عن أوربا واتجهت نحو الشرق الأوسط، وفتحت الطريق أمام المسلمين للعيش في وسط المجتمع الأمريكي، وهناك بدون شك خلايا إرهابية بينهم. كما ذكر روبرتسون أن هدف المسلمين في أمريكا هو التعايش حتى يتحكموا ويسيطروا ثم يدمروا.

وأضاف روبرتسون أنه يعارض تأكيد الرئيس الأمريكي جورج بوش على فكرة أن الإسلام دين سلام، وأكد أن الإسلام من وجهة نظره ليس دين سلام وأن " القرآن يشير بوضوح إلى هذا الأمر (للمسلمين)، إذا رأيت كافرا فيجب عليك قتله".

وقد وصف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) - في بيان أصدره في الخامس والعشرين من فبراير الماضي - تصريحات روبرتسون بأنها "دعوة للعنف ضد المسلمين في أمريكا"، وفند المجلس في بيانه إدعاءات روبرتسون مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، وموضحا أنه ينتزع الأيات القرآنية من سياقها، ويستخدمها استخداما سياسيا مغلوطا لإثارة المشاهدين، وتحقيق أغراض سياسية خاصة ومتطرفة.

وطالب المجلس بات روبرتسون بالإعتذار عن تصريحاته المسيئة، وباللقاء مع القادة المسلمين لتصحيح فهمه عن الإسلام. 

وأشار المجلس إلى أن روبرتسون يعرف عنه أنه متطرف فكريا، وأنه سبق له الإساءة إلى الإسلام والمسلمين بطرق وأساليب وحجج مختلفة، وأنه يعبر عن قطاعا متطرفا لا يحترم قيم التعددية أو أبناء الديانات الأخرى الموجودة داخل المجتمع الأمريكي، ويسعى إلى اشعال الفتنة الطائفية بين أبناء هذه الأديان.

ويعتبر بات روبرتسون أحد أبرز شخصيات التيار الديني اليميني المتطرف في أمريكا وقد أسس في عام 1960 أول شبكة تلفزيون تبشيرية أمريكية وهي وكالةCBN ، وتذكر الشبكة انها تعتبر في الوقت الحالي أحد أكبر شبكات التلفزيون التبشيرية في العالم، وأنها تنتج برامجا تشاهد في 180 دولة وتذاع بأكثر من سبعين لغة منها العربية والروسية والفرنسية والصينية. ويعتبر برنامج "نادي السبعمائة" والذي يقدمه روبرتسون نفسه أهم برامج الشبكة وأحد أكثر البرامج الدينية إستمرارية في الولايات المتحدة.

كما أسس روبرتسون عام 1989 منظمة سياسية تسمى التحالف المسيحي (Christian Coalition) تهدف إلى توحيد أصوات المتدينين من التيار اليميني في السياسية والانتخابات الأمريكية، وتدعى المنظمة أنها تمثل حوالي 2 مليون فرد. وقد لعب التحالف المسيحي دورا كبيرا في منتصف التسعينات في جذب أصوات الناخبين لصالح المرشحين من ذوي الأجندة المحافظة دينيا.

وقد سبق لروبرتسون أن أساء للأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام – خلال أحد حلقات برنامجه التلفزيوني "نادي السبعمائة" في أواخر التسعينات - ووصفهم بالجنون، وقد أثارت هذه التصريحات ردود أفعال غاضبة ضده في الأوساط السياسية والدينية المعتدلة في ذلك الحين.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا