الارهاب الاسلامى وأكاذيب الديمقراطية

عصر المغالطات الأمريكية الكبري

فى مجلة النيوزويك الامريكية ـ الطبعة العربية ـ عدد 25 ديسمبر 2001 الماضي، ثلاث مقالات طويلة تتحدث عن الرؤية الأمريكية للعالم ولمنطقتنا بالتحديد وللنظرة الى العالم العربى والاسلامي، والمقالات الثلاث تصلح نموذجا لما يمكن ان نسميه عصر المغالطات الامريكية الكبرى ومن المهم بالطبع ان نرصد مثل هذه المقالات التى تكشف طريقة التفكير الامريكية التى تشتبك وسوف تشتبك معنا بالضرورة، لاننا اولا موضوع هذه المقالات، ولانها ثانيا بقلم ثلاثة من اهم الكتاب الامريكيين، الذين يرسمون او يكشفون بالاحرى عن المخطط الامريكى والاستراتيجية الامريكية للعالم فى عصر العولمة وخاصة بعد 11 سبتمبر 2001.

المقالة الاولى بعنوان العالم المعاصر هدفهم بقلم فرانسو فوكوياما، والثانية بعنوان عصر حروب المسلمين بقلم صمويل هاتنجتون، والثالثة بعنوان كيف يمكن إنقاذ الوطن العربى بقلم: فريد زكريا.

لاسماء كتاب المقالات اهميتها، وكذا عناوين المقالات الثلاث فالاسم الاول فرانسو فوكوياما هو المفكر الامريكى الذى دشن انتصار الرأسمالية على الشيوعية فى جانبه الفكري، ونظَّر لما يسمى بنهاية التاريخ قاصدا ان انهيار الشيوعية وانتصار الرأسمالية يعنى ان الليبرالية الديمقراطية الرأسمالية هى الحل والطريق الصحيح الوحيد امام البشرية وعلى كل البشر ان يؤمنوا بهذا الدين ـ دين حرية التجارة والسوق والخصخصة والعولمة، وان يعلنوا اعتناقهم له، والا فان القطار سوف يفوتهم او يدهمهم ويخرجون من التاريخ، فرانسوا فوكوياما بالطبع لم يكن يحلل الظاهرة، ولم يصل الى هذه النتيجة من خلال التحليل العلمى الرصين، ولا النظر فى الصيرورة التاريخية ولا استخدام منهج علمى جديد او قديم ليصل الى هذه النتيجة من مقدمات حقيقية وموضوعية ولكنه كان مجرد بوق لآلة الاعلام الغربية ـ التابعة للقوى الحاكمة فى امريكا والغرب تحالف العسكريين والرأسماليين الذين خططوا للهيمنة على العالم، واعادة صياغته بطريقة تسمح بنهبه وقمعه بطريقة سلسة وسهلة وبدون خسائر او مجهود كبيرين.

وبديهى ان الرجل استخدم اسلوب القفز على الحقائق الموضوعية، وصاغ عددا من المغالطات الكبرى ليصل الى هذه النتيجة، فانهيار الشيوعية لايعنى بالضرورة صلاحية الرأسمالية، بل قد يعنى فى جانب منه عدم صلاحية الرأسمالية ذاتها لانها مثل زميلتها خرجت من نفس الارضية الحضارية الفاسدة ـ الحضارة الغربية ـ التى افرزت ايضا النازية والفاشية والصهيونية، وهى حضارة القهر والعنف والنهب والاستعمار والاسترقاق وإبادة الشعوب، وقد عانى العالم ولايزال معاناة شديدة منذ صعود تلك الحضارة منذ عدة قرون.

والاسم الثانى هو صمويل هاتنجتون الذى هو بدوره ايضا احد ابواق القوى المسيطرة تحالف الرأسمالية والعسكريين ولابد ان يكمل الرجل مابدأه فوكوياما، فاذا كان فوكوياما يعتبر أن على الناس ان يدخلوا فى دين الرأسمالية طوعا أوكرها، وانه ليس امامهم بديل، فان هاتنجتون حدد القوى والافكار التى يمكنها ان تقف عقبة امام هذه الزحف العولمى والرأسمالى واعتبر الحضارة الاسلامية اخطر هذه العقبات، لانها اولا حضارة تعبر عن قطار كبير من البشر، وتؤثر على قطاع آخر من غير المسلمين، ويمكن ان تكون بديلا صالحا للرأسمالية والشيوعية معا، فحلم الانسان فى العدل لن يموت وسوف يبحث الانسان عن نظرية تحقق له هذا، ولابد لهذه النظرية ان تكون ذات خطاب عالمى غير عنصرى وأن تكون فى نصها النظرى والتطبيقى منحازة الى المستضعفين والفقراء وهكذا فان الاسلام كدين وكأيديولوجية للفقراء يمكن ان يكون هو هذا البديل وهكذا فلا بد من اعادة بعث فكرة قديمة هى فكرة صدام الحضارات وبديهى ان الحضارات تتصادم وتتحاور حسب الظروف طبعا ولكن اختيار صدام الحضارات عنوانا لعصر العولمة كان يعنى بالضبط ضرورة القضاء بالقوة على كل المراكز الثقافية والحضارية و البشرية التى يمكن ان تعارض زحف العولمة وتوحش الرأسمالية، انها فكرة عسكرة العولمة وبالطبع فإن السيد فوكوياما بعد ان حدد المراكز الحضارية المختلفة فى العالم اختار الحضارة الاسلامية لتكون هى العدو الجديد للغرب الذى ينبغى تحطيمه عسكريا ومنعها من اقامة تحالف مع الحضارة الكونفوشسية الصين لمواجهة عصر العولمة والامركة والهيمنة وهذا هو ما حدث بالضبط فى اسيا الوسطى والحملة على افغانستان مثلا التى استهدفت اساسا منع التحالف الاسلامى الصينى والتواجد فى مركز الثقل السكانى الاسلامى فى العالم بالاضافة الى التواجد فى الخليج والضرب المستمر للعراق وممارسات اسرائيل ضد الدول العربية وكلها تصب فى خانة واحدة، خانة محاولة تحطيم القوى الحضارية الاسلامية عسكريا وبالقوة وبلا هوادة وبديهى ان صمويل هاتنجتون لم يكن يقرأ الغيب ولا يملك ادوات المفكر القادر على استقراء المستقبل بقدر ما كان يروج لمخطط اعد سلفا فى اروقة الاجهزة الامريكية الحاكمة الاسم الثالث هو فريد زكريا وهو يكمل ما بدأه زميلاه ولكنه يختار المنطقة العربية تحديدا ويفكر لنا او بالأحرى عنا ويحدد ما هو الواجب علينا عمله لكى نصبح أتباعا مخلصين للدين الجديد فهو يرسم الصورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى ينبغى ان نتطور اليها وقد يصيب الرجل جزئيا وقد ينصح بأشياء مطلوبة ولكن الاطار المنهجى هو الاخطر، والمرجعية يجب ان تكون مرجعية الحرية والنزاهة وهى غربية وليست اسلامية او عربية مثلا، ان علينا ان نعتنق القيم الغربية جملة وتفصيلا وان نصبح جزءا من المجهود العالمى برغم اننا اول الضحايا لهذا المجهود المزعوم ـ اسرائيل مثلا ـ والرجل هنا ايضا مجرد مروج لمخططات السادة المسيطرين تحالف الرأسماليين والعسكر وبصرف النظر عن صحة او عدم صحة ما قاله الرجل فى حق انظمة الحكم العربية فان الهدف ليس انقاذنا بالضرورة بل اخضاعنا بطريقة منهجية وتحقيق الاستقرار لاسرائيل والقضاء على امكانية المقاومة مستقبليا.

واذا حاولنا تأمل المقالات الثلاث بالتفصيل لوجدنا ان هذه المقالات تحمل عددا هائلا من المغالطات المنهجية والمعلوماتية والتحليلية كذلك وهى تعبر عن طريقة التفكير الامريكية وتكشف جانبا هاما من المخطط الذى بدأ الترويج له بقوة فالمقال الاول العالم المعاصر هدفهم لفرانسوا فوكوياما يكشف العنوان مباشرة عما يريده هؤلاء المروجون للسياسة الامريكية هنا محاولة تبرير العدوان المتوقع هنا وهناك فالارهاب الاسلامى او الاصولية الاسلامية هدفها تدمير العالم المعاصر ومنجزات الحضارة والقيم الصحيحة لان هؤلاء مجرد اشرار يحقدون على المتقدمين ولا يحملون اى رؤية او برنامج وليسوا محتجين على السياسات الامريكية او الاسرائيلية مثلا انهم فقط اشرار حاقدون يجب تدميرهم لانقاذ اهل الخير منهم وهذا المفهوم طبعا صار هو الرؤية الرسمية المعتمدة للادارة الامريكية وصار جزءا لا يتجزأ من كلام كتاب وصحفيين وسياسيين بعد 11 سبتمبر بالتحديد وهذا بالطبع هو العنوان الرئيسى لعصر المغالطات الأمريكية الكبري. التى تتميز بالصفاقة وعمى الالوان، او حتى العمى الكامل عن الحقائق الموضوعية وهى نوع فريد من تجزئة الحقائق وعدم ربط المقدمات بالنتائج، وهكذا لابد من القفز على حقيقة وجود ممارسات وأفعال امريكية واسرائيلية ربما تكون هى السبب فيما حدث!!

يستمر فوكوياما فى مغالطاته، فالاشرار الذين يحقدون على امريكا، يحقدون ايضا على العالم، انهم لا يريدون ان تستمر مسيرة الديمقراطية التى كانت قد بدأت تنتشر فى كل مكان بالعالم قبل 11 سبتمبر، ولا يريدون ان تستمر مسيرة العولمة التى قربت البشر من بعضهم بعضا، ورفعت الحواجز والقيود وحققت النمو.. والمغالطات هنا بالجملة فالديمقراطية المزعومة ليس لها عيون لترى ممارسات اسرائيل وانتهاكها اليومى وعلى مدار الساعة لكل انواع حقوق الانسان وكل انواع الديمقراطية، بل قل نموذجا فى العنصرية والقمع لم يحدث من قبل تباركه الدول الديمقراطية الكبري!! وتدعمه بالمال والسلاح، والعولمة والرخاء المزعوم قبل وبعد 11 سبتمبر لم يحدث، بل الذى حدث ان العولمة اطاحت بالفقراء، وحولتهم من فقراء الى معدمين، فقد اصبح مئات الملايين لايعانون فقط من ضعف مستوى الاجور، بل لضياع فرصة العمل ذاتها، وتحول التقارب المزعوم بين البشر الى حلبة مصارعة حرة بين قزم وعملاق!!

الغريب ان السيد فوكوياما يعاقبنا قائلا: ان ذلك قد انتهى الآن وضاعت الفرصة، وقد قررت امريكا ان تطردنا من الجنة، ولا ينسى فوكوياما ان يؤكد ان ضرب اى احد وكل احد ممكن اذا كان ارهابيا، او دعَّم ارهابيا او مر عليه ذات يوم ارهابى او حلم فى يوم من الايام بمقاومة امريكا واسرائيل!!

يستمر فوكوياما فى مغالطاته، فالحرب التى تشنها الولايات المتحدة الامريكية ليست نوعا من تطور طبيعى للعولمة باتجاه العسكرة، حتى تعمل مصانع السلاح التابعة لكبار الرأسماليين، وهذه العسكرة ليست تطورا طبيعيا للرأسمالية الباحثة عن تصريف منتجاتها والتى تلتهم المزيد من الضحايا بنشر الاوبئة والفوضى والحروب فى العالم لبيع الادوية والسلاح والمخدرات، والتى انفصلت حتى عن اصلها النظرى والفلسفى وصارت آلية خاصة مستقلة لايمكن حتى للقائمين عليها السيطرة على مسارها عصر مابعد الحداثة!! بل هذه الحروب فى رأى فوكوياما هى دفاع الخير ضد الشر، هذا الشر الذى يستهدف القيم والنموذج الامريكي، وهذه القيم الامريكية هى فى رأى فوكوياما قيم عالمية تمثل تطلعات عالمية، وهكذا فان الذين ضربوا امريكا، كانوا يريدون القضاء على رخاء وتقدم العالم.

ويعكس فوكوياما جهلا مركبا بالاسلام ـ او قل يغالط ايضا رغم معرفته ـ فالاسلام، كدين لديه مشاكل فلسفية مع الحداثة!! والصحيح ان الاسلام كدين بالفعل لديه مشاكل مع الظلم والهيمنة والقهر واذلال الانسان وإفساد البيئة وهيمنة 20% من العالم على 90% من خيراته. بينما يعيش الباقى على الفتات لديه مشاكل مع ازدواج المعايير وابادة الشعوب وانشاء اسرائيل!!

ليست المشكلة مع التطور، بل هذا التطور تحديدا يحض عليه الاسلام حضا ويعتبره سنة كونية.

ويتعامل فوكوياما مع الحركات الاسلامية بجهل ايضا، فهو يحللها من منظور الاصولية المسيحية، وهى حركات رجعية تكره امريكا، لانها متقدمة، وتتمتع بالحرية او لانها علمانية او بها انحلال جنسى او انها تكرس التسامح الدينى والتعددية ولاتخدم الحقيقة الدينية، وهذا كلام قد يصح بالنسبة الى اليمين الامريكى مثلا ولايصح بالنسبة للحركات الاسلامية وخاصة ماكان منها على غرار حزب الله وحماس والجهاد الفلسطيني، فهذه حركات مقاومة وهى مع غيرها من الحركات الاسلامية ايا كان الرأى فيها ـ حركات احتجاج، احتجاج على الاستبداد او صوت الجنوب ضد الشمال، ولايمكن فهمها بمنظور علم الاجتماع الغربى او الكنسى وهى ايضا فى قطاع كبير منها تريد التعددية وتعكس التسامح الدينى وليس العكس بل هى غير عنصرية تماما.

اما موضوع الحقيقة الدينية فهو موضوع يدل على جهل فوكوياما بالاسلام وبالحركات الاسلامية تماما، بل هو تعبير كنسى اصلا، فالاسلام والاسلاميون والحركات الاسلامية لاعلاقة لهم بموضوع الحقيقة الدينية، بل هم يرفعون شعار لا إكراه فى الدين و لا إكراه فى الكفر ، بمعنى ان العالم المعاصر الذى تهيمن عليه امريكا يدافع بالفعل عن حقيقة دينية هى فرض دين حرية السوق والعولمة على العالم!! وهذا مرفوض بالنسبة للحركات الاسلامية.

المقال الثانى زمن حروب المسلمين للكاتب الامريكى صمويل هاتنجتون يحمل بدوره نفس المغالطات ـ بل يحمل العنوان ايضا مغالطة، فالحديث عن زمن حروب المسلمين يوحى بان هناك علاقة ضرورية بين المسلمين والعنف والحرب، وكأن العنف اختراع اسلامى مثلا، و بديهى ان كل الحضارات والشعوب والجماعات افرزت عنفا، ولكن عنف المسلمين وحروبهم لاتمثل إلا جزءا يسيرا جدا من حروب وعنف الغرب ابادة شعوب فى امريكا واستراليا ـ اقامة اسرائيل ـ الحروب الدينية ـ حربين عالميتين بل ان تلك الحروب التى كان المسلمون طرفا فيها كانت بتشجيع من الغرب او بمؤامرة منه، والحروب التى يتحدث او يستدل بها هاتنجتون على انها حروب المسلمين ينطبق عليها هذا بالتحديد.

وبداية فان العنف والقتال والحروب فى حد ذاتها ليس شيئا مذموما، فالكفاح والدفاع والنضال ورد العدوان ومنع الظلم وانتزاع الحقوق المشروعة عمل نبيل محمود.

يستدل هاتنجتون على عنف الاسلام والمسلمين برصد الحروب الاخيرة بينهم وان خمساً من الدول السبع المدرجة على القائمة الامريكية للدول التى ترعى الارهاب من الدول الاسلامية، وكذلك فان معظم الجماعات المدرجة على القائمة ذاتها جماعات اسلامية، وان 11 من اصل 16 عملا ارهابيا بين عامى 1983 ـ 2000 كان من المسلمين، وان القوات الامريكية خاضت 17 عملية عسكرية ضد مسلمين منذ عام 1980 ـ 1995. وان 32 نزاعا مسلحا كان 21 منها بين مسلمين او كان المسلمون طرفا فيها، وهذا يعنى من وجهة نظر صمويل هاتنجتون ان هناك خللا فى الاسلام او مفاهيم المسلمين عنه وانه لابد من تهذيب المفاهيم الاسلامية واعادة السيطرة على العالم الاسلامى عسكريا وثقافيا والا فان حربا عالمية بين المسلمين وامريكا يمكن ان تقع، وهكذا فان الرجل الذى روج لمقولة صدام الحضارات ومهد بالتالى للحرب الامريكية ضد الدول الاسلامية ـ حرب افغانستان مثلا ـ هو نفسه يمهد للحرب الامريكية المتوقعة.. على كل حال فان حديث هاتنجتون ـ واستدلالاته الرقمية من عنف المسلمين ربما تكشف فى جانب منها عن حيوية الاسلام باعتباره دين المقاومة والجهاد والقادر على تحريك الجماعات ضد النفوذ الامريكى والعنف الامريكي، وهذه نقطة ايجابية وليست سلبية.

المقال الثالث بعنوان: كيف يتم انقاذ الوطن العربي، للكاتب الامريكى ايضا فريد زكريا، وهو مثل زميليه يمارس المغالطة، ولكنها هذه المرة فى اسلوب ذكي، فالعنوان يتحدث عن انقاذ، ويستخدم مصطلح الوطن العربى وهو مصطلح اثير لدينا نحن العرب، وهكذا فالرجل يبرز نوعا من التعاطف فى العنوان والاسم قد يبدو من اصل عربى فريد زكريا وربما كان يهوديا، وهو يبدأ المغالطة بالحديث عن الانقاذ، والصحيح ان يكون انقاذ الوطن العربى من ممارسات امريكا واسرائيل، وانقاذ الوطن العربى من امريكا واسرائيل، امريكا التى تحتل اجزاء من الوطن العربى بقواتها وتضرب العراق وتحاصره، واسرائيل صنيعة امريكا التى ضربت الدول والشعوب العربية وحالت دون تحقيق وحدة هذا الوطن العربي، وحالت دون تقدمه وتطوره الاقتصادى والاجتماعى بفرض الحروب وتكاليفها على بلدان هذا الوطن!!

الوصفة الامريكية هذه المرة على طريقة وصف الذئب العلاج للحملان، او ادعاء الثعلب صفة الطبيب المداوي، والروشتة تحمل قدرا منهجيا عاليا من المغالطة وهى تتحدث عن استبداد وفساد وهذا صحيح، ولكن من كان وراء هذا اصلا؟!

المهم انه فى اطار دغدغة مشاعر المواطن العربى بالحديث عن الاصلاح السياسى والاقتصادي، المطلوب هو تحقيق هذا الاصلاح ليس بالوحدة مثلا، ولا بدعم المقاومة ضد اسرائيل، ولكن تبنى القيم الامريكية والغربية اى مسخ الهوية وتغيير برامج التعليم، والتخلى عن مشروع المقاومة ضد اسرائيل والقبول بالوجود الاسرائيلى والامريكى فى المنطقة بل وطلبه والتعايش معه، والتغاضى عن ممارسات اسرائيل، والتركيز على تطوير المجتمعات داخليا، وهذا مستحيل مع وجود اسرائيل طبعاً، وهكذا فالوصفة هى امركة وأسرلة المنطقة وليس شيئا آخر وهكذا فنحن امام مغالطات امريكية من كل صنف ونوع، انه عصر المغالطات الامريكية الكبري.

عن العرب اون لاين

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا