بدء أعمال المنتدى الأقتصادي العالمي في نيويورك

استهل المنتدى الاقتصادي العالمي اعماله بهمة مساء ألأول من فبراير (شباط)، مع احتشاد مندوبي اكثر من 100 دولة في فندق «وولدورف ـ استوريا» الشهير في مدينة نيويورك، بالاستماع الى عدد من صانعي القرار والمشاهير وهم يتحدثون عما اذا كانت هناك فسحة للأمل في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)، وعما يجب ان يقدمه اغنياء العالم للفقراء.

جرت العادة ان يعقد هذا الملتقى الراقي في منتجع دافوس السويسري، لكنه هذه المرة التأم في نيويورك حيث يجري الحديث حول قضيتين رئيسيتين ترتبطان بالمدينة، الاولى تدور حول الآثار المترتبة على الهجمات الارهابية والمظالم التي رفعها عدد من المحتجين الذين تجمعوا تحت المطر في جادة بارك افنيو، والمتعلقة بكون الاقتصاد العالمي الجديد مخيبا لآمال ملايين البشر.

على مدى السنوات الماضية، اتفق منظمو هذا اللقاء والمشاركون فيه على انه لا يمكن كبح جماح العولمة، وان اولئك «الذين سيبتعدون عنها سيخسرون»، كما قال كاسبر فيليغر، رئيس الاتحاد السويسري، في كلمته التي ألقاها عند افتتاح اعمال المنتدى. لكن فيليغر قال ايضا ان ثلثي سكان العالم ما زالوا لم يجنوا الثمار بعد، وانه «من اجل حل مشاكل العالم، نحتاج الى امتلاك ناصية النمو المتوقع للعولمة».

وبينما تتطلع نيويورك نحو استضافة مثل هذه الفعاليات الضخمة، وبينما احتضن فندق وولدورف المشاهير من هربرت هوفر الى كول بوتر، الا ان المتأمل لقائمة ضيوف المؤتمر سيشعر بالدهشة. فهناك كتاب ضخم يضم اسماء المشاركين يشبه في حجمه قاموس اكسفورد الانجليزي، وقد اثقل الحقيبة التي حصل عليها كل من حضر الى المدينة للمشاركة في اعمال المنتدى. وهذا الكتاب يضم اسماء من الممثلة اوسي ديفيز الى حسناء الازياء ناعومي كامبل الى السناتور جوزيف بايدن، عن ولاية ديلاوير ورئيس البنك الدولي جيمس ولفينسون.

وقد قرر رئيس هيئة البريد الاميركية جون بوتر، ان يرتاح قليلا من شبح وباء انثراكس الذي يطارد الرسائل البريدية لينضم للحشد. كما عقد الامين العام لحلف الناتو، روبرتسون، مؤتمرا صحافيا اصر فيه على انه ما تزال هناك حاجة لحلف شمال الاطلسي، رغم افتقاده لدور رئيسي في الحرب ضد طالبان، كما ان الممثل رون سيلفر لم يكترث كثيرا لحديث السياسة، وبدا مستعدا للمشاركة في جلسة نقاش ذات طابع غير رسمي، تدور حول «كيف يمكن ان تصبح شخصا آخر»، يشارك فيها زميله الممثل وارن بيتي والمخرجان جون سينغلتون ومايكل مان وتعقد مساء الجمعة.

في الوقت نفسه كان ريتشارد مير الحاصل على جائزة لتصميمه مركز غيتي ينتظر امام المصعد، والى جانبه محمد يونس مدير عام مصرف جرامين في بنغلاديش، الذي يقدم قروضا ميسرة لفقراء الريف. وهناك اصطف المشاهير وغيرهم من المجهولين، لساعات وهم يتسلمون اجهزة الكومبيوتر الشخصية بحجم الجيب والتي انتجتها شركة كومباك ووزعتها على جميع المشاركين، لكي يتمكنوا من تفقد بريدهم الالكتروني وتتبع جدول اعمال المنتدى، وتحديد الجلسات التي يرغبون في المشاركة فيها.

بين المصطفين وقف صموئيل جونسون، كبير عائلة جونسون واكس المتقاعد، من ولاية ويسكنسون، ينتظر دوره ويتحدث بلطف عن خططه المتعلقة بنشر برنامج وثائقي عن قيام عائلته بتكرار الرحلة البحرية التي قام بها والده في عام 1935 الى البرازيل بحثا عن الشمع الخام.

وهذا الملتقى هو بالتأكيد المؤتمر الوحيد الذي استضافته نيويورك هذا الاسبوع ويمكنك من خلال الاستماع الى امرأة شابة تتحدث في المصعد عن مسلسل تلفزيوني يدعى «الجنس والمدينة»، وتوجه لصديق لها السؤال التالي: حسنا، كيف سارت امور اجتماع «ازالة الفوارق»؟ فأنا لم اشارك فيه؟».

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا