 |
|
|
ممثلية الإمام الشيرازي في تورونتو تنعى الإمام الراحل في مجالسها التأبينية |
|
حيث أقيمت صلاة الجماعة ومن ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها كل من علاء المحترم وحسين الأنصاري وبعدها ابتدأ الحفل حيث قدم عريف الحفل السيد أحمد ضياء الدين كلمة مختصرة حول الإمام الشيرازي كان مفادها: عندما ترتقي النفس إلى ملكوت الإخلاص ، وتتحرر من أغلال الهوى ، فإنها تصبح تواقة لنيل الهدف الرباني مجتازة كل العقبات التي تقف حائلا دون الوصول الى ذلك ، فتسمو هذه النفس عاليا غارسة بصمتها في منظومة الواقع ، راوية صحراء قاحلة بروي العمل والجهاد جاعلة منها بساتين يانعة لا تنضب أبدا. الإمام الشيرازي حمل هذه النفس ، فحلق عاليا ، ونثر أسمى آيات البطولة على أرض المآسي ، وقدم أرقى مكارم الإخلاق لدنيا الفتن والبلاء...
وكان الإمام " رضوان الله عليه " دائما يحرك الناس نحو العمل فالذي لديه إمكانيات خطابية كان يحثه على بذل قصارى جهده من أجل تطوير ملكة الخطابة لديه، وإذا أتوه وفود من دول العالم المختلفة كان يحثهم على العمل السياسي والدخول في إدارات الدولة وهكذا يحث كل واحد حسب ما يملكه من طاقات وإمكانيات. وأضاف إلى أن الإمام الراحل كان يحمل هموم العالم بأسره ، فإي خبر سيء كان يحدث في بقاع العالم ويسمعه كان يتأثر ويهتم من هذا الخبر فكان " رضوان الله عليه " يشخص المرض ويعطي الدواء ويحث جميع مقلديه والمسلمين لمعالجة تلك المشاكل وكان يعتبر نفسه مسؤولا أمام الله لمعالجة جميع الهموم والمشاكل. وتضمن الحفل كلمة للشباب المحبين للإمام " رضوان الله عليه " حيث قدم الشاب هاني تقي كلمة باللغة الإنجليزية ، استعرض من خلالها مختصر حول عائلة سماحة الإمام الشيرازي ومواقفهم وجهادهم ، ثم تحدث حول حياة الإمام وولادته وإنتقاله الى كربلاء ومرجعيته ومؤلفاته وكيف كان يؤلف في جميع المجالات في السياسية، الإقتصاد، حكومة، تاريخ، فلسفة، القانون الإسلامي وغيرها. وتحدث حول لقاءه الأول بالسيد الراحل وكيف لفت أنتباهه أخلاقه الرفيعة العالية. بعدها قدم العريف نبذة مختصرة عن عائلة الإمام الشيرازي قدس سره، وكيف أنجبت أعاظم المراجع والقادة في التاريخ وأفاضل الفقهاء والمجتهدين أمواتا وأحياءا منهم: آية الله العظمى السيد الميرازا محمد حسن الشيرازي ، صاحب ثورة التنباك في إيران عام (قدس سره) آية الله العظمى السيد الميرزا محمد تقي الشيرازي ، صاحب ثورة العشرين في العراق عام (قدس سره) المفكر الإسلامي الكبير الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره) آية الله العظمى المحقق السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) والذي تولى أمور المرجعية بعد أخيه الإمام . آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (حفظه الله) أبن السيد الإمام . آية الله السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله) ابن أخت السيد الإمام . ثم كانت الفقرة التالية من نصيب خادم الزهراء "عليها السلام" وألقى على مسامع الحضور قصيدة رائعة ألقت أستحسان الحضور وهي: سُحي من القلب المذاب دموعا فالرزء حل كما ترين فضيعا إني أشاطرك البكاء فمزقي إن شأتِ من أجل الفقيد ضلوعا فالدمع يسعفُ مهجتا مكلومتاً ويعيد قلبا ثاكلا مفجوعا وإذا رأيت الدمع يشدي على من كان للروض النظير ربيعا فاستنسخي بالصبر حيث به الشفا من كل سقمٍ حل فيك وجيعا يا نفسُ حسبك ما ارتكبت معاصياً لو لامست جبلاً لخر صريعا يا نفس كم رُمت الحياة بلا فنا والدهر عبدا قد أردت مطيعا فإذا أمانيك العظام تبددت وإذا الممات يضيّع المطبوعا ولكم تمنيت الخلود سفاهتا فإذا بحبلك قد غدى مقطوعا الموت يصطاد الجميع شِماته كهلا وشيخا طاعنا ورضيعا يا نفس ما تبغين بعد أحبةٍ رحلوا وما اسطاعوا إليك رجوعا أفتأملين بأن تعيشي بعدما غابوا وكانوا مشرقين سطوعا أو يأمل الأيام إلا جاهلا أمسى بخُلةِ برقها مخدوعا قد كان وجهك يا محمد ساطعا يزهو فيملأ بالضياء ركوعا والحوزة الغراء كان لركنها سورا يقيها المزريات منيعا واليوم ناداه القضاء أن التحق بالطاهرين الخالدين سريعا لبى الندا فالشعب أضحى بعده طرفا يُسيل وخافقا مصروعا ما كان أصعب فقد قلبٍ عالم نهل الفضيلة حين كان رضيعا أأبا رضا أديتها بأمانةٍ لم تـنحني للظالمين خضوعا أفنيت عمرك للرسول متيما لتراه في يوم الحساب شفيعا فابشر بلطف الله في يوم الجزا إن الذي قدمت ليس مضيعا كم محفل أسديت فيه مواعضاً ولكم دجاً أسرجت فيه شموعا كم منبرٍ لازال صوتك فوقه لجميع عشاق الهدى مسموعا ما مات شخص محمدٍ بل إنما لا زال في أذهاننا مطبوعا من كان مثلك فهو بين ضلوعنا حيٌ وإن في القبر حل ضجيعا شيراز أبنك للكرام أرومةٌ طابت أصولا في الورى وضروعا واسيتَ أبناء العراق جميعهم بعظيم ما قاسيت ثَم منيعا وأخوك في لبنان جاد بنفسه وسقى دروب الثائرين نجيعا ولكُم بساحات النظال مآثرٌ شهدت بحقكم الشعوب جميعا سفرٌ وجدك قد ملاه فضائلاً مذ أصبح التنباك منعا وضيعا صبّرت نفسك والصبر شعاره أن لا يُرى عند الخطوب جزوعا فاهنأ بيوم الحشر يا بن محمد لتنال عزا بالخلود رفيعا بعد أن أنهى الشاعر قصيدته ، بيّن وشرح العريف المبادئ السبعة للنظرية السياسية الإسلامية والتي نادى بها الإمام الشيرازي " قدس سره " ، وكيف يضع الإمام هذه المبادئ لوصل النظرية السياسية بالإطار السياسي العام لها ضمن مبدأ ( شورى الفقهاء ) الذي يعتبر جوهر أطروحته التي تضمن إمكانية إيجاد نظام انتخابي حر يجعل من الفقهاء المراجع القوة السياسية الأولى للحكم في الدولة الإسلامية. ثم تلى ذلك فقرة شعرية أخرى قدمها الحاج أبو مرتضى المخزومي ، حيث ألقى على المستمعين قصيدة جميلة وهي: سلام على الوتر العظيم محمدٍ صلوا عليه بوافر الصلواتِ سلام على خير البرية باقيا بعوننا والعين في العبراتِ سلام على الحفل الكريم وإنما الحفل الكريم يعج بالبركاتِ يوم عراق المجد خط بفكره صفحات عز أعظم الصفحاتِ حتى مضى يحدو ليكتب منهجا بحروف نور في دجى الظلماتِ حتى تجاوز بالكتابةِ كفه فمضى يخط بوادع الكلماتِ في كل سطر آيةٍ بكتابه فنرى الكتاب يضيء بالآياتِ فنرى إذا بدأ الكلام تحسه بكلامه قد عطر الجلساتِ حتى إذا كُتبت قصيدةُ فكره بيت بها يكفي من الأبياتِ وموسوعة الفقه التي جازت إلى حدٍ يفوق العد بالعشراتِ وأصوله مد الى آباءه أصل رصين لأعظم الساداتِ ومكتبة قد آثر المجد ريعها ليحصد الأجيال خير نباتِ غرست بها شجر العلوم وإنما أرواح خيرٍ تقطف الثمراتِ وعواصفٌ عجت بريح شديدةٍ فواجهها في حكمة وثباتِ فأوى الى كهفٍ يعد لرحلةٍ كما عد أهل الكهف في الحجباتِ لكنما المنون تخطفت أيامه في أحرج الأوقاتِ فأتى لنا العيد الكأيب بظلمةٍ سدت على الآفاق كل فلاتِ أيا عيد مالك إذ مررت بأمةٍ تهدي لها أنشودةِ النغماتِ وإذا مررت بدارنا لم تهدنا إلا الرزا والسوء والنكباتِ إني رأيت الحق وهو بعلمه حدثٌ عظيمٌ يحمل الكرباتِ في ليلة العيد التي هي أعظم الساعات بعد القدر في النفحاتِ أيا قائما مالي رأيتك واقفا بصلاة حزن أفجع الصلواتِ بعدها ارتقى المنبر حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أبو مهدي المخزومي، ملقيا خطبة بيّن من خلالها بعض من جوانب حياة الإمام الشيرازي " قدس سره " ، وكيف أن العالم قد خسر عالما ذا قل نظيره في التاريخ الإسلامي. فقد كان رجلا موسوعيا لأنه كتب في كل شيء وتحدث في كل شيء ، فلم يقتصر في كتاباته على الفقه فقط وإنما جعل الفقه هو الحياة ، حتى كتب في فقه البيئة وفقه المرور ونظام المرور في الدين الإسلامي فكتب في كل أمور الحياة ، فألا يدل على أن الرجل كان موسوعي ؟؟ . وأيضا كان الإمام مشروعي ، فلم يكن مشروعه المرجعية فقط ، بل كان في كل المجالات لديه مشروع ، مشروع في السياسية وفي الإقتصاد وفي الإجتماع ، مشروع للرجال ومشروع للنساء ومشروع للشباب ، فكل شيء جعل له مشروعا حتى يسير على خطا ثابتا ، فألا يدل هذا على أن الإمام كان مشروعي ؟ وبيّن إن الإمام الشيرازي "قدس سره" كان موضوعياً ، فكل شيء كتب فيه موضوعا وكل أمر تعامل معه بموضوعية ، بخطبه بكتاباته بتحركه بكل شيء . كما بيّن سماحة الشيخ كيف كان الإمام الشيرازي " رضوان الله عليه " ذو أخلاق رفيعة وبالخصوص صفة التواضع ، وكيف كان ينزل الإمام رغم عظمه الى أصغر الحضور ليسأله ويستفسر عن أسمه وعمره وعمله وأحواله وينصحه بما يليق بعمره ، بالإضافة إلى أنه كان يحّمل كل واحد يستقبله مسؤولية وهذا ما حصل لسماحة الشيخ شخصيا عندما التقى الإمام السيد لأول مرة وكان آنذاك في الخامس عشر من العمر وكيف تحدث معه الإمام المرجع بكل تواضع حديث الأب لأبنه ، وحمّله مسؤولية الكتابة ونشر علوم أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وكيف لا يدعوا الناس الى تحمل المسؤوليات وهو من تحمل المسؤوليات العظام واستغل كل لحظة من حياته في الجهاد والعمل فلم يقصر أبدا. ثم أورد العريف مختصرا حول الجانب التأليفي لدى الإمام الشيرازي وكيف كان الإمام يكتب لجميع الطبقات والمستويات والدرجات. وكان ختام الحفل مجلس عزاء لسماحة الخطيب الشيخ أبو علي العابدي ، وقد تحدث سماحة الشيخ العابدي عن لقاءه الأول بالإمام الفقيد وأخوه الشهيد عندما زار كربلاء ، وتحدث عن كرامة رآها من السيد عندما بشره الإمام الشيرازي بشفاء أبنه الذي كان يعاني من مرض مستعصي والذي جعل من الأطباء يستغربون ويحتارون كيف حصلت هذه الكرامة فالإبن كان بالأمس القريب يعاني من مرض واليوم قد أختفى هذا المرض نهائيا من جسمه بقدرة الله سبحانه وتعالى وبفضل دعاء الإمام قدس الله سره. كما وتحدث عن مؤلفاته وأفترض سماحة الخطيب بأنه لو قمنا بعملية حسابية بأن نقسم عدد مؤلفات الإمام السيد الألف والستون موضوعا وكتابا على عمره الشريف ، يتبين أنه كان يؤلف في السنة ثلاثة عشر كتابا ونصف ، أي أن في كل شهر كان يؤلف كتابا وشيئا من الكتاب على أقل التقادير فإذا كان الكتاب يحمل ثلاث مائة صفحة على سبيل المثال ، فمتى كان هذا الرجل يأخذ قسطا من الراحة وكيف كانت له المقدرة على تنظيم وقته بأن يؤلف ويلتقي بالناس ويجيب على الأسئلة ويباشرة إدارة المؤسسة المرجعية وغيرها وغيرها ، وهذا إن دل فإنما يدل على المقدرة الفائقة في تنظيم وقته والتي كان يتمتع بها الإمام الشيرازي قدس سره. بعدها عرج الخطيب على مصيبة الحسين والعقيلة زينب ، وأنهى بذلك مجلسه الحسيني القيم. وقد تضمن الحفل أيضا معرض الإمام الشيرازي للكتب والصور والذي احتوى على ثلاث مائة كتاب من كتب السيد مع بعض الصور التي خصت الإمام قديما وحديثا مع استعراض بعض لتغطيات الصحف العالمية للحدث المفجع الذي أصاب العالم الإسلامي. وقد حضر الحفل التأبيني جمع من العلماء الأعلام والشخصيات السياسية والثقافية ، وممثلين عن جميع المراكز والمؤسسات الثقافية وجمهور من الجالية الإسلامية من تورونتو وهاملتون ولندن أنتاريو. |
فجع المسلمون في كندا بنبأ رحيل آية الله
العظمى المرجع الديني الكبير الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي " قدس الله
سره"، وصدموا وأذهلوا بالمصاب العظيم الذي حل بالمسلمين فلم يتمالكوا أنفسهم
حتى انهمرت دموعهم وعم الحزن والألم في قلوب المؤمنين بهذه الفاجعة الأليمة
بفقدان ذلك العالم العامل والورع التقي والزاهد العفيف والسمح العطوف ،
فأقاموا عدة مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة.. حيث أقامت ممثلية الإمام
الشيرازي قدس الله سره في تورونتو/ كندا حفل تأبيني على روح المرجع الديني
الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي قدس سره في يوم السبت
22/12/2001.
وبعدها كانت كلمة البدأ لحجة الإسلام
والمسلمين الشيخ علي الرميثي ، وتحدث سماحة الشيخ كيف كان الإمام الراحل قد
نذر نفسه لنشر التشيع ومذهب أهل البيت عليهم السلام وترويج فضائلهم ومناقبهم
بكل ما يملك من قوة وإمكانية، وأضاف الشيخ بأن الإمام كان يرى أن الإنسان
لديه طاقات وإمكانيات وهذا الطاقة يجب أن تستغل وتبذل في سبيل رفعة الإسلام
ولا ينبغي أن تُحصر في جانب معين فقط ولكن يجب أن تصرف في جميع المجالات.