الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

ردك على هذا الموضوع

علوم وتقنية

 

الاستهلاك والتكنولوجيا والرفاهية تصنع الاوبئة والكوارث والحروب

 يشهد العالم اليوم انواع جديدة من الكوارث البيئية التي لم يشهد من قبل طوال تاريخه، هذه الكوارث فتحت الابواب على نقاش مثير حول دور التكنولوجيا المعاصرة والاقتصاد الاستهلاكي وتخريب البيئة في صناعة هذه الكوارث عبر التلاعب الجيني وزيادة ثاني اوكسيد الكاربون الذي يؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة، والغريب في الامر ان الاضرار الناتجة تصيب الشعوب الفقيرة التي لاتعتبر مسببة لهذه الكوارث مثل افريقيا، وان اصاب الامر الولايات المتحدة اخيرا بكارثة كاترينا، وتعتبر امريكا المنتج الاكبر لغازات الاحتباس الحراري..

وباء انفلونزا الطيور

فبعد عقدين من ظهور مرض الايدز الذي شغل الاوساط الطبية واشاع الخوف و الذعر في نفوس البشر برز اسم جديد لمرض مخيف يعرف باسم انفلونزا الطيور الذي يرمز له علميا بفيروس (اتش فايف ان ون) الذي يحذر الخبراء من انه سيكون اشد فتكا من كافة الامراض الوبائية السابقة.

ويعرف فيروس انفلونزا الطيور ايضا باسم انفلونزا (ايفيان) وينتشر هذا الفيروس بين الدواجن التي تتراكم في الاسواق الاسيوية بطريقة غير صحية وفي المرحلة الحالية اظهر هذا الفيروس القدرة على الانتقال بين الطيور بالاضافة الى الانتقال من الطيور الى البشر حيث رصدت حتى الان 65 حالة وفاة في دول اسيوية متفرقة.

ويبدي العلماء تخوفا شديدا اذا ما طرا على فيروس (اتش فايف ان ون) تغيير في تركيبته الجينية تمكنه من الانتقال من شخص الى الاخر عندها سيشكل وباء حقيقيا يقضي على ملايين الاشخاص ويصبح العالم اجمع مدينة اشباح توضع فيها مدن رئيسية تحت الحجر الصحي وتستخدم الملاعب الرياضية كمستشفيات لاحتواء اعداد المرضى الهائلة.

ويؤكد العلماء ان فيروس (اتش فايف ان ون) لم يكن موجود في تاريخ الكائنات الحية من قبل لذلك ليس لدي اي كائن حي مناعة طبيعية لهذا الفيروس.

وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بالتخفيف من حدة المخاوف التي اثارتها تصريحات الدكتور ديفيد نبارو المكلف بالاشراف على جهود منظمة الامم المتحدة في اسيا لاحتواء عدوى انفلونزا الطيور عندما قال انها ستودي بحياة 150 مليون شخص.

ولم يشر المتحدث الرسمي في قسم مكافحة الانفلونزا الوبائية التابع لمنظمة الصحة العالمية ديك توبموس الى ما اذا كانت تقديرات نبارو خاطئة او مبالغ فيها الا انه اكد بان 4ر7 مليون حالة وفاة متوقعة يعتبر تقدير اكثر منطقية.

ونقلت صحيفة التايمز البريطانية، تقديرات من تقرير لـ«مجموعة الطوارئ المدنية» التابعة لمكتب رئاسة الوزراء، ذكرت ان أسوأ سيناريوهات الاصابة ستؤدي الى وفاة 1 في المائة من السكان في بريطانيا، أي الى 600 الف شخص. وان حدث وانتشر الوباء، فإن «المجتمع سيتفكك، وينبغي فرض حظر التجول في بعض المناطق، ووضع حجر صحي في أخرى»،

ولا تملك السلطات البريطانية اكثر من 14.6 مليون جرعة من عقار «تاميفلو» Tamiflu المضاد للفيروسات، أي ما يكفي لتطعيم لربع السكان فقط.

الامراض المزمنة تحولت الى وباء قاتل..

حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم من مغبة وفاة 36 مليون شخص فى غضون عقد من الزمان مالم تتم الوقاية من الامراض المزمنة حتى عام 2015.

وقالت المنظمة الدولية فى تقرير صادر عنها بعنوان "منع الامراض المزمنة هو استثمار حيوي" ان الامراض المزمنة هى المتسبب الاول فى الوفيات فى العالم مضيفة ان اثار هذه الامراض تتفاقم.

وجاء في التقرير ان نحو 17 مليون شخص يموتون سنويا بسبب الامراض المزمنة لاسيما في الدول الفقيرة حيث تقتل هذه الامراض 80 في المائة من المرضى فى العالم. واشار الى تسعة دول تكثر فيها الامراض المزمنة وهى البرازيل وكندا والصين والهند ونيجيريا وباكستان وروسيا والمملكة المتحدة وجمهورية تنزانيا المتحدة.

واوضح التقرير ان خسائر الصين المتوقعة من امراض القلب والذبحة الصدرية والسرطان وداء السكر ستصل خلال السنوات العشر المقبلة الى اكثر من 550 مليار دولار في حين ان خسائر الهند ستصل الى 236 مليار دولار و 203 مليار دولار بالنسبة لروسيا.

واكد التقرير ان البدانة هي من مسببات الامراض المزمنة حيث يعاني مليار نسمة فى العالم من البدانة حاليا متوقعا ان يرتفع الرقم الى مليون ونصف مليون نسمة فى عام 2015.

وقالت المنظمة في تقرير نشر يوم الاربعاء ان نحو نصف الوفيات بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والجلطات الدماغية والسكري التي يموت بسببها نحو 35 مليون شخص سنويا يمكن منعها.

وللامراض المزمنة اثر اقتصادي هائل. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية ان مثل هذه الامراض ستكلف الصين 558 مليار دولار على مدى العقد المقبل. وستكلف الاتحاد الروسي 303 مليارات دولار. وستكلف الهند 237 مليار دولار.

الكوارث البيئية خلقت الملايين من اللاجئين

قالت دراسة للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان تدهور البيئة يمكن ان يدفع قرابة 50 مليونا الى النزوح عن مواطنهم بحلول عام 2010 وان العالم بحاجة لتعريف نوع جديد من اللجوء اسمه اللاجئ "البيئي".

وأظهرت الدراسة التي أعدها معهد البيئة والامن البشري التابع لجامعة الامم المتحدة ان التصحر وارتفاع مستويات المياه في البحار والفيضانات والعواصف المرتبطة بتغير المناخ ربما تؤدي لنزوح مئات الملايين.

وقال جانوس بوجاردي رئيس المعهد الذي يتخذ من بون مقرا له لرويترز "اننا ندق أجراس انذار علمية وسياسية...نحن بحاجة الى التحرك."

وصرح بان التقديرات بخصوص 50 مليون لاجئ بيئي وهم يقاربون تعداد سكان اوكرانيا او ايطاليا هي الوضع الاسوأ الذي يتطلب مئات الملايين من الدولارات كمساعدات اضافية.

وقدر ان نحو 20 مليونا اضطروا بالفعل للنزوح بسبب مشكلات مرتبطة بتدمير البيئة تراوحت بين تآكل الاراض الزراعية الى تلوث امدادات المياه.

وذكر ان مثل هذه التغيرات أثرت بالفعل على ملايين في منطقة افريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي الهند واسيا.

ودعا المعهد الى الاعتراف بأن "اللاجئين البيئيين" الذين نزحوا بسبب تدهور البيئة سيحتاجون الحصول على الغذاء والادوات والمأوى والرعاية الطبية والمنح تماما مثل اللاجئين السياسيين الذين يفرون من الحرب او الاضطهاد في بلدانهم.

وقال بوجاردي ان ضحايا الكوارث البيئية الزاحفة ببطء يعتبرون في اغلب الاحيان اشخاصا يتنقلون لاسباب اقتصادية بحتة وعادة ما تقابل طلباتهم للحصول على اللجوء بالرفض.

الاحتباس الحراري والكوارث المناخية

هناك مؤشرات متزايدة تفيد بأن الاحترار الكوني والاحتباس الحراري سينتج عنه المزيد من الأعاصير القوية من الدرجة الخامسة مثلما حصل مع إعصار "كاترينا" بولاية لويزيانا - علما بأن هذا الإعصار من الدرجة الرابعة فقط.

و صرح علماء في مجال المناخ "أن الأدلة العلمية المتاحة تشير إلى أنه من المرجح أن يتسبب الاحترار الكوني في أعاصير أكثر دماراً مما كانت عليه في السابق". والمعروف بشأن تكون الأعاصير أنها تستمد طاقتها من المياه الدافئة، لذا فإن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات بسبب الاحترار الكوني يمد الأعاصير بقوة هائلة تجعلها أشد قسوة. وقد أفادت التجارب العلمية التي أجريت للتأكد من مدى تأثير غازات الاحتباس الحراري، المنشورة في دورية "كلايمت جورنال" السنة الماضية أن الاحتباس الحراري مسؤول بدرجة مباشرة على مضاعفة عدد الأعاصير من الدرجة الخامسة المدمرة. بالإضافة إلى ذلك هناك مزيد من الأدلة العلمية الموثوقة التي تؤكد أن الأعاصير أصبحت أكثر قوة من السابق، رغم انخفاض عددها. وذكرت "نيتور ماجزين" في دراسة أجراها المتخصص في الأعاصير كيري إمانويل "أن السبب وراء اشتداد حدة الأعاصير في السنوات الأخيرة راجع بالأساس إلى تأثير الاحتباس الحراري".

وليس هذا فقط بل يسهم الارتفاع الحراري في رفع مستوى مياه البحر، ما يضاعف القوة التدميرية للأعاصير. وفي هذا السياق تنبأت إحدى وكالات حماية البيئة في دراسة لها بارتفاع مياه المحيط الأطلسي ومياه خليج المكسيك بحوالى قدم واحد بحلول سنة 2050، وسيستمر الارتفاع ليصل إلى قدمين في 2100. وبحسب تلك الوكالة فإن ارتفاعاً في مستوى المياه بحوالى قدمين سيؤدي إلى ابتلاع جزء مهم من الولايات المتحدة يتعدى في مساحته ولاية ماساشوسيتس. كما سينتج عن ذلك الارتفاع في مستوى المياه المزيد من الفيضانات الساحلية. هذا وقد أشارت دراسة أجرتها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أن من شأن ارتفاع في مستوى مياه البحر إلى قدم واحدة أن يرفع من نسبة الدمار الناتج عن الفيضانات من 36 إلى 58%. وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز الحماية الساحلية والتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.

من جهة اخرى حذرت دراسة جديدة من ان ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي في ولاية الاسكا الامريكية بات يحدث في وقت مبكر عما هو معتاد مما يسرع بالتغير المناخي في المنطقة ويساعد على مرورها بواحد من اكثر فصول الصيف دفئا خلال 400 عام.

وقال تيري شابن وهو استاذ للبيئة في جامعة الاسكا فيربانكس ان الذوبان المبكر للجليد الذي يحدث نتيجة لزيادة حرارة الجو هو من "العوامل الايجابية" التي تؤدي الى زيادة درجات حرارة الشمال البعيد.

واكتشفت الدراسة ان ذوبان الجليد يحدث كل عشر سنوات قبل موعده بيومين ونصف اليوم تقريبا معرضا الارض التي كان يغطيها الجليد لحرارة الشمس في وقت مبكر عن موعدها خلال الموسم.

وتؤدي الحرارة التي تمتصها الارض الى خروج طاقة الى الغلاف الجوي بمقدار ثلاثة وات لكل متر مربع كل عشر سنوات وهو تغير يؤدي الى زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي في المنطقة بل ويؤدي الى زيادة درجة حرارة الكرة الارضية.

واكتشفت الدراسة ان درجة حرارة الصيف سوف ترتفع بمقدار من مثلي الى سبعة امثال اذا استمرت الاشجار والادغال في انتقالها شمالا.

واضاف "ولكن عندما نبذل المزيد من الجهد فاننا نكتشف ان ارتفاع درجات الحرارة الذي يحدث بالفعل سببه نقص مدة الشتاء.

التغييرات المناخية ونشوب الصراعات

قال تقرير جديد إن ارتفاع درجات الحرارة في العالم قد يسبب زيادة ملحوظة في الامراض في ارجاء اسيا والدول الجزر في المحيط الهادي مما يقود إلى صراعات ويخلف مئات الملايين من المشردين.

ووجد التقرير الذي يتناول الاثار الصحية لارتفاع الحرارة ان ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض قد يؤدي أيضا بحلول عام 2100 إلى المزيد من نوبات الجفاف والفيضانات والاعاصير ويزيد حالات الاصابة بالملاريا وحمى الدنج والكوليرا.

وتنبأت الدراسة التي اجرتها جمعية الطب الاسترالية ومؤسسة حماية البيئة الاسترالية بان متوسط حرارة المعمورة سيرتفع بين درجة وست درجات مئوية بحلول 2100.

وقال موكيش هايكيروال رئيس الجمعية الطبية للصحفيين "إننا لا نتحدث فقط عن فصل صيف أطول أو موسم تزلج أقصر. التغيرات المناخية ستدمر صحتنا.سيمرض الناس كنتيجة مباشرة لذلك. سيموت الناس باعداد أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة في كوكبنا وعالمنا وبيوتنا."

وعلى المستوى الدولي ستزيد درجات حرارة أعلى من العواصف العاتية والجفاف ويمكن ان تؤدي إلى اتلاف المحاصيل وهو ما يمكن ان يسبب اضطرابات سياسية واجتماعية.

وقال التقرير "في اسوأ الحالات قد يخلف اضطرابا واسع النطاق على مستوى الدول ومئات الملايين من المشردين في منطقة اسيا والمحيط الهادي وانهيارا شاملا للقانون وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان"

 هذا وقد حذر علماء من ان افريقيا الاقل اسهاما في تغير المناخ في العالم تتحمل العبء الاكبر من الظاهرة التي يتوقع ان تفاقم النقص في الغذاء على المدى الطويل. وينحي باللائمة على ارتفاع درجة حرارة الارض في تزايد المناطق التي تعاني من الجفاف في مختلف انحاء افريقيا حيث يواجه الملايين هذا العام الجوع والمجاعة. وقال العلماء في مؤتمر في نيروبي انه رغم ذلك فان افقر قارة في العالم ينبعث منها اقل مستوى من ثاني اكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا