الأخيرة

(لمّة عراقية)

صالح زامل

تجتمع في هذا الشهر الفضيل مناسبات لعل أولها حلول هذا الشهر ذاته، بما يحمل من طقوس طالما حرصت دارة الإسلام أن تقول:

أن يعم في رمضان الأمان، والإحساس بالآخرين، وتجديد التواصل بكل ما هو إنساني.

هذه الأمنيات معكرة الآن بسبب الوضع الأمني الفالت في بعض مناطق العراق، فتكون ممارستها صعبة إن لم تكن مستحيلة.

لكن في هذا الشهر تجتمع فضيلة أخرى هي ذهاب العراقيين لكي يستفتوا حول دستورهم بالرغم من أن الاستفتاء سيكون موزعا بين كلمتين (نعم أو لا)، إلا أن الذي يقرأ مسودة الدستور بغض النظر عن موقفه منها وباتفاق الكثيرين سيجد فيه أشياء كثيرة جيدة، لعل ليس أقلها الحريات العامة في الرأي وغيره، وصيانة الحقوق الإنسانية كما أكدتها الشرائع الإلهية والوضعية، وترصين بناء مؤسساتي للدولة العراقية وقطع الطريق أمام كل دكتاتورية جديدة.

 ألا تستحق بعد ذلك أن تكون كل هذه القيم إحساسا بالكل العراقي، وتجديدا للتواصل بكل ما هو إنساني، وتصل بنا إلى بر الأمان، فقط نحتاج أن نحكم العقل، أن ننظر لما نكسب ولما نخسر، بلا شك أن ما سنكسبه لا يقاس بالقليل الذي لا نتوافق عليه، والذي قد ننظر فيه في قابل الأيام.. إن رمضان بقيمه العالية يفرض علينا أن ننظر لعراقنا ولإنسانه.