ردك على هذا الموضوع

الاولى ...

( الإصلاح مكاشفة مع الذات ورحلة مع الآخر )

 

القدرة على الإصلاح وتحقيق التغييرات في مجتمعاتنا تنبثق من خلال وجود حالة المصارحة الذاتية والاعتراف بأخطائنا عبر آلية النقد الذاتي. فلا يمكننا الوصول إلى الحقيقة دون ان نكتشف صحة أفكارنا والتعلم من تجاربنا. كما ان مجاهرتنا باستعداء الآخر سواءا كان إنسانا أو فكرة دون نقرأه أو نقرأها بعمق وانفتاح يكرس حالة الوقوع في الأخطاء المستمرة.
كما ان الوقوف في صفوف مؤدلجة ضد الآخر دون موضوعية أو أنصاف سوف يحقق صداما قائما على أوهام تاريخية صنعتها مراحل مظلمة من تاريخنا.
ان ما نحتاجه هو التخلي عن حالة الفردية والاستبداد الفكري والديني والعلماني والليبرالي والسياسي وصولا إلى حالة حوار تهدف إلى تحقيق حالة من التعايش الإنساني. وهذا يستدعينا إلى التخلي عن العنف والإرهاب والالتزام باللاعنف، الذي يحقق لنا في ذواتنا عمقا روحيا ونفسيا يقودنا إلى الانفتاح على أنفسنا والحوار مع أخطائنا والتعايش مع الآخر دون الحاجة إلى الاصطدام معه ان لم نتفق معه في أفكار مشتركة.
فاللاعنف بطبيعته يحقق لنا التوافق النفسي والاجتماعي.
ان ما نحتاجه هو بناء إنسان سوي وسليم عبر بناء أسرة تغذي الفرد بالعاطفة والحب وتمنحه الاستقرار الذاتي، فالكثير من الحالات المنحرفة مثل السلب والنهب والاعتداء على الآخرين والارهاب والعنف هي نتاج القمع الأسري والاجتماعي وفقدان الفرص الحقيقية في الحياة وعدم الإحساس بالمواطنة.
ولا يمكننا ان نحقق مفهوم الإصلاح برؤيته المستقبلية ما لم نستمد معاييرنا من النماذج التاريخية التي لازالت حية في النفوس مثل ملحمة عاشوراء التي تمثل نموذجا إنسانيا أزليا في حيويته لأنها كانت معركة إصلاح ذاتي ومكاشفة حقيقية ضد الاستبداد والعنف ورحلة شهادة لتحقيق الحوار مع الآخر.

أسرة التحرير

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد 75

إتصــلوا بـنـــا