ردك على هذا الموضوع

الأخيرة..

حينما تتعايش الأنا

محمد عبد المهدي

كلما حاولت أن أحيل مفردة التعايش الى مرحلة مّا، وجدتُ نفسي أتراجع نحو سابقتها، لغاية وصولي لمرحلة الطفولة الأولى.

من هناك، حيث بداية اللبنات، سيكون لزاماً على (مبرمجي) هذا المخلوق الجديد في مسار الإنسانية، أن يُلقنوه بيانات التعايش والمحبة والسلام، جنباً الى جنب ما سيرتضعه من أرطال الحليب، مخافة أن يصيره هذا الأخير، بلا تلك البرمجة السالفة الذكر، الى قرين للأنعام أو أضلّ سبيلاً

و ما يقال لمخرجيه لهذا الوجود ينسحب، بلا شك، الى تلك الصروح التي تحشر العلوم حشراً في عقول الأجيال، من دون أن نجزم أنها تُضمِّن مراحلها الدراسية شيئاً من الأخلاق والتربية أو الحب للآخرين أيضاً.

هناك، مكاناً هذه المرة، يستزرعون إحترام الآخر وتقبل رأيه، في طول المجتمع وعرضه. ولن أستغرب خبر نجاحهم في تغيير بعض الجينات الوراثية، تمهيداً لجيل يتعايش مع الآخرين يقيناً، مع أن بعض الشعوب مازالت تنعتهم بـ ( بلاد الكفر) و (الإمبريالية) ؟!

هنا، ولأننا العكس المستوي لهم، ما زلنا نتبارى في الغاء وشطب ومحو المقابل، مادام حظه العاثر قاده لأن يفكر بالتحفظ على رأينا الشخصي والمقدس دوماً.

على كل حال، المفردات الإلغاية التي سقتها قبل ثوان، أهون بكثير من قريناتها الأخريات، على غرار (القتل والسحل والتمزيق قبل التعليق)..؟!، وقد نأينا عنها إكرماً للختام الذي ينتظر أن تكون كلمات هذه الصفحة مِسكهُ.

أما الواقع، فيبقى واقعاً بين أمرين مُرَّين..

كرنفال العنف.. ومهرجان الصمت .. والسلام .

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

العــدد 71

إتصــلوا بـنـــا