بكائية على سدرةالفرقد

قصيدة رثاء الى روح آية الله العظمى الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي

(قدست نفسه الطاهرة)

الشاعر ياسر الغريب (صفوي)

بكى العيدُ في المنتدى الأسودِ
وأوّاهُ إذ نلتــــــــقي هـــــاهنا
ونسعى مع الحزن في دورةٍ
ولا كان في ذهنـــــــنا منظرٌ
ولكن أبى الله إلا القـــــــضا
أيا واهب الدهر سرَّ النماءِ
فمن للربيع ومن للـــــــندى
أضعت الحياة فـــــها هي لم
ولم تبصر اليوم إلا السواد
بفقدك لا رائحٌ هائــــــــــــمٌ
وفاء إليك بصف القــــلوب
سنبقى كموســــــوعةٍ ثرَّةٍ
وفخراً بيمناك يمنى النوال
طمأنينة يا أبا العاشـــقين
ويا توأم الذكريــــــات التي
ولن نكتفي بانفجار العيــون
ولكن سنجتاز درب اليقـــين
كما شئت أن تستمر النفوس
وهاهي ذاكــــــرة الخالدين
وتلثم كفيك لثم الحــــــباب
وتفتح صـــــدرك إنَّ بــــه
وخمس وسبعون قد عشتها
ورشَّشت منهن عطر الفدا
ويا زمزميَّ المحابر لـــــم
وأنت الذي أنت لم تتكـــئ
تفتَّحت في جنَّــــــــــة حُرَّةٍ
عرفناك سربا يُجيد الظهور
فطوباك يا مجمع الشمل يا
ويا قدَّس الله سحر البـــــيان
ويا أنبأ الله كل الجـــــهات
وليس افتقادك يعني الفــناء
سنبني بماضيك مســــتحدثاً
فمن أعمل الروح لن ينتــهي
سلاماً من الأرض يا سيدي
رحلـــتَ وخلّفــــــــــتنا يُتَّماً
وقفت وجسمي استوى ناقصاً
فكم كنت يا سيـــــدي رافــعاً
فكم كنت تحمل ثقل الضـــنى
ويا سيدي إنّ روح الرثــــاء
تعيش مع الجمر في وحـــدةٍ
ومرثيتي فجَّرت نفســـــــها
لتفديك يا ســيد العاطـــــفات

 

نحيباً علــــــى سدرة الفرقدِ
نضاف إلـــى عتمة المشهدِ
وما كان بالأمس من موعد
سوى العيد في زيه الأسعد
وإنـــــا إلى الله ذي السؤدد
أتــــرحل عنه ولـــــــم ينفد
وماذا يقول فـــــــم المنشد
تجدك هناك مـــن المرصد
تزيت بــــه زهـــرة المرقد
إلـــــى دنيتيه ولا مغتـــــــد
إلى صـــــف أخلاقك الخُرَّد
بنبتتها فـــــي ربى العسجد
ورعيا لذكراك في معـــــبد
سنلقي عليك دموع الغـــــد
تجمَّعن في حضرة المورد
وبالصبِّ من نهرنا المرفد
كما علَّمت روحُك المقتدي
على هيئة الطائر الأحمدي
تــــضم رؤاك إلى الخــــلد
فقُدِّست يا طيــــــب المحتد
بساتين من جــــنة المعهد
قوارير تحوي سنا المسجد
ويسمو شذاك إلـــى الأبعد
يسطّر نهاك سوى الأجود
على الحلم يومـاً ولم تقعد
بألف كتابٍ أنيــــــسٍ ندي
على صيغة الواحد المفرد
أمير السفينة والمـــــقود
بمنظومة المرجـع السيد
بفكرك من منطق الهدهد
ولكنك الراحل المبــــتدي
ويا عصبة الله فلتشهدي
وهل تنتهي رحلة السرمد
أيا من ثياب السما ترتدي
أتتركنا في المجال الردي
وكم يجتويني افتــــقاد اليد
لواء الهدى الأبيض الأمجد
وكم كنت نقشاً على معضدي
هي الآن في جاحم الموقد
لتنعاك نعي اللظى الأوحد
من الوجد والخاطر الأكمد
ولو بالقلــيل من المفتدي