النبأ

 

 

 

 

 

● الكتاب: مفاوضات السيادة على الشرق الأوسط

● الكاتب: يحيى غانم

● الناشر: دار الخيال

● سنة النشر: ط1/ 2001م

● عرض: أسامة الكاشف(*)

مفاوضات السياسة على الشرق الأوسط

 

مما لاشك فيه أن هناك أيدي خفية تلعب دوراً حيوياً في مصائر الأمم والشعوب بمنطقة الشرق الأوسط، ترسم للدول مساحات التمدد والانكماش بل أكثر من ذلك فقد تحدد شكل الحياة اليومية لأبسط مواطن يقطن في قرية نائية في ريف مهمل على امتداد مساحة الشرق الأوسط، والذي اتسعت رقعته لتشمل بعض البلدان كانت من قبل خارج رقعته.

ولقد طرح مؤتمر مدريد للسلام عام 1991م أشكال عدة للتفاوض بين الدول العربية من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى برعاية ومشاركة دول من خارج المنطقة، ولكن الجميع يعرفون المفاوضات الثنائية إلا أن ما أستحث من مفاوضات متعددة الأطراف تعد الأكثر غموضاً، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يضم العديد من الوثائق التي تكشف عن مسارات هذا التفاوض وخاصة في القضايا التي تمس الأمن القومي والإقليمي؛ كقضايا الحد من التسلح والمياه واللاجئين والتعاون الاقتصادي..

بداية السلام:

هنا يستعرض المؤلف لثلاث وثائق ذات أهمية قبل محادثات السلام مع إسرائيل من حيث دور أمريكا في الشرق الأوسط وكيف كانت المفاوضات الأميركية تلعب دوراً في الشروع في مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل دون فلسطين، وذلك من خلال قول رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت مصطفى خليل وهو يرد علي مناحيم بيجن: (لا بديل عن حل مشكلة فلسطين قبل التطبيع مع مصر) كما أن أمريكا لم تقدم لمصر تفسيراً واضحاً حول تلك الوثائق.

إن المفاوضات متعددة الأطراف التي تم إقرارها في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991م

يغيب عنها عدد من دول المنطقة احتجاجاً على ما وصفوه بوضع العربة قبل الحصان، وأنه كان من الأفضل إنجاز المفاوضات الثنائية على المسارات العربية - الإسرائيلية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة للصراع العربي - الإسرائيلي ثم تأتي مفاوضات متعددة الأطراف التي تمثل نتائجها تطبيعاً في جميع المجالات مع إسرائيل.

مفاوضات الحد من التسلح:

مما لاشك فيه أن خطورة مفاوضات متعددة الأطراف في لجنة الحد من التسلح والأمن الإقليمي لحساسية الموضوع وخاصة في قضايا التسلح العسكرية حيث تعاني منطقة الشرق الأوسط من اختلال ميزان القوى العسكرية والسياسية، وبذلك تكون المفاوضات حول الحد من التسلح مع خصم مثل إسرائيل عملية محفوفة بمخاطر تقديم تنازلات لصالح طرف على حساب طرف آخر، ثم يتناول المؤلف تشكيل الوفود المشاركة في مفاوضات متعددة الأطراف لهذه اللجنة.

أما عن الوثائق فنجد الوثيقة الأولى تتناول مفهوم (الشرق الأوسط: التعريف الجغرافي لحدود المفاوضات والاتفاقيات) أما الوثيقة الثانية (مشروع إعلان المبادئ المصري لمفاوضات الحد من التسلح والأمن الإقليمي) والوثيقة الثالثة (إعلان مبادئ ونوايا حول الحد من التسلح والأمن الإقليمي) والوثيقة الرابعة (أهداف بعيدة المدى: نقط الخلاف والاتفاق بين الدول العربية وإسرائيل).

مفاوضات اللاجئين:

تعد قضية اللاجئين الفلسطينيين من أهم الإفرازات المأساوية التي نجمت عن سلسلة الحروب الهجومية التي شنتها إسرائيل على الدول العربية منذ حرب 1948م، تلك الحرب التي انتهت بتشريد ما يقرب من نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي والقانوني إلى دول العالم المختلفة وعلى رأسها الدول العربية، ثم حرب 1967م، لذلك اكتسبت قضية اللاجئين الفلسطينيين أهميتها وخطورتها من كونها تمثل الجانب الإنساني المباشر لمأساة القضية الفلسطينية، أما موقف إسرائيل من هذه القضية فإن الجانب الإسرائيلي يدعي أن قضية اللاجئين تمت تسويتها بنظام المقاصة لمجرد ما يعرف بـ(يهود دار الإسلام) وهم اليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية حتى قيام إسرائيل بالهجرة إلى إسرائيل، وتزعم إسرائيل أن هؤلاء اليهود تم إجبارهم على الرحيل من الدول العربية من خلال اضطهادهم والتنكيل بهم.

مفاوضات المياه والبيئة:

تعد المفاوضات حول المياه والبيئة من أخطر مجالات المفاوضات المتعددة الأطراف، وذلك يعود لكونها قضايا تتعلق بحياة شعوب المنطقة بشكل مباشر، تلك القضايا التي تتمثل في استغلال دول المنطقة للمياه ولعل ذلك يؤكد النظريات التي تقول أن المياه كانت الدافع الرئيسي وراء الحروب العدوانية التي شنتها إسرائيل على الدول العربية المجاورة بما في ذلك مصر والأردن وسوريا ولبنان بالإضافة إلى احتلال الضفة الغربية وغزة.

أما الشاهد الثاني أن رصيد إسرائيل من المياه العذبة 43% من مخزون المياه الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إن إسرائيل تسرق 18% من مخزون سوريا من المياه العذبة في هضبة الجولان المحتلة.

الحقيقة هذا الكتاب هام للباحثين في العلوم السياسية والاستراتيجية كما يتضمن العديد من الوثائق والحقائق الهامة عن مفاوضات السلام.