النبأ العدد 53 شوال 1421 كانون الثاني 2001

تأمُـــلات في الكـــون

النجوم في كوننا مخلوقات تولد وتنمو وتتطور ثم تموت. فهي تنشأ في البداية من سحب سديمية ضخمة مؤلفة من غاز الهيدروجين والغبار الكوني. حيث تبدأ السحابة بالتقلص تحت تأثير جاذبتيها فترتفع كثافتها ودرجة حرارتها.

 وعندما تصبح درجة الحرارة كافية لاحداث الاندماج النووي (التحام أربع ذرات هيدروجين لتكوين ذرة واحدة من الهيليوم تكون كتلتها اقل من مجموع كتل ذرات الهيدروجين الأربع) يتحول الفرق في الكتلة إلى طاقة هائلة حسب قانون انشتاين في تكافؤ الكتلة والطاقة. وهذه هي لحظة ولادة النجم.

ويخضع النجم المشع لتأثير قوتين متعكاستين، قوة الجذب والقوة الانفجارية الناجمة عن تمدد الغازات الساخنة. وتمر شمسنا حالياً في مرحلة الفتوة، حيث تتوازن فيها هاتان القوتان. ولكن مع مرور الزمن تضعف القوة الانفجارية وتصبح الغازات تحت رحمة قوة الجاذبية وحدها ليبتلعها مركز النجم حيث تبدأ مرحلة الشيخوخة. ويستعد النجم للانتقال إلى مثواه الأخير في مقابر النجوم.

مقابر النجوم

قبل أن يلفظ النجم الهرم انفاسه الأخيرة، فانه يقاوم سكرات الموت بتفجير غلافه الغازي، مخلفاً وراءه نجماً ميتاً. ويطلق العلماء على هذا الانفجار الهائل اسم (سوبر نوفا). وهذا لا يحدث عند وفاة نجم صغير مثل شمسنا التي تتحول عند وفاتها إلى (قزم ابيض) يشع ما تبقى لديه من طاقة ليتحول في نهاية المطاف إلى قزم اسود لا حياة فيه وكأنه صخرة في السماء (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) يس 38.

النجم النيتروني

إذا زادت كتلة النجم عن 1.4 من كتلة شمسنا، فإن قوة جذبه ترتفع بصورة مفاجئة بعد حدوث الانفجار الغازي الخارجي للنجم الهرم الكبير، حيث ينجح مركز النجم القوي الجاذبية في امتصاص انقاض النجم بسرعة كبيرة. وفي لمح البصر يكون الانهيار قد بلغ سرعة خيالية جداً في اقل من 1000/1 من الثانية، إذ تتصادم ذرات الغازات بعنف، حيث تتفكك الذرة إلى مكوناتها الأساسية (الاليكترونات والبروتونات) وهذه تصطدم بدورها لتعطي النيترونات عدية الشحنة. وهنا ينشأ نوع جديد من المادة المضغوطة بصورة لا يتصورها عقل. وهكذا يولد ما يسمى بالنجم النيتروني عظيم الكتلة ضئيل الحجم. ولو قدر لشمسنا أن تتحول إلى نجم نيتروني لاصبح قطرها الذي يبلغ الآن 865000 ميل حوالي 13 ميلاً فقط.

الثقب الأسود

تتميز جثث نجوم النيترونات التي تزيد كتلتها 3.2 مرة عن كتلة الشمس، بقوة جاذبية تتغلب على قوة ضغط الاليكترونات (وتهرس) الذرات، وتهشم النيترونات. ثم تستمر جثة النجم العملاق في الانكماش حتى تبلغ حجماً صغيراً جدا، يشبه نقطة في الفراغ، ولكن قوة جاذبيته تفوق حدود التصور البشري، وتبلغ كتلته ارقاماً فلكية. وهكذا يولد الثقب الأسود.

وتتمثل أهم خصائص الثقب الأسود في قوة جاذبيته الخارقة. ولهذا فان كل ما يقترب من الثقب الأسود يتم قبضه بهذه الجاذبية الرهيبة. ولهذا اطلق عليه اسم الذي لا تسمح جاذبيته لانبعاث أي ضوء. لقد تبادر إلى ذهني أن (الغاسق الواقب) ) الذي امرنا الله بالاستعاذة من شره في سورة الفلق، هو الثقب الأسود: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ).

وقدّر بعض العلماء كثافة الثقب الاسود، فوجدوا أنها تصل إلى 17800 طن للسنتمتر المكعب الواحد وان قوة الجاذبية على سطحه اكثر من مثيلتها على الأرض بـ1.5 مليار مرة. ولو تمكن إنسان من الوقوف على سطح الثقب الأسود فإن وزنه سيبلغ 113 مليار طن!! وقد رصدت الأقمار الصناعية ثقباً اسود في مركز مجرة (إن. جي. سي - 4151) يزيد وزنه 100 مليون مرة على وزن الشمس، حيث تنجذب النجوم في مركز تلك المجرة تدريجياً إلى مجال جاذبية الثقب الأسود فيبتلعها. واظهر الاكتشاف أن الثقب في منتصف الطريق يؤدي إلى ابتلاع المجرة برمتها. ويعتقد كثير من العلماء أن مراكز معظم المجرات (ومنها مجرتنا درب التبانة) إنما هي ثقوب سوداء تبتلع بضعة نجوم (في لقمة واحدة). وعندما يقع نجم في أسر جاذبية الثقب، فإنه يطلق (صرخات استغاثة) على شكل اشعاعات قوية (سينية وفوق بنفسجية وراديوية) يستدل منها العلماء على وجود الثقب الأسود. فهل سيكون مصير هذا الكون حفرة سوداء؟ وما هي الحادثة الرهيبة التي كادت تبيد الكرة الأرضية عام 1908؟

اكتشاف آلية الخوف يفتح طريق (عقاقير الشجاعة)

توصل العلماء إلى معرفة المنطقة التي تمثل مهد الخوف في الدماغ، واثبتوا أن هذا الشعور يستند إلى أساس كيميائي. ويتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الاكتشاف المتعلق بأحد أهم وأقوى المشاعر الإنسانية إلى إمكانية إنتاج عقاقير تجعل الإنسان متحرراً من الخوف.

وتمثل نتائج هذه الدراسة فتحاً علمياً لأنها كشفت عن الكيفية التي تتغير بها الدارة الكهربائية في الدماغ عندما يتعرض المرء لتجارب مخيفة. وسوف تساعد هذه الدراسة على زيادة معرفتنا بالكيفية التي يستطيع بها الخوف السيطرة على الأداء الطبيعي للدماغ، مما يفتح الطريق أمام تطوير علاجات فعالة لمقاومة القلق ونوبات الرعب والرهاب، وتكمن أهمية هذه الدراسة في اكتشاف العلماء أن شعور الخوف يتم تصنيعه بيوكيميائياً في ممرات دقيقة بين الخلايا العصبية في منطقة تشبه اللوزة في الدماغ، يعتقد بأنها تلعب دوراً مركزياً بالنسبة لمعالجة المشاعر الأولية.

واكتشف الباحثون مفتاحاً هاماً يتمثل في أن الارتباطات المعينة بين الخلايا العصبية في منطقة اللوزة الدماغية تصبح اكثر قوة عندما يتعلم المرء الخوف من شيء ما. وهذه المسألة تؤدي إلى ارتفاع معدل سريان الإشارات العصبية عبر مركز الخوف في الدماغ، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة حدة الشعور بالخوف. وبهذه الطريقة اثبت العلماء، عاطفياً، أن الدماغ يتعلم من التجربة.. وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الباحثون الدليل على أن لتجربة الخوف تأثيراً مادياً على الشبكة العصبية في الدماغ.

وعلقت باتريشا جالافار استاذة علم العقاقير والسموم في جامعة تكساس، على تلك التجربة بقولها: (اعتقد انه يمكن القول بأننا اكتشفنا مهد الخوف في الدماغ، وإننا نستطيع الآن تحديد الآليات الفعلية للشعور بالخوف، وبالتالي يمكننا إنتاج عقاقير لمعالجة المرضى الذين لا يستطيعون السيطرة على مخاوفهم).

ويعتقد البروفيسور جوزيف لادو من جامعة نيويورك بأن المشاعر التي تتولد في لوزة الدماغ تسيطر على مناطق التفكير في قشرة الدماع. واكتشف لادو أن الفئران التي خضعت لموقف مخيف ومؤلم، تطورت لديها ممرات اتصال عصبية مكثفة في اللوزة الدماغية، تزيد كثيراً عن تلك الموجودة لدى الفئران التي لم تتعرض لذلك الوضع.

وقد تعرضت الفئران إلى صدمة كهربائية بعد سماعها لازيز جهاز يشبه الجرس الكهربائي، فتعلمت الشعور بالخوف لدى سماعها ذلك الصوت. وقد علق لادو على ذلك بقوله (إننا نولد وننحن مزودون بالقابلية والقدرة على الشعور بالخوف، ثم نتعلم فيما بعد معظم الأشياء التي تجعلنا نخاف).

ويثير الخوف سلسلة من الاستجابات الجسدية مثل زيادة إفراز الاجرينالين، وارتفاع معدل دقات القلب، مما يزيد من قدرة الكائن الحي على الدفاع عن نفسه أو الفرار من وجه الخطر. ويمكن أن يؤدي الخوف المفرط إلى شلّ الحركة، حيث إن التعرض وقت الحرب إلى مواقف رعب متكررة ينتج عنه انهيار نفسي كامل لدى بعض الجنود. وقد تمت معالجة أكثر من نصف مليون جندي امريكي في الحرب العالمية الثانية، من أمراض عقلية نجمت عن عدم السيطرة على مشاعر الخوف.

وفي الحياة المدنية لا يتوفر العلاج الفعال للامراض النفسية مثل القلق والرهاب، والمعروف أن الفاليوم الذي يعتبر اشهر عقار مضاد للقلق، يحمل في طياته مخاطر اعراض جانبية حادة، بدءاً من فقدان التوازن وانتهاء بالهلوسة.

أما الآن فان اكتشاف الدارة الكهربائية للخوف في اللوزة الدماغية، يقدم للعلماء هدفاً محدداً لتصميم عقاقير تؤثر فقط على مركز الخوف دون أن تعيق المراكز الأخرى عن تأدية دورها.

المتزوجون البريطانيون أقلية!

كشفت احصاءات حكومية أن غالبية البريطانيين البالغين سيكونون بلا زواج خلال 12 عاماً!

وقال خبير في الإحصاءات الحكومية في لندن أن نسبة البالغين المتزوجين ستنخفض إلى 48 في المائة عام 2021 من 55 في المائة عام 1996.

وجاءت الإحصاءات في نهاية أسبوع حفلت فيه عناوين الصحف بأنباء زواج الأمير ادوارد الابن الأصغر للملكة اليزابيث من مسؤولة العلاقات العامة صوفي ريس جونز.

وقال الاحصائي كريس شو: إن الانخفاض في العدد يرجع في أغلبه إلى زيادة التوجهات لدى البريطانيين للحياة دون خوض تجربة الزواج.

وأضاف انه بحلول عام 2021 سترتفع نسبة الرجال الذين لم يتزوجوا قط إلى 41 في المائة والنساء إلى 33 في المائة أي بزيادة تسع نقاط مئوية في الحالتين على النسب في عام 1996.

وعلى مدى 25 عاما من المتوقع أن يتضاعف عدد من يقيمون في بيت واحد دون زواج إلى ما يقل عن ثلاثة ملايين.

40% من الجرائم في أمريكا يرتكبها مخمورون

ذكرت احصاءات قدمتها وزارة العدل الأمريكية أن الإفراط في تناول الكحول عامل مؤثر في نحو 40 في المائة من الجرائم العنيفة في الولايات المتحدة على الرغم من تراجع استهلاك الكحول.

واضافت الوزارة في أول دراسة لها تجمع بين احصاءات متنوعة عن الجريمة وتعاطي الكحول: إن ما يقدر بأربع من كل عشر جرائم تجنح إلى العنف أو نحو ثلاثة ملايين سنوياً يرتكبها المخمورون.

وتابعت الدراسة التي شملت جرائم القتل والاغتصاب والسطو والتعدي بالضرب أن كل مرتكبي تلك الجرائم تقريباً رجال تزيد نسبة الكحول في دماء بعضهم على ثلاثة أمثال الحدود المسموح بها.

وقال كاتب التقرير لورانس جرينفيلد وهو اختصاصي بوزارة العدل: (40 في المائة نسبة كبيرة للغاية).

وغطت الدراسة بيانات عدة سنوات وشملت إجراء مقابلات مع ألوف من الضحايا ومرتكبي الجرائم للتوصل إلى الربط احصائياً بين الجريمة العنيفة والافراط في تناول الكحول.

واظهرت الدراسة أن ثلاثاً من كل أربع من جرائم العنف الاسري تتعلق بالكحول ومعظم الضحايا في تلك الحالات من النساء.

وتأتي الدراسة في وقت أظهرت فيه احصاءات أن الاستهلاك السنوي للكحول على المستوى القومي تراجع بنسبة عشرة في المائة منذ عام 1990 أي إلى 136 لترا للفرد من 151 لترا.