مجلـــة النبــــأ       العددين (23 ـ 24 )       السنــــة الرابعــــة       ربيع الثاني ـ جماد الأول  1419 هـ

واحــــــة الشعــــــر

أُسوة الأمهات

بقيت على طـــــــول المدى ذكراها

نسبُ المسيح بـــنى لمريـــــــم سيرة

في مهد فاطمة فمـــــــا أعـــــلاها

والمجد يُشرقُ من ثلاث مـــطالـــــــــــع

مَنْ ذا يداني في الفخـــار أبـــــاها

هي بنتُ مَنْ؟ هي زوجُ مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟

هادي الشعوب إذا تروم هـــــداها

هي ومضةٌ من نور عين المصطفــــــــى

ـآمال في الدنيا وفـــــي أُخـــــراها

هي رحمةٌ للعالمين وكـــــعـــــــبــــــةُ الـ

وكأنّه بعد البلى أحـــــياهــــــــــــا

مَنْ أيقظ الفطر النّيـــــــامَ بــــــروحِه

* * *

يترسّم القمر المنيــــــــــر خطاهــا

هي أسوةٌ للأمهـــات وقــــــــدوة

رقت لتلك النفس في شــــــــكواها

لمّا شكا المحتاج خلف رحابهــا

يا سحب أين نداك من جــــــدواها

جادت لتنقذه برهن خمارهــــــــا

ومنى الكواكب أن تــــــنال ضياها

نورٌ تهاب الـــــنار قدس جـــلاله

ورأت رضا الزوج الكريم رضاها

جعلت من الصبر الجميل غذاءها

* * *

يدها على الـــشعير رحــــــــــــاها

فمها يردد آي ربــــــــك بــينـــــما

من طول خشيتها ومن تـــقواهــــا

بلّت وسادتها لآلــــــــئ دمــــــعها

كالطلِّ يروي في الجنان ربــــــاها

جبريل نحو العرش يــــرفع دمعها

وحدود شرعته ونحــــن فــــــداها

لولا وقوفي عند أمر المـــصطفى

وغمرت بـــــالقبلات طـــيب ثراها

لمضيت للتطواف حول ضــريحها


الدكتور محمد إقبال اللاهوري