«ربّ كلام أنفذ من سهام»

الإمام علي(ع)

«لسان هذا أحدّ عليّ من مائة ألف سيف» كلمة قالها هارون العباسي عندما أراد أن يفتك بهشام بن الحكم بعد حوار طويل حول الإمامة.  فالكلمة أقوى من آلاف السيوف وصرير القلم أمضى من فوهات المدافع، فكم من كلمة سحقت ترسانات حربية كبيرة، وكم من سيف تهاوى خجلاً أمام كلمة حق.

والحكومات الطاغية لا تخاف من المدفع خوفها من كلمة الحق التي تسري في الضمائر فتلهب الوعي وتنير العقول وتزهق كلمات الباطل.

اليوم كما في الأمس تلعب الكلمة دوراً كبيراً في صنع الثقافة وصنع الإنسان، حيث وسائل الإعلام قد ركزت على جهودها من أجل توجيه البشرية نحو مصالحها وأهدافها؛ هذه الوسائل لا تهدف إلى قيادة البشرية نحو الخير والصلاح وبقدر ما تهدف إلى الانحطاط والإسفاف وتمييع العقل البشري وصبّه في قوالب الفساد والرذيلة وهذه هي الكلمة الخبيثة.

ولكن أين هي الكلمة الطيبة التي يجب أن تقف سداً منيعاً أمام التدفق الإعلامي الواسع الذي غزا كل شبر من بيوتنا وتحول من دخيل متطفل إلى فرد أساسي في العائلة عبر أقماره الصناعية؟

لابدّ لأصحاب الرسالات المقدسة أن يحملوا أقلامهم ويرفعوا لواء الكلمة الطيبة عبر استثمار وسائل التكنولوجيا الحديثة لإيصاال هذه الكلمة إلى أقصى بيت على الكرة الأرضية.

إن نشر الكلمة الطيبة نشر لكلمة الله، كلمة العقل والحرية والسلام التي تطعم الإنسان حبّ الخير..  وحبّ الإنسانية.

قال تعالى:]ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء...  ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار[ (سورة إبراهيم:  24-26).

أسرة التحرير