في ذكرى الاستشهاد وسمو الموقف

هادي جلومرعي

هكذا سماه الرسول المصطفى، وفي السيرة ان النبي قال مستقبلا عليا..جاء سيد العرب وكانت السيدة عائشة تقف الى جواره فسالته.. وانت يارسول الله؟ فرد بالقول..انا سيد ولد ادم.

في كل رمضان وفي مطلع العشر الاواخر يذكرني الشاعر بما ينقص من فرحة العيد وهو يرثي الامام عليا ويقول.. اجا العيد واطفاله يتامى فقد  اصيب على يد ابن ملجم وانتقل الى الجوار الاعلى في الحادي والعشرين من رمضان الكريم.

وفي كل عام اكتب لارثيه ولا اجد اني اجيد الكتابة او اقدر فعلي ان لم اكتب في ذكرى الاستشهاد وسمو الموقف وعظمة هذا الرجل الذي اصر على المبادئ حتى قتل دونها واشترك مع ولده الحسين بميزة قررها الله تعالى، وكنت كلما تمنيت ميتة عظيمة اقول.. اللهم اجعل قتلي على يد شرار خلقك... وهكذا اشترك في الفعل المشؤؤم الشمر ابن ذي الجوشن الذي قتل الحسين ومزق قلوب الانبياء وابن ملجم الذي قتل عليا حتى ضجت الملائك ونادى مناد من السماء بامر الاله..تهدمت والله اركان الهدى.

اجد ان الكتابة عن علي تزكية لقلم الكاتب بعد عام كامل يقضيه في قدح هذا ومدح ذاك والحديث في السياسة الرعناء وتلطيخ ضمير الورقة بتعابير السياسة الجوفاء عدا الدخول في مهاترات لاتغني  وربما اثارت الضغائن وهو مافعله عادة كلما انفعلت او حدث حادث خطير.

ومااشرف الموقف وعلوه حين تزكي القلم بالكتابة عن الانبياء وائمة الهدى والصالحين الذين صنعوا الحياة بمشيئة خالقها وباريها العظيم وهكذا وصف مانفعله اليوم حين نكتب في ذكرى علي ابن ابي طالب صاحب المواقف الخادة في قيادة الامة وتوجيه الرعية الى سبل الخير والعدل.

وميزته انه كان عليا في حديثه وعليا في مواقفه من اهله واصحابه واعدائه وعليا في حروبه ولم يكن لينفعل في الحق حتى انه تمهل في قتل ابن ود العامري حين بصق في وجهه ولما سئل عن تردده ؟قال..انه غضب لنفسه وانتظر حتى غضب لله ثم هوى عليه بضربة اردته وانهت شروره..

اليوم يعيش العراقيون اسوأ مراحل تاريخهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاخلاقي وهم منفصلون في كل ذلك عن ذكرى الرجل الذي يعتقدونه قدوتهم ومثلهم في الحياة  فهو في السياسة كان مثلا للانصاف والعمل الجدير بالثقة العالية واحترام المواثيق والعهود التي تعلم من معلمه المصطفى انها ثوابت لاتخضع لتاثيرات السياسة الباطلة.فهل التزم سياسيو العهود العراقية البائسة بمختلف توجهاتهم العقائدية والاثنية بالنهج القويم لقدوتهم كما يدعون؟

 وفي الرؤية الاجتماعية لم يكن علي منفصلا عن مجتمعه بل عاش تجربتهم كما عاش موسى تجربة بني اسرائيل وفي كل شوؤنهم دون تمييز او تصنيف بين شان واخر.

وفي موارد الاقتصاد كان نهجه مثلا حتى انه كان يدير حركة الاقتصاد بعلم وفهم ودراية لايسبقه فيها علماء الاقتصاد.

وياليتهم انتفعوا بالمثل والقدوة وساروا بسيرته..ولكن هيهات..

hadeejalu2yahoo.com

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/أيلول/2009 - 27/رمضان/1430

[email protected]