مهلا ايها المنشغلون بغير القران

برير السادة

تميزت الامة الاسلامية عن الامم الاخرى بان كتابها المقدس لم تعبث به يد التحريف لان الله عزوجل تكفل بحفظة باعتباره الدستور الخالد والمهيمن على كل ما سواه. هذه الميزة والخاصية لم تشكل فاعلية رغم حيويتها لتكون طوق نجاة.  فسلامة القران من التحريف لم تجعله الكتاب المقدس على المستوى العملي, وان ظهرت اثار ذلك في بعض الممارسات مثل التبرك, وعلاج بعض الامراض, والاستئناس به عند وقائع الموت ...

حفظ القران كان من المفترض ان يشكل دافعا للتمسك بهدية واتباع ارشاده والتدبر في اياته الحكيمة.. وهي الوصية التي تكررت في العديد من النصوص المقدسة من الاحاديث والروايات " اذا التبست عليكم الفتن ككقطع الليل المظلم فعليكم بالقران"

ورغم تاكيد القران في العديد من اياته على اهمية الاخذ بالقران وتنبيهه لمخاطر الاعراض عنه كما في قوله تعالى "لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون" وقوله على لسان انبيائه" ان هولاء اتخدو هذا القران مهجورا" لم تفلح كل هذه الاشارات والتنبيهات في ايقاض المتشاغلين بكل شي سوى اياته وبيناته.

امة تتنازعها الفتن ووتتداعى عليها الامم الاخرى وتغرق في دوامة من المشاكل المتلاحقة في شتى الميادين والافاق ثم تبحث عن صلاحها في الشرق والغرب!!!؟؟ هل جربنا عرض تقافتنا وافكارنا على القران؟ لندرك استقامتها ومتانتها؟؟ هل سالناه عن مشاكلنا الاجتماعية والسياسية؟؟

انا لا افقه لما هذا التشاغل بكل شي سوى القران؟؟, والتفكر والبحث في كل مجالات العلوم عدى القران؟؟حتى اصبحت حصص درسية لا تساوي عدد حصص العلوم الاخرى في مدارسنا وبيوتنا وقراتنا واهتمامنا!!

اين هي اذا هيمنة القران على ما سواه ؟؟ وبالتاكيد ان هذه الهيمنة ليست ظرفية بل هي هيمنة على مستوى العلوم والمعارف والبناء والرفعة والا اندرست اياته مع مرور الايام والسنين ولم يبقى منها ما يصيب العقول بالحيرة والذهول كل ما تقدمت العلوم دون ان يقف به الزمان على اهل عصر وملة..

ولعل من المهم الاشارة الى ان التشاغل بالقران يبدا بالحرص على تلاوته اناء الليل واطراف النهار والتدبر في اياته للظفر بكنوزها وهديها ومن ثم العمل بها ودعوة الاقربين (وانذر عشيرتك الاقربين) والاولين والاخرين لهديها وحكمتها (فاصدع بما تؤمر).

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/أيلول/2009 - 17/رمضان/1430

[email protected]