|
قال الرسول الأعظم (ص): (أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله
بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل
الأيام، ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات ).
هل تودّ أن تجد ذاتك وتكتشف معدنك.. وتثير كوامن الخير التي بداخلك؟
كل ذلك تستطيعه من خلال اغتنام فرصة مرور شهر رمضان المبارك، فأيامه
ولياليه استثنائية بكل المقاييس، والزمن الاستثنائي، يحتاج إلى برنامج
استثنائي..
فهل أنت مستعد لكسر الروتين في حياتك من خلال اغتنام حلول هذا الشهر
الفضيل؟.. هذه سبع نقاط تساعدك على تكوين برنامج يحقق لك ذلك:
1/ احرص على قراءة القرآن في كل يوم، فإنك عندما تداوم على قراءة 20
صفحة بشكل يومي، فإنك تكون قد ختمت القرآن كله خلال الشهر الكريم، لأن
القرآن حسب الطباعة الحديثة يتكون من604 صفحات، ويسهل الأمر إذا فرّقت
القراءة 10 صفحات في النهار و10 في المساء.
2/عايش الأدعية المأثورة، اليومية منها والعامة لكل الليالي والأيام،
والأدعية الخاصة لبعض الأفعال كوقت الإفطار، فهو دعاء قصير، ولكن له
شأناً عظيماً، فعندما تطبّق برنامج الدعاء في هذا الشهر الكريم، ستجد
أن الدعاء أصبح رفيقاً مؤنساً إليك طيلة أيام السنة.
3/ أعط للإحكام الشرعية حال صيامك أهمية واسعة، فإن مخالفة بسيطة قد
تكلّفك إعادة صيامك أو توجب عليك كفارة ما.. قم بالإطلاع، أو التساؤل
من العلماء حول المسائل المبتلى بها عادة، لتقوم بتطبيقها بشكل
دقيق،فهذا تمرين جيد لمدة ثلاثين يوماً تساعدك على الاهتمام بالأحكام
الشرعية لكافة نواحي حياتك بشكل أكثر سهولة، بل ستجد نفسك شخصاً ملتزماً
بتلقائية وعفوياً.
4/ استفد من فرصة اجتماع الناس في الانفتاح عليهم وفي تأسيس
العلاقات وفي صلة الرحم، وتمتين الصداقات، ففي شهر رمضان المبارك تكون
أغلب أبواب المجالس والمحافل مشرعة، والناس في حالة من الألفة
والاجتماع اليومي، وهذا نادر ما يتكرر.. فاستفادتك من هذه الاجتماعات
المكثفة تتيح لك الفرصة لعلاقات اجتماعية ذات أفق أفضل وتعينك على
تحركاتك وحاجاتك طوال العام.
5/ عزّز إحساسك الإنساني بحاجات الآخرين، ففي شهر الصيام تتضح فيه
صورة الحرمان أكثر من غيره من الشهور، وذلك لأن الفاصل واضح بين الصيام
الذي يشترك فيه كافة الناس، وبين الإفطار الذي لا يتساوى كل الناس فيه،
فهناك حاجة ملحة للطعام تنتظر الصائم وقت الإفطار، وهي عند الفقير أكثر
إلحاحاً.. وهذا لابد أن يخلق في نفسك الإحساس بالآخرين، والذي يحركك
اتجاه مساعدتهم بنفسك أو عن طريق حضّ القادرين.
6/ ثقّف نفسك، وحاول أن تزداد بصيرة في تناولك للمواضيع والأفكار،
فأجواء الإجتماع واستنفار الطاقات الإعلامية والثقافية في هذا الشهر
استثنائية، يمكنك أن تقرأ كتاباً وتتحاور في مضمونه مع الأصدقاء،
ويمكنك أن تناقش قضية عامة أو خاصة لتستقبل وجوه الآراء لتعرف مواقع
الخطأ، كما يشير إلى ذلك أمير المؤمنين (ع).
7/ اجعل شهر رمضان مثالاً للبرامج الأخرى التي تؤدّيها في حياتك،
فهو برنامج مثالي لتنمية القدرات وتحقيق الذات المتقية. وضع في حسبانك
أن كل دقيقة في شهر رمضان المبارك هي بمثابت سباق إلى الخيرات، فكلما
كثّفت البرنامج ونوّعته، ستحصل على نتائج أفضل في حياتك الدنيوية،
والآخروية، وهي الأهم.
ضع هذه النقاط السبع في حسبانك وادخل شهر رمضان بروح جديدة، لتكتسب
خلال الشهر الكثير من الإستفادات في تحقيق ذاتك وتنمية قدراتك..
mosawy.org |
