الخاطرة الرمضانية الثالثة عشرة:  من علامات المؤمن

بقلم: محمود الربيعي

روى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 460 للهجرة، والمدفون في مدينة النجف الاشرف، في مقبرة معروفة، في كل من كتابيه التهذيب، والمصباح عن الامام الحسن العسكري عليه السلام قال " علامات المؤمن خمس، صلاة احدى وخمسين، أي  الفرائض اليومية وهي سبع عشرة ركعة، والنوافل اليومية وهي اربع وثلاثون ركعة، وزيارة الاربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين بالسجود، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " .

ويعتبر الشيخ الطوسي احد مؤلفي الكتب المحامدية الاربعة واحد كبار علماء الشيعة الاوائل (الكتب المحامدية الاربعة هي: التهذيب والاستبصار ومن لايحضره الفقية والكافي ) وهي كتب الروايات الاساسية لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية، وكان الشيخ الطوسي قد الف اثنين منها وهما كتابي التهذيب والاستبصار.. كما يعتبر الشيخ الطوسي اول مؤسس لحوزة علمية اسلامية في تاريخ المسلمين.

 والكتب المحامدية الاربعة احتوت على ماروي عن ائمة اهل البيت المعصومين الاطهار في ابواب الفقه والحديث والعقيدة الى غير ذلك من الابواب.

واما كتابه المصباح فيحتوي على الكثير من الادعية الماثورة عن الائمة من اهل البيت المعصومين عليهم السلام.

وقد نقلت بدوري هذه الرواية التي تتحدث عن علامات المؤمن من كتاب مفاتيح الجنان لمؤلفه الشيخ المرحوم عباس القمي والمعرب بيد السيد محمد رضا النوري النجفي والمطبوع في مؤسسة البلاغ ببيروت - لبنان الطبعة الاولى 1421 ه – 2001 م.

واما الامام محمد العسكري فهو الامام الحادي عشر من ائمة اهل البيت المعصومين الاثني عشرعليهم السلام والمدفون في سامراء الى جانب قبر ابيه الامام العاشر علي بن محمد الهادي عليه وعلى ابائه افضل الصلاة والسلام.

ان صفة المؤمن بصورة عامة هي صدق الحديث، واداء الامانة، والوفاء بالعهد، وسنبين علامات المؤمن التي ورد ت في الحديث المخصوص:-

اولا: صلاة احدى وخمسين، منها اربع وثلاثون ركعة من النوافل وهي مستحبة وليست واجبة: ثمان ركعات لصلاة الظهر قبلها، وثمان ركعات لصلاة العصر كذلك، واربع ركعات بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء من جلوس، وتحسبان بركعة ، وثمان ركعات نافلة الليل بعد تجاوز نصفه، وكلما قرب من الفجر كان افضل، وركعتا الشفع بعد صلاة الليل، وركعة الوتر بعد الشفع، وركعتان نافلة الفجر قبل فريضته ويجوز الاتيان بها بعد صلاة الليل وقبل طلوع الفجر. " ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " سورة 4 النساء الاية 103.

ثانيا: زيارة الاربعين: روى الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيب والمصباح عن صفوان الجمال، قال: قال لي مولاي الصادق ( صلوات الله عليه ) في زيارة الاربعين: تزور عند ارتفاع  النهار وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه... الخ ) تجد كامل الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان المعرب ص 559 ط 1421 ه – 2001 م. ووردت العديد من الروايات عن عظيم ثواب هذه الزيارة لابي عبد الله الحسين عليه السلام في العشرين من صفر.

ولقد نص على استحباب الزيارة الشيخ المفيد في مسار الشيعة والعلامة الحلي في التذكرة والتحرير والشيخ البهائي.

قال الامام الباقر(ع): لو يعلم الناس مافي زيارة قبر الحسين (ع ) من الفضل لماتوا شوقا وتقطعت انفسهم عليه حسرات.

ثم قال: من اتاه شوقا كتب الله له الف حجة متقبلة والف عمرة مبرورة، واجر الف شهيد من شهداء بدر ، واجر الف صائم،وثواب الف صدقة قبولة، وثواب الف نسمة اريد بها وجه الله تعالى، ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان ،ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شمائله ومن فوق راسه ،ومن تحت قدمه، فان مات في سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله واكفانه والاستغفار له يشيعونهالى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصره ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ومنكير ان يروعانه ويفتح له باب الى الجنة ويعطى كتابه بيمينه ويعطى يوم القيامة نورا يضئ لنوره مابين المشرق والمغرب ويناد مناد :هذا من زار قبر الحسين(ع) شوقا اليه فلا يبقى في القيامة الا اذا تمنى يومئذ انه كان من زوار الحسين بن علي (ع).

ثالثا: التختم باليمين، وتضافرت الروايات عن استحباب التختم باليمين وبالذات العقيق اليماني، حيث وردت روايات كثرة تشير الى ذلك، فقد روى السيد ابن طاووس عن الباقر (ع ) " ان من اصبح وهو متختم بالعقيق، في يمناه فادار فصه الى باطن كفه، قبل ان يقع نظره الى احد، فنظر اله وقرا سورة "انا انزلناه في ليلة القدر" الى اخرها، ثم قال امنت بالله وحده لاشريك له، وكفرت بالجبت والطاغوت، وامنت بسر ال محمد وعلانيتهم، وظاهرهم وباطنهم، واولهم واخرهم، فاذا فعل ذلك صانه الله عز وجل في يومه من كل ماينزل من السماء، ومايعرج فيها، ومايلج في الارض، وما يخرج منها، وكان في حرز الله واحبائه الى الليل. مفاتيح الجنان المعرب ص 869.

رابعا: تعفير الجبين بالسجود: يعتبر السجود احد اركان الصلاة، كما يعتبر السجود على التراب افضل من غيره، والسجود على التربة الحسينية افضل، على مشرفها افضل الصلاة والسلام.. واقرب مايكون العبد الى ربه وهو ساجد، وقد ورد استحباب التسبيح والدعاء في حالة السجود، كما ورد عن ائمة اهل البيت عليهم السلام من انه لايجوز السجود على الماكول او الملبوس او المطبوخ." لله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال " سورة 13 الرعد الاية  15.

خامسا: الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم، فمن المعروف ان هناك صلاة جهرية كصلاة الفجر والعشائيين، وصلاة اخفات كصلاتي الظهرين، وفي حالة صلاة الاخفات يستحب الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم فيكون الجهر بها في كل حالة." ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لايحب المعتدين " سورة 7 الاعراف الاية 55.

............................

المصادر

القران الكريم

مفاتيح الجنان المعرب للشيخ المرحوم عباس القمي

المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات من فتاوى المرحوم العلامة السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي. الطبعة الخامسة عشر 1412 للهجرة.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 28 أيلول/2007 -15/رمضان/1428

[email protected]