الخاطرة الرمضانية الثانية عشرة: الابتلاءت والفتن ودورها في التمحيص والاختبار

دور العقل والضمير في احياء المشاعر وتغليب العقل على الشهوة

بقلم: محمود الربيعي

 عالمي الحلال والحرام

عالم الحلال عالم واسع يبدا من الذرة  " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " سورة  99 الزلزلة الاية 7 ويتسع الكون للحلال حيث مخلوقات الله تملا الكون نجوما وكواكب وفضاء فيها كل شئ.. وهكذا الحرام فهو يبدا من مثقال ذرة ايضا " فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره " سورة 99 الزلزلة الاية 8.

ابواب الحلال والحرام

والحلال له معنى واسع فالزواج والطعام والشراب والملبس والمال ياتى من الابواب الحلال فيكون حلالا..  والحرام له معنى واسع ايضا،  فالزنا والسرقة والقتل وبقية الكبائر والصغائر كلها ابواب حرام فمن اتاها من هذه الابواب فهي حرام " افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون " سورة 68 القلم الايتين 35و36.

الابتلاءات والفتن تمحيص واختبار

ويبتلى الانسان بانواع الابتلاء، ويفتتن بانواع الفتن،  وينزل عليه انواع البلاء لاجل التمحيص والاختبار فينجح او يفشل " احسب الناس ان يتركوا يقولوا امنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " سورة 29 العنكبوت الاية 2 .

العقل والشهوة واثرهما في الطاعة والمعصية

  ولقد زود الانسان بالعقل والشهوة، وبالعقل يميز بين الخير والشر، وبالشهوة يندفع..  فاذا اندفعت النفس الى الحرام ذكرها العقل ونهاها عن الوقوع فيه. فالانسان بين جذبين، بين نداء الله الذي يدعوه الى الطاعة،  ونداء الشيطان الذي يدعوه الى المعصية وبين هذه وتلك   فانسان مرهون بنياته وغاياته ..

 وبالعقل يكون الانسان انسانا، وبالشهوة فقط  يصبح حيوانا وعندها يصبح وسيلة من وسائل الشيطان وهو يمارس الخديعة والاحتيال بلا خجل، ويرتكب الجرائم بلا تحرج فيسرق ويزني ويعتدى دون ان يكون له رادع " فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلات واتبعوا الشهوات فسيلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا اولئك يدخلون الجنة ولايظلمون شيئا " سورة 19 مريم الاية 59.

بالتربية الحقة تنشا الارادة القوية والضمير الحي

تعتبر الحصانة ضرورية للحفاظ على طبيعة الاختيار الصائب الذي يمنع الانسان من  ارتكاب المعاصي وركوب الحرام وتتولد هذه الارادة بالتربية والتثقيف الجاد والرعاية الحقة وهي ترتبط بطريقة تنشئة الضمير الذي لابد له من التزود بالقيم النبيلة وبالتالي ويكون رقيبا على السلوك ليكون عاملا مهما ومؤثرا في اختياراته  والتزاماته" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " سورة 18 الكهف الاية 29.

بين الوعد والوعيد يتولد الخوف والرجاء

ان حالة الخوف والرجاء عند المسلم تنمي الاحساس بالحق وكره الباطل، وبالوعد والوعيد يتربى الانسان على حب الحق وحب العدل، والاشتياق الى الجنة، والخوف من النار " فذكر بالقران من يخاف وعيد " سورة 50 ق الاية 45.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27 أيلول/2007 -14/رمضان/1428

[email protected]