الرصاص الإسرائيلي يسرق فرحة الفلسطينيين بشهر رمضان

 

يلهو اطفال قطاع غزة برصاصات فارغة وشظايا قذائف وصواريخ اطلقتها القوات الاسرائيلية في غارات شنتها في الايام الاخيرة بدلا من الفوانيس وطبول رمضان التي كانت تثير فرحتهم في الشهر المبارك في الماضي، وباتت في مصاف الاحلام بالنسبة لذويهم. ومع استمرار العدوان على شمال قطاع غزة الذي القى بظلاله على كل جوانب الحياة.

بدا اليوم الاول من الشهر المبارك لدى المسلمين يوما عاديا في غزة بعيدا عن الاجواء الرمضانية التي اعتاد الفلسطينيون على احيائها رغم الصعوبات التي كانوا يواجهونها اصلا. ولم تخف ام علاء (40 عاما) التي كانت تشتري بعض حاجيات شهر رمضان برفقة اصغر اطفالها، حزنها لانها لا تستطيع شراء فانوس رمضان بسبب نقص المال وكذلك بسبب اجواء القنوط التي تخيم على القطاع. وقالت «لم نمر بمثل هذه الاحوال.

كل الناس حزينة لسقوط الشهداء وتدمير مئات المنازل في رفح وجباليا وبيت لاهيا وغيرها والناس لا تملك ثمن فانوس للاطفال»، متسائلة «كيف سنفرح بشهر رمضان وجارنا شهيد وبيته مهدوم والحرب مستعرة في جباليا». وتباع الفوانيس الرمضانية بأنواعها التي انتشرت في واجهات المحلات التجارية والبسطات الصغيرة في سوق الزاوي المزدحم بالمارة بأسعار تتراوح بين سبعة وعشرين شيكلاً (يعادل الدولار 5،4 شيكل).

وتهيمن اخبار الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ ثلاثة اسابيع على اهتمامات الفلسطينيين لتنسيهم بعضا من تقاليد رمضان الذي يستقبله المسلمون عادة بتبادل التهاني. وقال احمد مرجان المهندس في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان اجواء رمضان المعتادة «غائب تماماً» هذا العام عن مدن ومخيمات قطاع غزة. واشترى هذا الرجل بعض الحاجات الرمضانية الاساسية مثل الالبان والتمور، واوضح «كانت الاسواق قبل اندلاع الانتفاضة الحالية تشهد اقبالا شديدا في رمضان وتكتظ بالمشترين».

واشار الى ان اليوم الاول من رمضان «بدا عاديا بسبب انشغال الناس بمتابعة اخبار العدوان خصوصا في شمال قطاع غزة». واكد عماد الذي يملك محلا تجاريا في الزاوي اكبر واقدم اسواق مدينة غزة ان الناس يكتفون بالسؤال عن الاشياء من دون ان يشتري غالبيتهم اي شيء، موضحا ان «الفقر يزداد كل سنة بين الناس والاحوال تسوء والبطالة ترتفع والطرق مغلقة باستمرار». اما الزيارات العائلية التي تعتبر من تقاليد رمضان، فقد الغى الفلسطينيون معظمها بعد ان قسم الجيش الاسرائيلي قطاع غزة الى ثلاثة مناطق بسبب اغلاق الحواجز العسكرية.

والاوضاع في غزة ليست احسن حالا مما هي عليه في رفح جنوب، فبين ازقة مخيم رفح ينتشر عشرات الاطفال الفقراء يراقبون الدبابات الاسرائيلية المستمرة في عمليات القصف والمروحيات وطائرات الاستطلاع التي لم تفارق الاجواء.ولم يشغلهم رمضان عن هذا الوضع.

واكد اسامة حمد الذي يبلغ من العمر احد عشر عاما انه لا يتوقع ان يتمكن من شراء فانوس رمضان، وقال «ابي لا يعمل ولا توجد معنا اموال. رمضان هذه السنة حزين وكل الناس حزينة لسقوط الشهداء». ولم يخف هذا الطفل كرهه «لليهود الذين سرقوا فرحتنا وقتلوا اصحابنا»، متسائلا «اين شهر رمضان الذي يتكلمون عنه؟».

اما في بلدة بيت لاهيا، فيحاول الحاج ابو محمد حمدونة الذي هدم الجيش الاسرائيلي فجر الخميس منزله ان يتذكر بحسرة ايام شهر رمضان قبل سنوات. ويقول «لقد دمروا كل شيء». الا ان هذ الرجل يؤكد انه «رغم الخراب الذي اصاب كل حياتنا سنستقبل الشهر الكريم وسنصمد رغم جراحنا».

المصدر: فرانس برس