سكان بغداد متوجسون من اعمال عنف في شهر رمضان

 

يبدي سكان بغداد مع اقتراب شهر رمضان توجسا حيال وقوع اعمال عنف على غرار ما حصل في شهر الصوم العام الماضي لكنهم رغم ذلك يؤكدون ان الاوضاع سائرة نحو الافضل مع بدء تسليم الاسلحة في مدينة الصدر ومواصلة المفاوضات مع اهالي الفلوجة.

وقال بائع عطور على الرصيف في سوق الشورجة الشعبي الاربعاء "نغادر منازلنا قلقين ولا نعرف ما اذا كنا سنعود اليها ام لا وكل ذلك في سبيل لقمة العيش" لكنه اعرب عن امله ان يكون الوضع في شهر رمضان افضل من العام السابق "خصوصا مع بدء تسليم الاسلحة" في مدينة الصدر.

ونص تفاهم بين التيار الصدري والحكومة على تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة في مقابل مبالغ مالية والافراج عن الموقوفين باستثناء من ارتكبوا جرائم جنائية والمشاركة في العملية السياسية وابرز استحقاقاتها الانتخابات التي ستجري اواخر كانون الثاني/يناير 2005.

واضاف مزهر حامد وسط ازدحام سير خانق وحرارة مرتفعة تقترب من القيظ ان "من يفجر في رمضان يكون صاحب عقلية مريضة وفاسدة" وتساءل عن "معنى هذه الاعمال التخريبية في الشهر الكريم"؟

وكان مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعرض للتفجير في اول ايام رمضان العام الماضي بالاضافة الى ثلاثة مراكز للشرطة العراقية ما اودى بحياة العشرات. وسيصادف اول ايام رمضان للسنة الحالية يوم الخميس او الجمعة المقبل.

ومن جهته قال رجل في السبعينيات مرتديا الدشداشة التقيلدية ان "الاوضاع تبشر بالخير واتوقع ان يكون رمضان الحالي افضل من العام الماضي رغم التوتر السائد بفعل الارهاب فاذا توحد العراقيون سينتصرون".

واعرب الرجل معرفا عن نفسه باسم ابو عبد الله عن امله ان "تثمر المفاوضات مع اهالي الفلوجة فيستريح البلد".

وبدأت محادثات بين الحكومة ووفد من وجهاء الفلوجة حول استعادة السيطرة على المدينة الا انها تعثرت امام نقطتين هما تشكيلة القوة التي ستدخل المدينة ودخول القوات الاميركية اليها ام لا.

واضاف ابو عبد الله "نأمل في حصول انفراج امني ومزيد من الانفتاح فحالنا افضل من بعض البلدان المجاورة" الا انه اشتكى من "اسعار الحاجيات التي ارتفعت بعض الشيء".

وبدوره قال علي حسين (20 عاما) المسؤول عن مرآب للسيارات في الشارع الرئيسي في السوق "لا يوجد امان بسبب التفجيرات وكثرة السارقين على حد سواء" مشيرا الى "تضاعف السرقات مع بدء الاستعدادات" لشهر رمضان.

واضاف حسين "في رمضان الماضي شعرنا بالخوف لكن اتمنى ان يكون رمضان المقبل افضل فيكفينا رب العالمين شر الارهاب والارهابيين الذين يعثيون فسادا في بلدنا".

اما محمد عبد الوهاب بائع الادوات المنزلية على الرصيف فقال "الناس تتوجس من النشالين والسيارات المفخخة فعمليات النشل تنتشر على نطاق واسع في السوق وخصوصا في ازقته الضيقة".

يشار الى وجود حركة كبيرة في اسواق الشورجة وهي فضلا عن الشارع الرئيسي عبارة عن ازقة ضيقة متلاصقة متخصصة تقريبا فهناك سوق لكل من السجاد والتوابل والملابس والادوات الكهربائية والمنزلية والمعدات والمواد الغذائية...

وقال البائع على الرصيف رفعت علي ان "الوضع غير مريح هناك انفجارات والناس قلقة والشرطة لا تقوم بواجباتها كنا نشعر بالامان ايام صدام حيث كانت هناك سجون وتعذيب ولكن ليس تفجيرات".

ومن جهته اكد صاحب محل للادوات الكهربائية "لا نشعر بالامان فالشرطة على اتفاق مع السارقين وتترك لهم المجال للتحرك".

وبدوره قال رجل في الخمسين من العمر رفض ذكر اسمه "رمضان هذه السنة سيكون افضل من حيث الامن ولا اتوقع حصول تفجيرات كما حدث في رمضان الماضي فهناك حكومة جديدة والاوضاع الى مزيد من التحسن".

كما اشار بائع سكاكين في سوق المعارض الى ان "الحركة اقوى بكثير من رمضان الماضي" واضاف "في دول العالم ينهزم الناس عندما تحصل عمليات تفجير اما هنا فان الحركة تشهد ازديادا" واكد ان هناك "ارتياحا وطمانينة افضل من السابق فحرية الانتقاد موجودة الان".

ووجه انتقادات لاذعة الى "وسائل الاعلام العربية وخصوصا بعض الفضائيات" بسبب ما "تردده من شائعات وصورة سيئة عن الوضع العراقي".

من جهتها حظرت وزارة الداخلية العراقية تناول الطعام علنا وبيع الكحول و"النشاطات الفنية التي لا تنسجم" مع شهر الصيام مستثنية بعض اماكن بيع الاطعمة شرط ان "تكون مستورة ابوابها باغطية" كما حذرت من اتخاذ اجراءات بحق المخالفين.

وطالب بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الاربعاء العراقيين بالالتزام بقائمة من الممنوعات تضمنت "منع مظاهر الافطار العلني وبيع المشروبات الكحولية وعدم اقامة النشاطات الفنية التي لا تنسجم مع قدسية الشهر الكريم حتى بعد الافطار واغلاق المطاعم واماكن بيع الاطعمة وكافة المقاهي من شروق الشمس وحتى الغروب".

وحدد البيان اماكن يسمح فيها ببيع الاطعمة خلال ساعات الصيام مثل "مطاعم المصانع وتلك المخصصة للطلاب ومطاعم السياحة على الطرق الخارجية والدرجة الاولى داخل المدن "على ان تكون مستورة بأغطية على الابواب".

ودعت الوزارة المواطنين الى "التعاون التام" مع اجهزة الشرطة والحرس الوطني لابلاغ "السلطات عن اي عنصر سيء يحاول الاخلال بالامن" مناشدة رجال الدين "تحمل المسؤولية التاريخية في فضح تلك الممارسات".