الشعاع الثانوي

شعر: فريد عبدالله النمر

ته جلالاً فوق الضياءِ السني
وتمشى فوق المدى بجلال
وتباهى على الوجودِ بثغر
فالشموس التى تضيء نهاراً
علمتها بعثُ الشعاعات منها
هلهل البشرُ في سماها بهمسٍ
جاء فوجاً مرتلٌ لهناء
هاله الشوق في هواك مجدٌ
تتناغى له البلابلُ رقصاً
ترسل اللحن في غناءٍ وشدوٍ
فإذا الكون بالشذا نفحات
 وإذا بالوجود أنسٌ جميل
هزه الحبُ في مدارك حتى
 ليلاقيك في لحاظ المعاني
يا وليد البهاء حسبك فخراً
قبسٌ للهدى تألق نوراً
قد سقته يد الرسالة وحياً
فنما فوق صدره مستطيبا
ما تغذى الا بفيض هداه
عبقت من شمائل القدس فيه
غصن دوح من النبوة أنمى
قدوة الواثبين في كل آن
هو درس من المكرمات واْكرم
فضح الكفر بعد طول إستتار
ٍورماه ُ بذلة الخبث حتى
حيث بانت ضميمة الكفر فيه
همجي له النفاق شعارٌ
فانجلى الريب موقن فيه حتى
فوعته مصاعبٌ للمعالي
أثمرت منك للجهاد عقول
ٌوغروس من البصائر تمضي
قد وجدناك في العزائم نارا
وقرأناك للبيان بيانا
وسمعناك من فم الحق صوتاً
أنت إن قمت قبلةٌ وإذا ما
ُهاشمي لك التفانيَ روحٌ
وقسيٌ إذا العناق تلظى
أنت حرب على الطغاة ونصلَ
لم يروك كما رأتك المعالي
فأضاعوك مذ أضاعوا طريقا
أنت لطف من السماء على الأرً
حسن والحسن منه كمال
وزكي به العلوم بحور
فإذا ما قد صنفوك فأنت
أي ومزج من النبوة يتلى
وبيان إذا البيان تجلى
حرت فيك فأنت في كل شي
فعليك سلام كل وجودٍ

 

وابعث النور بالشعاع البهي
عبقري ومطلعٍ يوسفي
علوي ومبسم نبوي
هي نثرٌ لنورك الذهبيِ
يدُ لطفٍ تحنو بسر خفي
هي أفراح عالم ملكي
مفعم الروح بين لحنٍ شجي
لا يضاهي حبٌ له كل شي
فوق أعطافِ كل غصنٍ ندي
بين نشر لصوت عذبٍ وطي
عابقاتٌ من عطرك الأزلي
يسكر الروحَ منه نشر ذكي
مزج الأنسَ بالسرور الهني
معلنا فيك مولداً كوثري
أنت ريحانة لخير صفي
بين طهر لفاطم وعلي
صافيَ النبع في صفاء النبي
وهو فرع لكل أصلٍ زكي
بغذاء من خلقهِ الثانوي
نفحات تزهو بنورٍ جلي
ثمراً فيه كل غرسٍ جني
وإمامٌ لكل حرٍ أبي
به هديا شق الظلام الدجي
محتميٌّ بوهْجِ دينٍ حمي
صار نسخاً عن الطريقِ السوي
بشقاق من حقدها الأموي
بضلالٍ مبطَنٍ همجي
قد رآهُ بحكمه الفوضوي
تنجب الدين منهجا حيوي
هي ضدٌّ لكل فكرٍ غوي
تصطليك على الصراع الصدي
ولمسناك نبع كل صفي
من عليٍ بذكر كل علي
نبوياً يدوي بكل نبي
قد قعدت فبالصراط السوي
فاض لطفاً للعالم البشري
وندي لك العطاء الندي
أنجبته شجاعة اللوذعي
شفقاً من شعاعها العسجدي
أنت فيه مثل الضحى الأزلي
ض به السلام الخفي
لإمام حق على كل حي
كنمير يغنيك عن كل ري
ثورة العلم في شفاه علي
وولاء من الهدى الكوثري
وأبي –درس لكل أبي
معنويا وملهم عبقري
ما بدا النجم بالشعاع المضي

رمضان-1423هـ