الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المنهج المبدئي في الفكر الحسيني

 

شبكة النبأ: يُقصَد بالمنهج المبدئي، أن يثبت الانسان على مبادئه التي يؤمن بها، عن قناعة وايمان لا يتزحزح، مهما تعرض لوسائل الترهيب والترغيب، فالمعروف أن أساليب الطغاة عبر العصور المختلفة، تتراوح بين الترهيب والترغيب وتجمع بينهما، من اجل تحقيق الاهداف التي يسعى اليها الحاكم المستبد، وهي اهداف واضحة المعالم، تتركز على حماية العرش، وتعظيم السلطة، وتضخيم الذات والنفوذ وما شابه، وكل هذه الاهداف تأتي على حساب حقوق الشعب، فتظهر علامات ومؤشرات الظلم بصورة واضحة، لا تقبل الشك، الامر الذي يستدعي مقارعتها، بكل ما يتوافر من عناصر مقاومة للظلم والطغيان.

وتأتي كلمات الامام الحسين عليه السلام، ضمن هذا التوجه، لتؤكد لنا على أهمية أن يثبت الانسان بقوة على مقارعة الظلم، وتحث الانسان على الثقة بالنفس، والايمان التام، وعدم التردد او الخوف من السلطان الجائر، إذ نقرأ ونستدل على الدلائل العظيمة لمبدئية الفكر الحسيني، في قول الامام الحسين عليه السلام: (وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك، رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون.. والله يقول: *فلا تخشوا الناس واخشوني*).

فقد ربط الامام الحسين عليه السلام، الخشية بما اهو اعظم من قدرات الانسان الظالم، انما الخوف من الله تعالى هو النوع الوحيد الذي يجب ان يقدمه الانسان، على الخوف من بطش الظالم، وهذا يتطلب بطبيعة الحال، استعدادا قطعيا للتضحية بأثمن وأغلى ما يملك الانسان، وهي الروح او النفس او الحياة التي تغدو مع الظالم برما، هكذا يرسم لنا الفكر الحسيني مسارا مضيئا، و واضحا لمعالجة قضية الصراع الازلي بين الظالم والمظلوم، ولأن الظلم مقرون على الدوام بالحكام الطغاة، و الانظمة السياسية الفردية، لذلك لابد أن يؤمن الانسان ايمانا كاملا، بأهمية مقارعة السلطان والسلطة الغاشمة، وعدم الخضوع للخوف، أو الترغيب الذي قد يلجأ اليه الظالم، لكي يقتل روح الايمان والتحدي في روح الانسان المؤمن.

من الواضح أن كلمة الامام الحسين عليه السلام الواردة في اعلاه، ترسم لنا صورة مفصلة وعميقة، لما يحثنا عليه الفكر الحسيني، والدليل القاطع على افضلية هذا المنهج، هو سيد الشهداء نفسه، عندما قدم - عليه السلام- نفسه في النزال الخالد بين الظالم والمظلوم، فانهزم الظالم شر هزيمة، وانتصر المظلوم نصرا مبينا، سيبقى ما بقي الدهر، ومهما تطاول الزمان، دليلا متوهجا، على عظمة الفكر الحسيني، ومبدئية هذا الفكر المتوهج، الذي لا يقبل بمداهنة الحكام او الظالمين، مهما كانت عناوينهم او مسؤولياتهم، فالظالم الصغير والكبير لا يختلفان عن بعضهما، بل هما يشبهان بعضهما، ولا يختلف بينهما سوى الاثر المدمِّر الذي يصدر عنهما، من حيث الحجم ودرجة الاذى التي يخلفها على الناس الابرياء، او اصحاب المبدأ الثابتين على مقارعة الظالم، محصنين انفسهم من الوقوع في فخ الترهيب او الترغيب.

وطالما ان حياة الانسان شاقة وطويلة، ومرهونة بأنواع مختلفة من التحديات، فإنها تنطوي حتما على صراعات، او تصادمات قد تكون ذات طابع فردي او جمعي، ديني او فكري او عقائدي، وهو في كل الاحوال صراع حياتي، يتعلق بوجود الانسان وكرامته وعزّته، لهذا عليه أن يتحصّن بالفكر الحسيني، والمبدئية العظيمة التي يحث عليها ويطالب بها، فعندما تنتمي الى الامام الحسين عليه السلام، فكرا وسلوكا ومبدأً، ستكون الفائز في جميع الاحوال، لأنك عندما  آمنت بهذا الفكر، وتعمقت به، وجعلته نبراسا لك في مسارات الحياة، فإنك سوف تحقق مبتغاك، لاسيما ما يتعلق بحماية حقوقك، من الظلم والظالمين، مهما تنوعت اشكالهم، او تعددت مآربهم، فالنتيجة هي فوز محقق، لمن يلتزم هذا الفكر المعطاء ويستجير به الى الابد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الأول/2013 - 8/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]