الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

تجسيد الفكر الحسيني في منظومة السلوك

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: تحدث وكتب المفكرون والعلماء والمعنيون في مضامين الفكر الحسيني، وفصّلوا في ذلك، وأوضحوا لمن يرغب بالاطلاع على جوهر الفكر الحسيني، وبيّنوا المبادئ الانسانية التي يشعّ بها هذا الفكر، ونوّهوا بأهمية وأفضلية تجسيد المبادئ الحسينية في سلوك الانسان عموما، أما الانسان الحسيني فهو ملزَم بالتعبير والالتزام بجوهر الفكري الحسيني، على أن يظهر في سلوكه بما لا يقبل الشك، كونه اختار واعلن انه حسيني الفكر والسلوك.

بمعنى اكثر وضوحا، طالما ان الفكر الحسيني يهدف الى رفعة الانسان، كرامة، ومقاما، وحقوقا، وسلاما، وحريات، فمن المستحسَن أن يلتزم ببنوده ويستهدي بخطواته ومضمونه جميع الناس، لما يتحلى به هذا الفكر من جوهر، يُعنى بحماية وصيانة كرامة الانسان أياً كان انتماؤه، فالناس هنا سواسية بغض النظر عن طبيعة الانتماء الفكري او الديني او المذهبي او حتى الجغرافي، لهذا فالجوهر العام للمبادئ الحسينية، تعني وتتعلق بجميع الناس من دون استثناء، أما اذا أعلن أحدهم أنه حسينيّ المنهج، فثمة امور تترتب على مثل هذا الاعلان.

الانسان الحسيني مطالب اكثر من غيره بإظهار القيم الحسينية في أفكاره وسلوكه، واذا كان الناس مخيّرين في افكارهم واختيارهم لمنهج حياتهم، استنادا الى حرية الرأي والمعتقد من دون إكراه، فإن الانسان الذي يعلن انتماءه للفكر الحسيني، سيكون ملزما بالتطبيق والتجسيد الحرفي لهذه المبادئ في فكره وسلوكه.

بمعنى أوضح، لا يصح لمن يعلن أنه يتمسك وينتمي روحا وقلبا وعقلا الى المنهج الحسيني، ثم لا يطبق هذا الانتماء في فكره وسلوكه، إن مثل هذا الامر سوف يشكل شرخا في شخصيته، وفي نظرة الاخرين إليه، إنه مطالب أن يلتزم بهذا الانتماء، بمعنى أن الانسان الحسيني مطالب أن يظهر بالمظهر والجوهر الجميل، كونه ينتمي الى مبادئ أكد الجميع على أنها من اعظم وأجمل المبادئ الانسانية التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل، لهذا من غير الصحيح أن تعلن شيئا، ثم يكون سلوكك بصورة أخرى لا تقترب من جوهر الفكر الذي تنتمي اليه، فالانسان الحسيني في ضوء انتمائه للفكر الحسيني، لابد أن يكون جميلا متكاملا، كي يشكل النموذج الامثل للآخرين، ويعطي التجسيد المكتمل لمبادئ الفكري الحسيني، حيث الانسانية والتعايش والحرية وحب الخير والسلام، ونبذ الشر وتوابعه بكل السبل والوسائل المتاحة.

تُرى هل الحسينيون يجسدون مبادئ الفكر الحسيني؟، بمعنى اكثر وضوحا، هل كل الناس الذين يعلنون انهم حسينيون هم ملتزمون ويعكسون في افكارهم وسلوكهم جوهر هذا الفكر؟، بطبيعة الحال تشير الوقائع التي نتابعها او نراها على الارض الى وجود من يعلن ولا يعمل بإعلانه، أي هناك أناس يصرحون ويقولون بأنهم حسينيون، ويرتدون السواد في ذكرى عاشوراء ويسهمون في الطقوس والمظاهر العاشورائية الاخرى، لكن عندما نلاحظ سلوكهم في الشارع ودائرة العمل والبيت، سوف لا نجد مبادئ الامام الحسين عليه السلام في سلوكهم ولا في افكارهم، بل نجدها فقط في ما يعلنون ويصرحون به للناس.

لهذا ليس صحيحا أن تقول بأنك حسيني، ولا تطبق مبادئ الفكر الحسيني، خاصة في ما يتعلق بحقوق الناس والتعامل معهم في أي مجال كان، فبائع الخضراوات مثلا عليه ان يلتزم بجودة السلعة وسعرها وبدقة الميزان، والمعلم بجودة التدريس، والطبيب بدقة المعالجة، والمثقف بإسهامه في زيادة الوعي الجمعي نحو الافضل، والوزير بعمله في تقديم الخدمات، والقادة جميعا، ونعني بهم قادة مؤسسات الدولة و وزاراتها والدوائر كافة، عليهم جميعا أن ينصفوا الناس في أعمالهم، وأن يبتعدوا عن الرياء وتعاطي (الرشوة) واختلاس المال العام، بطرق التحايل والتبرير والصفقات الوهمية والمشبوهة وما شاكل ذلك.

بكلمة اكثر وضوحا، كل من يعلن أنه حسينيّ، ليس امامه سوى تجسيد هذا الانتماء في سلوكه وافكاره، أما حينما يحدث العكس، فإن شخصيته سوف تكون واضحة ومعروفة لدى الجميع، واذا استطاع ان يخدع عددا من الناس او البسطاء منهم، فإن هناك من لا يستطيع أن يخدعه مهما كان بارعا في إتقان الخديعة!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تشرين الثاني/2013 - 6/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]