الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشقون من طراز فريد

بدر شبيب الشبيب

 

الحسين (عليه السلام) فريد في قدرته الاستقطابية. اليوم وبعد أكثر من 1370 سنة، لا يزال الحسين (عليه السلام) حاضرا بقوة في قلب الأحداث حضورا يزداد شدة يوما بعد يوم. وهو حضور لن يستطيع فهمه واستيعابه سوى أولئك الذين أُشربوا في قلوبهم حب الحسين، فعشقوا حياة الكرامة والعزة والإباء، ورفضوا الذل والمهانة والعيش الخسيس.

إن من يقرأ سيرة أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) سيجدهم منجذبين إلى نفسه الشريفة انجذاب العاشقين العارفين، مستعدين لبذل الغالي والنفيس دونه، حتى إنهم لشدة ولههم وتعلقهم به (عليه السلام) بلغوا مرتبة سامية غابوا فيها عن الحس، وارتقوا إلى عالم المعنى، فلم يعودوا يشعرون بآلام الجسد، كما جاء في الرواية التي يرويها جابر، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، وتلا: « قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم » يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم.

قد يتعجب البعض من قوله (صلى الله عليه وآله): «لا يجدون ألم مس الحديد»، إذ كيف تتعطل حواس الإنسان في لحظة ما؟ لكن هذا العجب لا يلبث أن يزول حين يقرأ المرء في سورة يوسف قوله تعالى: «فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ»، فقد أذهل عقول النسوة جمالُ يوسف (عليه السلام)، وجعلهن لا يشعرن بالسكين تقطع أيديهن.

في ليلة العاشر من المحرم أقدم الإمام الحسين (عليه السلام) على خطوة جريئة تنسجم مع ما كان يدعو له من استعادة الناس لحريتهم وكرامتهم. أعلن الحسين لجميع أصحابه بأنه هو بذاته المطلوب من قبل السلطة، وبالتالي، فإن لهم مطلق الحرية في الانصراف عنه دون أن يتحملوا أي مسؤولية: «ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا»؛ فلنتأمل في بعض ما ورد إليه من أجوبة على هذا الإعلان.

يقول التاريخ: فقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلي عنك؟ وبِمَ نعتذر إلى الله من أداء حقك؟!

ولا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ثم لم أفارقك حتى أموت معك.

وقال سعد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك، والله لو علمت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق حيا، ثم أُذَر، يُفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك؟ وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.

وقال زهير بن القين: والله لوددت أني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل كذي ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك.

أي عشق هذا الذي تنبض به أجوبتهم والتي ترجموها لاحقا إلى أفعال. لقد كانوا بالفعل كما تحدث عنهم الحسين (عليه السلام) مجيبا شقيقته زينب (عليها السلام) : أما وَاللهِ! لَقَدْ نَهَرْتُهُمْ وَبَلَوْتُهُمْ وَلَيْسَ فيهِمُ إِلاَّ الأشْوَسَ الأقْعَسَ يَسْتَأْنِسُونَ بِالْمَنِيَّةِ دُوني اسْتِئْناسَ الطِّفْلِ بِلَبَنِ أُمِّهِ.

فلننهل من نمير عشقهم، ولنتعلم من سيرتهم كيف نرقى سلم العاشقين.

http://www.facebook.com/profile.php?id=692249194

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/badirshibib.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تشرين الثاني/2013 - 6/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]