الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

ضخامة الزيارة الأربعينية وغياب البرنامج التثقيفي

 

شبكة النبأ: قبل أيام انتهت زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، حيث غصت مدينة كربلاء المقدسة بملايين الزوار من داخل وخارج العراق، وقد أعلنت الجهات المعنية في المدينة، أن عدد الزائرين الذي دخلوا كربلاء المقدسة وأحيوا مراسيم هذه الزيارة الخالدة، بلغ 17-18 مليون زائر، وهو عدد ضخم، إذ بلغ هذا العام رقما قياسيا لم يسبق لمناسبة او زيارة يبلغ زوارها هذا العدد الضخم جدا.

الامر الذي يدل على تعطش المسلمين في الداخل والخارج، الى إحياء ذكر أهل البيت، ونشر المبادئ الحسينية، والاسترشاد بها، لتحقيق الحياة الافضل، والعاقبة الافضل للانسان، وهو يعيش ضرورات الموازنة الصعبة بين متطلبات الحياة وحقوق الممات او الدار الاخرى، وليس أدل على رغبة المسلمين بتحقيق هذا الهدف من تزايد اعداد الزئرين ليبلغ رقما قياسيا لم تبلغه الزيارات السابقة.

بيد أن الامر اللافت حقا، أن هذه الضخامة الهائلة في أعداد الزوار لم يتم استثمارها في المجال الثقافي، فالحقيقة هي فرصة كبيرة أن يجتمع هذا العدد الهائل من المسلمين، ويتدفقوا على مكان واحد، لأن استثمار هذه التجمع ثقافيا يعني مناسبة رائعة ومهمة لنشر مبادئ النهضة الحسينية، ناهيك عن حضور الاعداد الغفيرة من الزوار العرب والاجانب، ولابد أنهم عند عودتهم، سيمثلون عناصر اعلامية جيدة، تخدم اهداف النهضة الحسينية ومبادئها، لذا كان من المهم جدا أن يوازي ضخامة اعداد الزائرين، عمل تثقيفي ضخم ايضا، يهدف الى توصيل التعاليم والمبادئ الحسينية، الى كل من يشترك في احياء هذه الشعيرة المقدسة.

ترى هل قام المعنيون بهذا الواجب؟ وهل فكروا في برنامج تثقيفي كبير يزيد من وعي الناس وثقافتهم، ويجعلهم أكثر وضوحا في فهمهم ورؤيتهم لمبادئ الامام الحسين عليه السلام ومآثره؟ إن المراقب الذي عاش أيام الاربعينية، سيسجل هذا الخلل الواضح على المعنيين عموما، لأن حضور هذه الاعداد الغفيرة من المسلمين، تشكل فرصة ثمينة حقا لتفعيل الفكر الحسيني الخالد.

لقد قد المعنيون الرسميون والأهليون كل ما تتطلبه هذه الزيارة من حيث الجوانب الادارية، أو في جانب تأدية الطقوس والمواكب وغيرها من الانشطة، فيما نجحت الاجهزة الامنية نجاحا باهرا في حماية الزوار، وتقديم افضل الخدمات الامنية لهم، كذلك في جوانب الصحة والمأكل والمنام وسوى ذلك، وهو امر يستحق الاشادة والشكر والتقدير العالي، لكن ما تم تأشيره فعلا هو غياب البرنامج التثقيفي الذي يوازي ضخامة هذه الزيارة الخالدة.

لذا لابد أن يتهيّأ المعنيون بهذا الامر، ومنذ الآن للتخطيط المسبق في مجال التفعيل الثقافي، وأن تضع الجهات المعنية برنامج عمل ثقافي واسع وترسم الخطوات الواضحة لتنفيذه في العام القادم، بما يحقق الفائدة التامة والاستثمار الثقافي الامثل لهذه المناسبة، ومن الخطوات الاجرائية التي تصب في المجال التثقيفي المتزامن مع الزيارة، هذه الخطوات التي نقترح وضعها ضمن برنامج قابل للتنفيذ، بما يصب في قضية استثمار حضور الملايين من الزوار الى كربلاء المقدسة، ومن هذه الخطوات التثقيفية:

إقامة معارض الكتب التي تتخذ مضامينها منحى حسينيا، يزرع الايمان في نفوس المسلمين ويرفع حالة اليأس التي يعيشونها من قلوبهم.

1- اقامة الندوات الفكرية التي تتعلق بالفكر الحسيني، والتي تهدف الى تعميق الاهداف التي ثار من اجلها الامام الحسين عليه السلام في نفوس المسلمين.

2- تقديم المسرحيات الهادفة والمعدة مسبقا، اعدادا فنيا وفكريا جيدا، نظرا لتفاعل الناس مع المسرحيات الهادفة.

3- إقامة الامسيات الشعرية التي تتعلق بمآثر الامام الحسين، وذويه وصحبه صلوات الله عليهم أجمعين.

4- استثمار المواكب ثقافيا من خلال الأهازيج الحسينية التي تبيّن الفكر العظيم لآل البيت.

5- فضح المواقف السياسية للحكومات في الدول العربية والاسلامية ومطالبتها بتحسين الواقع الثقافي لبلدانها.

6- مد الجسور مع المنظمات الاهلية والرسمية الثقافية وغيرها لغرض تفعيل الواقع الثقافي أثناء الزيارة الاربعينية.

7- تفعيل دور المرأة الثقافي في هذه المناسبة، من خلال المنظمات المعنية بشؤون المرأة.

8- إشراك المؤسسات  والدوائر الرسمية المعنية بالجانب التثقيفي من اجل الاسهام في المجالين التخطيطي والتنفيذي على النحو الامثل.

9- التركيز على الجوانب الفقهية والاخلاقية والعملية من خلال مجالس الوعظ التي تقدم للزائرين عبر الندوات او الخطب المباشرة.

10- استثمار طاقات المنظمات والدوائر الخاصة بتنمية الطفولة ثقافيا، لكي يكون دورها حاضرا في مثل هذه المناسبات.

11- استخدام البوسترات والملصقات الجدارية لغرض توعية الناس وبث المعلومة الى أذهانهم بالصورة الملائمة والمميزة.

12- اعتماد اسلوب اللافتات، على أن تكون مضامينها باشراف لجان متخصصة، نظرا لأهمية المضامين التي ينبغي أن تكتب فيها.

13- لا بأس من استثمار قاعات العرض الرسمية لتوصيل الفكر الحسيني عبر المسرح، أو الندوات وسواها.

14- يجب حث أثرياء المدينة على التبرع والاسهام في تنمية الجانب الثقافي للزوار، وأن يؤمن هؤلاء الاثرياء والمتمكنين ماديا بأن هذا التبرع يتساوى في أجره وثوابه مع الجانب المادي كتقديم الطعام وما شابه.

وهكذا لابد أن يكون هناك تحرك واسع منذ الآن في الجانب التثقيفي، وينبغي أن يتساوى مع ضخامة الاعداد المشاركة في احياء مراسيم الزيارة الاربعينية وغيرها، وهذا الامر لا يتحقق من دون التنظيم والتخطيط المسبق للعمل به وإنجاحه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/كانون الثاني/2012 - 23/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]