الحكمة الكبرى أجل وأرفع
تمحو وتكتب ما تشاء وتصنع
وبذاتها ســر الوجود معلق
وبسرها سـر الخلائق مودع
تطوي وتنشر ما تشاء صحائفا
تعيا العقول بها بما تتجمع
شاءتك أن ترث الشموس وان ترى
فجرا بميلاد الشهادة يطلع
فتوسمتك وأنت رافد منبع
من خير نبع طاهر يتفرع
فرمتك في قلق الحوادث هائما
ليفيض في أعلى ذ راك المنبع
فبأي قلب عشت والأقمار في
عينيك تهوي والكواكب صـرع
وعلى يمينك للأحبة مصرع
وعلى يسارك للأحبة مصرع
والموت في الميدان يشهر سيفه،
الدامي وقلبك بالأسى يتقطع
في ذلك الجسد العليل حقيقة
تنمو فتحضن مرتقاها الأضلع
وغد تشكله يداك عناصرا
متناثرات تحتويها الأذرع
يا ايها البكــاء أدمى قلبه
حزنا وعاش حياته يتفجع
فبكى وأبكى والفجيعة حية
في ناظريه بهاجس لا يهجع
ان قام قامت في القيام تهز ه
وتطل في ترب الصلاة وتلمع
فهو المعذب في قيام صلاته
وهو المعذب بالرؤى اذ يركع
فاض البكاء بروحه ويقلبه
حتى بكتْ حزنا عليه الأدمع
في دمعك الوضاء فجر ولادة
لملمته بإرادة لا تجزع
قطعا من الدم والرؤى وبقية
من نور أحمد في جبينك يسطع
لملمته حتى غدا فجر الهدى
فإذا بأحمد بالرسالة يرجع
يا خير من عبد الإله تهجدا
وتعبدا في مجده يتخضع
أطلقت فلسفة الدموع معابرا
للنور تسمو بالنفوس وترفع
وجمعت بين الكبرياء وبينها
فجمعت في الضدين ما لا يجمع
فهم أسود في طريق هداية
وهم عبيد في الهداية خضع
هذا حصادك أذرع تتجمع
ونثار ليل تحتنا يتقطع
وشموس عصر اشرقت فتوهجت
نورا يفيض به الفضاء الأوسع
ما زلت في تلك الأزقة عابرا
والليل يطوي الذئب اذْ يستطلع
ها أنت في قمم الخلود خلودها
والذئب في حفر المهانة يقبع
وغد تفجر بالمخاض حقيقة
كبرى على سرب الحقائق تسطع
تمضي بإرث الخالدين الى غد
يرنو الى غده يما يتطلع
ما شأن دنيا لا بقاء لذكرها
والدار أبقى في الخلود وأرفع
ضاقت بما اتسعت بوهم فضائها
وفضاء باب الله منها أوسع |