الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

معجم الرموز الشيعية... الاعلام والرايات

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في كل عام وقبل حلول شهر محرم الحرام يكون تعليق الرايات والاعلام في شوارع المدن الشيعية اشارة فارقة العلامة لاقتراب الدخول الى هذا الشهر واحياء الشعائر الحسينية المرافقة لاستذكار مأساة الحسين(ع) في واقعة الطف الشهيرة.

قي بعض المناطق حيث التواجد الشيعي سواءا في العراق او غيرها من البلدان التي تنوء بحمل ثقيل من تواريخ الشك والاقصاء والتكفير والاقتتال احيانا تكون تلك الرايات والاعلام مصدر حساسية اجتماعية او سياسية كما حدث مؤخرا في السعودية.

وفي بعض مناطق العراق قد تتولد مثل تلك الحساسيات وخاصة بعد العام 2003 وعودة ظهور الشعائر الحسينية بقوة بعد عقود من الاخفاء والتعتيم عليها.. وبعد الصعود السياسي للشيعة في حكم العراق.

في كركوك ورغم تنوعها الاثني والديني والمذهبي لاتوجد مثل تلك الحساسية وحتى انها لم تحدث فيها عمليات اقتتال طائفي في تلك السنوات وربما يعود ذلك الى تنوعها الاثني المتعايش منذ عقود طويلة او ربما طبيعة الانفتاح الاجتماعي للقوميات الثلاث الرئيسية في تلك المدينة.

تتعدد الرايات والاعلام من خلال تعدد اسماءها والوانها تبعا للوظائف التي تقوم بها وتعلن عنها.

الا ان الملاحظ هو غلبة الوان (الاسود – الاخضر – الاحمر) عليها وذلك للرمزية الكبيرة التي يمثلها كل لون من هذه الالوان... وايضا هناك الوان اخرى تشاهد في تلك الرايات والاعلام مثل (الابيض – الازرق – الاصفر – الوردي) وهذه تكون حسب طبيعة النذور لاصحابها التي يعلقوها.

لو امعنا النظر الى تلك الالوان نلاحظ انها الالوان المشتركة لاعلام معظم الدول العربية والاسلامية استلهاما للبيت الشعري المشهور:

بيض صنائعنا... سود وقائعنا

خضر مرابعنا... حمر مواضينا

وهي للشاعر الشيعي صفي الدين الحلي.

من ناحية الاسماء والوظائف فهي تختلف كما قلنا وتتنوع، فهناك مايطلق عليه (الامتار) ويغلب عليها اللون الاسود وتغطى بها الجدران الداخلية للحسينيات او بعض واجهات المنازل والمواكب مع وجود بعض الايات او الكتابات او الرسوم عليها.

وهناك (النشرة) وهي عبارة عن قطع من الاقمشة على شكل مثلثات فيها صور للائمة وكتابات ملونة تتكون من عدد من القطع يضمها حبل واحد طويل وتعلق بين جدارين او بين شارعين او على ابواب المنازل.

ويوجد (العلم) وهو مشابه للاعلام الحكومية من حيث الحجم ويعلق على اسطح المنازل وتكون ساريته قصيرة وهو ياخذ اشكالا والوانا متنوعة ويغلب عليه الشكل المستطيل او المربع او المثلث ويكون بعدة الوان او بلون واحد وهو عادة ما يعلق لطلب المراد وتكون نهايته معقودة لتحقيق هذا المراد المطلوب.

وقد اصبح في الاونة الاخيرة يحمل اشكالا وكتابات وصور لم تكن مالوفة قبل عقود تبعا للتاثيرات الثقافية الشيعية سواءا من ايران او لبنان.

وهناك (الراية) وتكون اكبر من العلم وساريته اكبر ايضا ويختلف كذلك في اشكاله وفيما يكتب او يرسم عليه. و(الراية) تتقدم المواكب اثناء من مسيرها ومن يحملها يطلق عليهم (حملة الراية).

واخيرا هناك (البيرق) ويكون حجمه اكبر من بقية الانواع الاخرى ويتراوح طول ساريته بين 10 – 15 مترا.. وهو غالبا ما يتقدم المواكب الحسينية في مسيراتها ويحملها احد الاشخاص من ذوي البنية القوية وهو يلوح بها يمينا ويسارا، وهو بثلاثة الوان:

الاسود: ويرمز الى الامام الحسين (ع).

الاحمر: ويرمز الى الامام العباس بن علي (ع).

الاخضر: ويرمز الى اهل بيت النبوة وكذلك الى الحسين والعباس.. وهو ايضا لون ما يعرف ب (العلك).

تاريخيا اعتبرت الديانات القديمة اللون رمزاً مقدساً، حتى أصبح الأبيض رمزاً للعفَّة وللطهارة، والأسود للحزن وللموت، والأزرق للوفاء، والأصفر للخبث والحسد، والأحمر للعنف، والأخضر للرجاء.

ومن ألوان قوس قزح السبعة استخلص الإنسان رقم 7 لحسن الحظ والطالع الجيد. يقول أحد علماء النفس وهو أردتشام: (إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور و قد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر بالحرارة أو البرودة، و بالسرور أو الكآبة، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة).

ويرى جان مخايل صدقة في مؤلَّفه معجم مصطلحات الألوان ورموزها أن الألوان تمثل رمزيات متعددة مثل: رمزية كونية، أو رمزية بيولوجية، أو رمزية فسيولوجية، أو رمزية بسيكولوجية، أو رمزية وطنية–جمالية، كما هو الأمر بالنسبة إلى اعلام الدول.

وفي الإيقونوغرافيا المارونية نرى أن الأحمر للاستشهاد. أما في الإيقونوغرافيا الأرثوذكسية فنرى أن اللون الذهبي يرمز إلى مجد قيامة العالم. وأما في المعتقد الإسلامي فنرى أن اللون الأبيض يرمز إلى النور، والأخضر للطبيعه وكانت العرب تزهو بالبياض.

لقد صارت الالوان رموزاً مقدسة في اللغة الشعبية، وما زالت رمزية الألوان حية في الديانات التوحيدية تؤكد نبل أصلها. وقدرفع الإسلام اللون الأخضر رمزاً مقدساً على مختلف البيارق والرايات.

ففي القران الكريم أكثر ما يرد لفظ الخضرة في وصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي، فنجد في سورة الرحمن: (متكئين على رفرفٍ خضرٍ وعقبريٍ حسان) 76.

و في سورة الإنسان (عاليهم ثياب سندسٍ خضر ٌ و إستبرق و حُلوا أساور من فضةٍ و سقاهم رهم شراباً طهوراً) 21.و في سورة الكهف (و يلبسون ثياباً خضراً من سندس و إستبرق) 31.

وفي اللــون الأحمر: قال تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيْضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيْبُ سُوْد).

وفي اللـون الأسود: قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِيْنَ اسْوَدَّتْ وُجُوْهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيْمَانِكُمْ فَذُوْقُوْا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُوْن)، وهذه صفة من صفات الكافرين يوم القيامة، وهي دليل على خسارتهم وحزنهم يوم القيامة، حيث العقاب الشديد الذي ينتظرهم لما قاموا به من ذنوب ومعاصي في حياتهم الدنيا.

ويمثل اللون الأسود رمزية خاصة للمرأة الشيعية في البحرين، حيث الشعائر الحسينية التي تدل على الحزن والأسى على ما أصاب حفيد رسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار. وتستعد النساء بشكل خاص لتلك المناسبة وذلك عن طريق قيام النساء قبل أيام من محرم الحرام بالاستعداد لإحياء عاشوراء الإمام الحسين بشراء الملابس السوداء لهن و لأبنائهن بالإضافة إلى شراء عصابات الرأس للأطفال (الخضراء، الحمراء والسوداء المكتوب عليها يا حسين / يا شهيد).

هذا بالإضافة إلى أن النساء يقمن بتجهيز خزانات الملابس في المنزل حيث يعملن على تخزين الملابس الملونة واستبدالها بالثياب السوداء الخاصة بالحداد على مقتل الحسين وأهل بيته، الخاصة بشهري (محرم وصفر) حتى اليوم الثامن من ربيع الأول(بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (ع)، وذلك للدلالة على الحزن والأسى على أهل البيت (ع).

ومن جهة أخرى هناك من هيأ نفسه للمساهمة في وضع السواد وإزالة كل مظاهر الفرح (خادمات الإمام الحسين) واستبدالها بالقماش الأسود والذي يغطي كل ركن من أركان المأتم سواء الحائط وحتى الطاولة والمنبر والساعة وغيرها، ثم وضع الشعارات واللافتات والهتافات الحسينية والكلمات والعبارات الحسينية المعبرة عن الفاجعة فوق ذلك السواد.. كما تذكر ذلك أمينة الفردان في كتابها (رمزية الألوان عند المرأة الشيعية في البحرين).

وهناك تفسيرات اخرى للالوان ورمزيتها حسب اختلاف الثقافات واختلاف طبيعة وطرق التعاطي البشري معها.

فالأحمر لون يرمز الى الحدة والعنف، وهو شعار الحزب الشيوعي، حيث يرمز الى التغيير عبر الثورة المسلحة، وهو لون ينبض بالحياة، القوة، النار، الدم وعنفوان الشباب. في التقاليد الإيرلندية، يوحي هذا اللون بصخب الحرب. في الشرق الأقصى، يرتبط الأحمر بالحرارة والشغف. اللون الأحمر شعار المعارك، إنه لون النشوة والحرية.. إنما لهذه الألوان معانٍ وأبعاد مختلفة لا تمت لهذا التفسير بصلة. ففي العصر العباسي، برز اللون الأسود، ورفرفت الأعلام السوداء رمزاً للثورة العباسية.

 حسب بعض المؤرخين، وضع النبي (ص) العمامة السوداء يوم دخوله الى مكّة. كما يقال إن علمه الشخصي، الذي يحمل اسم العقاب، كان أسود كذلك. إنما حسب أخبار أخرى، كان لون هذا العلم أخضر. فنلحظ أن رمزية الألوان ترتبط بمدى صحّة الحدث التاريخي. حسب قول مأثور، كان العرب يضعون العمامة السوداء على رؤوسهم بهدف الانتقام. أما في إيران فالأسود لون الحداد، وقد ظلّ يكتسب هذه الرمزية في الحقبة الإسلامية. حسب المؤرّخ المغربي مكّاري، يعتبر مسلمو إسبانيا القدامى أن الأبيض يرمز الى الحداد، بينما بالنسبة للشرقيين لون الحداد هو الأسود. هكذا، تتلاقى مفاهيم الحداد، الانتقام والثأر ضمن رمزية هذا اللون. حسب جيلبار دوران العالم الأنتروبولوجي، غالباً ما يكتسب السواد طابعاً سلبياً، فهو يشير الى حالة اليأس والتراجع والتقهقر، بما أن سواد العتمة يقترن مع الجحيم والشيطان. حسب مور، اللون الأسود سلبي لأنه يقترن بالاكتئاب، الخوف والتمرّد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/كانون الأول/2010 - 18/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]