الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

دور الإمام الحسين في تثبيت الإسلام

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

 

شبكة النبأ: بدأ الإسلام بفرد واحد هو خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله، ونما ليُصبح هذا الفرد مئات الملايين يتوزعون على ارجاء المعمورة كلها، ولكنْ بين بداية الفرد (النبي الأكرم –ص-) ومئات الملايين من المسلمين رحلة طويلة وشاقة تخللتها ردّات وانتهاكات ومحاولات يائسة لكنها خطيرة لتدمير الاسلام ومحوه من الوجود، وهي محاولات واضحة ومؤشرة ومرصودة من لدن التأريخ وصفحاته التي لاتغض الطرف عن مثل هذه الانتهاكات الصارخة بحق الاسلام. 

وقد كان دور الامام الحسين عليه السلام واضحا وخالدا في إقامة الاسلام واسناده وتثبيته بعد أن كاد الامويون أن ينحرفوا به الى الاهداف التي تخدم مصالحهم الفردية الدنيوية في آن واحد، وبعد أن صار الدين في عهدهم وسيلة للكسب والنفوذ الذاتي على حساب المسلمين جميعا، لا سيما الفقراء والبسطاء منهم، فكانت ارادة الله عزّ وجل التي جعلت من دم الامام الحسين الطهور سبيلا الى عزة الاسلام وثباته وبذلك كانت هذه المكانة كبيرة وعظيمة عند الله تعالى.

يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في إحدى محاضراته القيمة التي حملت عنوان (الامام الحسين عليه السلام أقام الدين): (إن الإمام الحسين سلام الله عليه أقام دين جدّه صلّى الله عليه وآله، ولولاه لما قامت للدين الإسلامي قائمة).

وهذا ما سنبيّنه خلال البحث؛ عسى أن نكون قد تحدّثنا عن الإمام الحسين سلام الله عليه وفضله ووفينا ببعض ما علينا تجاهه ولو بمقدار ما تحمله رأس الأبرة من بلل البحر! ذلك أنّ الحديث عن الحسين سلام الله عليه حديث عن الله سبحانه والقرآن وعن الرسالة والحق وعن كلّ فضيلة) .

ولكن إذا كانت هذه مكانة الامام الحسين عليه السلام في السماء، ترى هل قام أهل الأرض بما ينبغي عليهم تجاه الامام الحسين عليه السلام؟ إنه سؤال موجه الى الجميع لا سيما المسلمين منهم، فحين ضحى الامام بدمه وروحه وذويه وصحبه الكرام الطاهرين، وهو أغلى ما يملك الانسان، ترى هل قابلنا نحنو بنو البشر والمسلمون على وجه الخصوص هذه التضحية وهذا الايثار العظيم بما يناسبه او حتى ولو جزء منه؟

لقد جاء في محاضرة سماحة المرجع الشيرازي ما يؤكد عظمة الامام الحسين عليه السلام في السماوات حيث قال: (عن الإمام الحسين سلام الله عليه قال: «أتيت يوماً جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله، فرأيت أُبَيّ بن كعب جالساً عنده، فقال جدّي: مرحباً بك يا زين السماوات والأرض! فقال أُبيّ: يا رسول الله! وهل أحد سواك زين السماوات والأرض؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله يا أُبَي بن كعب والذى بعثني بالحقّ نبياً، إنّ الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الأرض، واسمه مكتوب عن يمين العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.)مدينة المعاجز، للسيد هاشم البحراني، ج4، ص51.

إذن ما هو الدور المطلوب من المسلمين ازاء ما قدمه الامام عليه السلام للاسلام والمسلمين طرا وهو يتصدى بدمه وروحه وذويه وصحبه للطواغيت الذين جيّروا المبادئ الاسلامية العظيمة لخدمة مصالحهم الدنيوية الدنيئة، وهل وظّف المسلمون هذه المكانة العظيمة للامام عليه السلام بما يصب في صالحهم وصالح الاسلام؟

لقد أفاد الانسان من هذه الواقعة (واقعة الطف) والملحمة الفريدة ووظفها لصالحه ليس المسلمين حصرا وقد ذكر سماحة المرجع الشيرازي في محاضرته القيمة بهذا الخصوص: (ينقل الشيخ محمد شريعت رحمه الله أحد علماء الشيعة الذين عاصرتهم (أصله من كراجي، وكان يسكن في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة) أنّه كانت تربطه صداقة بقسّ مسيحي فقال له يوماً: أنتم الشيعة عندكم الحسين سلام الله عليه ولكنّكم لا تستفيدون منه كما ينبغي.

ولو كان عندنا الحسين فقط لركزنا في كلّ شبر من الأرض علماً باسم الحسين نجمع الناس حوله ونبلّغهم ديننا ولما تركنا إنساناً على وجه الأرض إلاّ دعوناه إليه).

واذا كان المسيحي ينظر الى ملحمة الطف بهذه الرؤية الانسانية الثاقبة، فهل قمنا بما يجب ازاء ذلك؟ خاصة اننا نعيش هذه الايام ذكرى عاشوراء وما تمخضت عنه من وقائع واحداث أثبتت بما يقبل الشك بأن الاسلوب الوحيد الذي يجب أن ينتهجه الانسان ضد الطواغيت هو رفض الظلم والقهر والتجاوز على الحقوق والالتزام بمنهج النبي الاكرم واهل البيت عليهم السلام، ولعل هذه اهم الدروس التي ينبغي معرفتها والتوغل في جوهرها والتمسك بها خدمة للاسلام وللمسلمين انفسهم قبل غيرهم، على أننا يجب أن نقر بأن دور الامام الحسين عليه السلام كان وسيبقى خالدا خلود الدهر، وذلك في دعمه لحرية الانسان وعلو شأنه من خلال تثبيت الاسلام وإقامته وإقامة فرائضه، إذ يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (لولا الحسين لكان اسم الرسول صلّى الله عليه وآله ـ وكما تمنّى معاوية ـ حاله حال اسم أبي بكر وعمر، لا يزاد أن يُقال: كان محمد. أمّا رفعه في الأذان مقروناً بالرسالة كلّ يوم خمس مرات، وامتداده في استمرار تعاليمه في الصلاة والصوم والمساجد والحجّ والدين كلّه فكلّ ذلك رهين دم الحسين سلام الله عليه، وهذا معنى مخاطبتنا له سلام الله عليه في الزيارة: «أشهدُ أنّك قد أقمت الصلاة» لأنّه لولا الحسين لما صلّى أحد).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/كانون الثاني/2009 - 23/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]