الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

كربلاء المقدسة تحيي الذكرى الخامسة لوفاة المجدد الثاني الإمام الشيرازي (قدس) بمهرجان كبير

 تقرير: محمد حميد الصواف

 

أقيم في مدينة كربلاء المقدسة وسط ساحة مابين الحرمين المطهرة الحفل التأبيني الحاشد الخاص  بالذكرى السنوية الخامسة لرحيل المجدد الإمام  آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره الشريف حضره العديد من ممثلي مكاتب المرجعيات الدينية والشخصيات الاجتماعية ووجهاء المحافظات العراقية المختلفة وعدد من مسئولي الدولة ، كما حضر الحفل عدد من الوفود العشائرية وممثلي الأحزاب السياسية لتقديم العزاء.

وقد تخلل الحفل خطب لرجال الدين والعلماء الأفاضل استرسلوا فيها بذكر مناقب الفقيد وعطائه المبارك في المجالات الثقافية والفقهية على المستوى الديني والاجتماعي، حيث صنف على انه الفريد في عصره لكثرة مؤلفاته من مجلدات شملت الكتب المتخصصة بعلوم الفقه والاجتماع والسياسة حتى استحق (قدس سره) لقب المجدد الثاني.

وتحدث الشيخ ناصر الاسدي في كلمة له القاها نيابة عن مكتب المرجع الديني آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف) عن الدور البارز للامام الشيرازي في التصدي لسياسات النظام البائد الجائرة قبل وبعد سنين المنفى، والأثر الفاعل الذي ترك بصماته عليه طيلة سنين المحنة خلال فترة حكم الزمر البعثية، ودوره الفعال في تنظيم وتفعيل المؤسسات والهيئات الشعبية خصوصا في مدينة كربلاء المقدسة.

كما ألقى عدد من الشعراء بضع مرثيات بحق الإمام الراحل سليل بيت النبوة وسيرته التي قضاها على خطى أهل البيت عليهم السلام.

وعلى هامش الحفل كان لنا لقاء بعدد من رجال الدين المشتركين في الحفل بغية تسليط الضوء أكثر على ما كان يمثله الفقيد من ثقل ديني واجتماعي في نفوس محبيه وكان أول من التقينا به سماحة السيد محمد على الشيرازي ممثل المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، حيث سألناه عن كيفية اكتساب الامام الراحل لقب المجدد الثاني، فأجاب قائلا:

اكتسب الإمام الراحل هذه التسمية لغزارة مؤلفاته وإصداراته من المجلدات والكتيبات التي بلغت أرقاما قياسية حيث بلغت أكثر من 1300 مؤلف استطر ق من خلالها إلى الكثير من الأمور الفقهية والحياتية المستجدة حيث كرس نفسه لخدمة الفقه الشيعي وإحياء ما أفل منه أو استعصى، لذا أطلق عليه هذا اللقب الثاني فإنها أتت كون أن الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ثورة التنباك الشهيرة كان قد لقب أيضا بالمجدد لعطائه الفقهي ومواقفه المشهودة ونهضته الفكرية والعلمية المعاصرة.

أما السيد مصطفى الشيرازي نجل آية الله السيد مرتضى الشيرازي فقد نوه بكلمته قائلا: لقد ارتبط الفقيد (قدس) روحيا وفكريا بإمام العصر المهدي (عج) حيث هناك الكثير من الروايات عن زيارته لمسجد السهلة في الكوفة وما حدث معه هناك من الهام نفسي وارتباط روحي مع الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) حيث أصبحت الحافز الأكبر والتي كرس لها سنين حياته لإحياء ذكر آل البيت (ع) ونشر ثقافتهم، إلى أن وافاه الأجل ولبى نداء المولى .

الشيخ طالب الصالحي مؤسس تلفزيون النور قال:

انشأ الفقيد أكثر من 200 هيئة ومؤسسة ومدرسة دينية كان لها دورا ثقافيا وتوعويا كبير وشكلت نظاما اجتماعيا متكافلا داخل وخارج العراق كالدول العربية والخليجية على وجه الخصوص ودول العالم المختلفة كأوروبا وأمريكا. وتخرج من تحت يده أيضا عدد كبير من العلماء والخطباء والمبلغين المنتشرين في أرجاء المعمورة وكانت من أهم وصاياه لإخوته وأبنائه أن لايدخروا شيء في سبيل خدمة الدين والإنسانية.

الجدير بالذكر إن الامام الراحل كان من أوائل العلماء الشيعة الذين تصدوا لممارسات النظام البعثي ورفض التهميش والحيف الذي كان يمارس ضد الأغلبية الشيعية في العراق وقد وافاه الأجل في مدين قم المقدسة بعد أن قضى أكثر من 31 عاما في المنفى الذي اجبر عليه خصوصا بعد أن أصدر النظام السابق حكم الإعدام غيابيا بحقه علما انه (قدس) نجى من محاولات اغتيال لأكثر من مرة.

وفي الوقت الراهن تم إعادة تأسيس الهيئات الحسينة والمؤسسات الإنسانية في مدن العراق المختلفة بعد أن كانت مغلقة إجباريا طيلة الحقبة الماضية، كذلك أعيد فتح العديد من المدارس والحوزات الدينية التي أسسها الإمام الراحل ومضاعفة عددها برعاية المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله الوارف ليستعيد العراق وخصوصا مدينة كربلاء المقدسة الدور الحيوي في نشر أخلاق ومبادئ أهل البيت (ع) في العالم العربي والاسلامي.    

 

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1427هـ  /  1999- 2006م

[email protected]