الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

ستظل أفكار و رؤى سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) مناراً وهدى للأجيال القادمة

 

كتب وسيكتب عن العباقرة والعظماء والساسة والمفكرين والمصلحين الكثير كما يؤشر التاريخ الإنساني لدور القادة العسكريين في العمل على تقويض مرحلة تطور وإحلال أخرها مكانها دون التطرق أو الإشارة إلى دور القوى البشرية وأهميتها ودون التوقف عند تطور ما سبقها والمفترق الأهم في هذه العجالة التوقف عند بعض أراء وأفكار سماحة الإمام الراحل محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) بهذا الخصوص ففي كراس (دروس من الهجرة) كتب سماحته لقد تعرضت البشرية منذ الزمان الغابر إلى يومنا هذا لهزات عنيفة وبلاءات شتى، كادت أن تقضي على هذا الكائن الحي الذي هو خليفة الله في أرضه، وللأسف بسبب ظلم وانحراف وعصيان الإنسان نفسه، ومن ثم أوضح سماحته ما هو مطلوب العمل به بقوله: ولكن الباري عز وجل ولعنايته ولطفه من على الإنسان بإرسال الرسل (صلوات الله عليهم أجمعين) مبشرين ومنذرين وموضحين طريق الحق والصواب، والخير والفضيلة فلولا هؤلاء العظماء والمصلحين وخاتمهم وسيدهم وسيد الكائنات الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت الأرض قفراء خربة مجدبة لا تستحق العناية الإلهية واللطف الرباني... هؤلاء المصلحون وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام والأولياء والمؤمنون هم الذين حفظوا للإنسانية كرامتها وجعلو عناية السماء محيطة بها على طول مسيرة الإنسان في هذه المعمورة.. في هذا الجانب المغفل من تاريخ الإنسانية وخاصة مما حوى تاريخ الإسلامي الحقيقي من تجارب وخبرات وإيمان وخاصة ما هو مستتر؟!! بكرامات وأخلاق وسيرة أهل البيت عليهم السلام، وفي حقيقة تاريخية يستشهد سماحته لما تعرض الأنبياء والأوصياء عليهم السلام والأولياء والمؤمنون منهم.

أبرز سماحته لما تعرضوا لشتى أنواع الظلم والاضطهاد، من قتل وتعذيب وتهجير وتشريد على يد الظلمة والجبابرة الذين أبتلى الأنبياء والأولياء عليهم السلام بمعاصرتهم في طوال مسيرة التاريخ البشري كما سيسجل التاريخ في قراءته لسيرة الراحل من مواقف ومشاهد وحوادث تعرض لها ليس لهدف سوى إعلاء شأن الإسلام والمسلمين والتذكير بالحق وخذلان الباطل ولو بعد حين، وكم هو مطلوب من مفكرينا ونخبنا الثقافية أن ترسم بأحرف الحقيقة ما لسماحته من مواقف أسوة بالمصلحين والأنبياء والأوصياء والأولياء والمؤمنين منهم والمفيد في هذه المقالة كما كتب سماحته مبصراً ملمحاً موضحاً على أن العالم الإسلامي يعيش اليوم في صراعات مدمرة آثارها الأعداء بتخطيط مسبق، حتى لا يتفرغ الإنسان المؤمن لهدفه الأسمى وهو نشر الإسلام، فأججوا الحروب هنا وهناك في عالمنا الإسلامي في لبنان وأفغانستان والعراق ومصر والجزائر وتونس وكشمير وكذلك عملوا على زرع الخلافات السياسية والدينية بين شعوبنا الإسلامية، وكذلك نصبوا على بلادنا الحكام العملاء الظلمة، فتسلطوا على رقاب المسلمين ونهبوا خيراتهم ومارسوا بحقهم أبشع أنواع الجرائم والكبت ومصادرة الحريات والاعتقال والتعذيب، فنتج من هذا وغيره ملايين المشردين بل الأكثر من ذلك أن الأعداء لم يكتفوا بتشريد هؤلاء بل عملوا على تشديد الخناق، وضيقوا عليهم سبل العيش بشتى أنواع المضايقات، كما فعل أعداء الإسلام بالمسلمين الأوائل، ولكن في ذلك الوقت أستطاع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحبط جميع مخططات الأعداء، وذلك بإيجاد الحلول المناسبة لها فتمكن (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك من حفظ المسلمين ونشر الرسالة، لذا فاللازم علينا أن نهتدي بسيرة المصطفى عليه السلام وأهل بيته الطاهرين والمسلمين الأوائل، من هنا نرى أن صوابية أفكار سماحته وقدرتها على مواكبة أفكار العصر والتطور وإغناء الروح البشرية من زاد أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة أهل البيت الطاهرين ففي كراس (قيمة المرء) لسماحته (قدس سره) باعتبار أن المشكلة الكبرى التي يعاني منها الإنسان على امتداد الأجيال والحقب هي فهمه للحياة ووعيه لحقيقة ما يجري فيها، لأن معظم مشاكله النفسية والشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية متأتية من فهمه الخاطئ، أو الناقص، ووعيه السطحي أو غير السليم، إن وعي الحياة وفهمها على حقيقتها مرتبط بعقيدة الإنسان وحركته ومواقفه ففي عنوان المرء وما يحسنه كتب سماحته قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (قيمة كل امرء ما يحسنه) وقال عليه السلام (ما علم من لم يعمل بعلمه) معتبراً إن هذه الكلمة على وجازتها وقصرها ذات معنى عميق، حيث أراد الإمام عليه السلام أن يبين من خلالها أن قيمة الإنسان بقدر ما يحسنه من العلم والعمل، حيث أكد الإمام الراحل في هذا الجانب أن يراقب الإنسان عمله وسلوكه، وأن يحسن عمله ويتقنه بشكل جيد لأن عمله سيكون مرآة له تنعكس فيها صورته الحقيقية، وأبرز سماحته أن الفكر الإسلامي الحقيقي بقي شامخاً وذلك بما يحتويه من مبادئ رصينة وثابتة، تهدي الناس إلى الخير والصلاح فالقرآن الكريم وهو مصدر الهداية والرحمة يهدي الناس إلى التكامل المادي والمعنوي، ويحررهم من العبودية التي قيدتهم نتيجة الأفكار والنظريات التضليلية، بقوله: مصادر الثقافة متنوعة في هذا العالم، سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في العلوم الأخرى، وكل هذا المصادر تحاول أن تحتوي المصادر الاُخر للانفراد في الساحة، وتلاحظ أنه كلما جاء فكر جديد كثيراً ما يلعن من كان قبله، وهكذا الحال في القوانين الوضعية السائدة في هذا العالم المتلاطم بالأفكار، وفي الأغلب تكون أفكاراً تسلطية مبنية على الخداع والغش، مؤكداً سماحته أن الفكر الإسلامي مع وجود شخصيات متمترسة في التضليل والخداع ذات مصالح شخصية ولها جذور عميقة في التأثير على المجتمع وبرغم هذا كله نجح هذا الفكر في الاجتياز لكل العقبات نتيجة لتكامله وصحة دعوته وقوة منشئه وعظمته وصدقه وأمانة المبلغ وفي هذا العجالة السريعة لآراء وأفكار سماحته لا يسعنا إلا أن نشارك سماحته في إبراز حال الإسلام والمسلمين في غاية التسامح والانسجام مع مبادئهم وعقيدتهم الإسلامية في بلاد الغرب وعدائيين وقمعيين في بلادهم مع بعضهم البعض، لماذا يدافعون عن الإسلام في الغرب ولا يلتفتون إلى مجتمعاتهم بروح عقيدتهم الإسلامية الصحيحة.

بسام محمد حسين

[email protected]

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا