الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الطريق الى كربلاء يبقى معبداً بدماء الشهداء

النبأ/كتب: صباح جاسم

رغم مرور اكثر من الف وربعمائة عام على واقعة الطف التي فجع فيها العالم الاسلامي بمقتل ابن بنت رسول الله (ص) الامام الحسين بن علي (ع)- حامل علم التقى والتضحية وراية النضال ضد الظلم والانحراف عن الصراط المستقيم- الا انها باقية في وجدان الامة الاسلامية وهناك دائما من يدفع بها ويقيمها رغم التضحيات لتستلهم منها الأجيال الدروس والعبر.

ودأب من يحملون هذا الوجدان على التعبير عن ولائهم للامام الحسين(ع) مع التنكيل والتقتيل الذي مارسته نظم الاستبداد المتلاحقة على المسلمين بدءاً  بالدولة الاموية الأشد بطشا وطغيانا على آل بيت النبوة وشيعتهم ومرورا بالدولة العباسية وانكارها حق الولاية لأهل البيت بعد ان اتخذته شعاراً لصف الناس خلفها ومن ثم الظلم والتعسف ضد الائمة الاطهار واتباعهم من المتقين.

ويبدو ان  التاريخ له دورة حياة يعيد نفسه من خلالها ولكن بصور متجددة  تحمل نفس المضامين السالفة، حيث نرى اليوم ما يجري من استهداف حجيج الشيعة الى كربلاء انما هو من تبعات الحشد السياسي والطائفي لأجهاض مشروع العراق الجديد بعد ان رأى هذا الوطن الجريح النورلأول مرة منذ مئات السنين واختار نظاما ديمقراطيا بملأ ارادته من خلال انتخابات حرة نزيهة.

 ويتم استهداف الزوار العزّل الذاهبين مشياً على الاقدام  لزيارة الحسين (ع) على الطرقات الخارجية بأساليب غاية في البشاعة والاجرام وقلما شهد التاريخ مثلها من قبل ايتام البعث البائد والتكفيريين القتلة الآتين من وراء الحدود المدعومين بفتاوى شيوخ الضلالة الوهابية من المملكة السعودية حيث تتواتر الفتن الطائفية التي يطلقها النواصب امثال بن جبرين وعبدالله بن باز وكثير من خطباء الجمعة لديهم، وهي تحكم بتكفير الشيعة وتجوز قتل نساؤهم واطفالهم بلا اي ذنب اقترفوه سوى انهم يعلنون ولائهم لآل بيت محمد(ص) ويتخذون منهم الاسوة والقدوة في الحياة والممات.

ولعل ما تقوم به بعض القوى الداخلة بالعملية السياسية من دور مشبوه في التحشيد لافشال الخطط الامنية الرامية لفرض الامن في البلد يعد رافدا اساسيا من روافد دفع الارهاب الى امام وعاملاً مهما لأفشال حق الاكثرية الشيعية في ادارة البلد وبالتالي فرض رؤية تؤمّن امتصاص الزخم الذي تتمتع به الحكومة من قبل الجماهير والايحاء بعدم قدرتها على قيادة البلد وصولاً الى اهداف دنيئة تحدث انقلاباً على الدستور وارادة الشعب.

ان الحكومة العراقية مدعوة الآن اكثر من اي وقت مضى لأن تمارس حقها الشرعي وواجبها الملزم في حماية المواطن بكافة الاساليب من خلال استخدام صلاحيات واسعة في الكشف عن الجرائم والضرب بيد من حديد على بؤر الارهاب دون خشية او التفات الى الاصوات النشاز والابواق الماجورة التي تعمل في النهار مع الحكومة وتتمتع بامتيازاتها المادية والمعنوية وتقوم بالليل بمساعدة الارهاب وتقديم التسهيلات والمعلومات لهم، حيث دلّت القرائن الكثيرة المكتشفة لدى السلطات على وجود الارهابين ضمن الحمايات الشخصية لمواقع مهمة بالدولة، فضلاً عن تورط الكثير من السياسيين بدماء الابرياء.

 من هنا يجب الكشف عن المتورطين في اراقة دماء العراقيين والمحرضين على الارهاب وتقديمهم الى العدالة كي ينالوا جزائهم مثلما حصل مع كبيرهم ومعلمهم المقبور صدام مهما كانت مراكز وجودهم وتاثيرهم ودون استثناء لأحد من هذه الطائفةاو تلك، وما حصل من استهداف للزوار في الحلة  عصر امس واستشهاد المئات منهم بفعل الاحزمة الناسفة يجب ان يمثل منعطفا في اجراءات الحماية التي على الحكومة اتباعها لتامين الزوار وتسهيل وصولهم الى الارض المقدسة. خاصة وان الكثيرين منهم يمرون خلال مناطق ساخنة تزخر بالبؤر الارهابية.

ونرى اخيراً ان اتباع اهل البيت عليهم السلام لا يمكن ابداً ان يستسلموا لهذه الافعال الاجرامية الدنيئة ولا يمكن ان تنطفئ جذوة الحسين الوقادة في اجتذاب أحبته واتباعه الى يوم الدين لانه اجل محتوم.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ