الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

التطبير .. جلد للذات .. ونداء للسلم .. واين الثرى من" ثريا!

اسعد راشد

الذين تحدثوا عن التطبير وكتبوا عنه اما معه واما ضده .. القليل من الناس وخاصة من الشيعة انصفوه واعتبروه رسالة السلم والامان للانسان!..

والكثير انتقدوه وادخلو التطبير والمطبرين في خانة الجهل والجهال بل ولم يفق البعض من ثورة احقاده وغضبه ـ تعمدا او جهلا ـ عندما يضع "قندهار " ‘التي انتجت عصابات القتل الارهابية والاجرامية وتفوقت من حيث مدرستها المتخلفة الظلامية التي تعود جذورها الى مدرسة ابن تيمية وفقهاءها وقبلها الى مدرسة السقيفة الارهابية التي اسست اساس القتل والظلم وقطع الرؤوس واقامت مدرسة ابطالها هم اليوم الزرقاوي وابن لادن والظواهري ووجوه بائسة تظهر على الفضائية العراقية الراقية تدلي باعترافات مهيبة تكشف مدى ارتباط تلك المدرسة بمنهجية العنف والاجرام والتخلف ويكفيها بذبح وقطع رأس عشرة اشخاص لكي يصبح "اميرا" للجماعة على نمط الامراء " الذين قذفت بهم هذه المدرسة على مر التاريخ بدأ بحجاج وليس انتهاءا باالامير "الزرقاوي" وامراء حكام ركبوا سفينة "السقيفة" كي يحققوا لانفسهم المجد الزائف من خلال مدرسة قطع الرؤوس والارهاب والاستبداد .

واذا كان اؤلئك الامراء المجرمين ابطال تلك المدرسة فان ضحاياها هم الشيعة وتحديدا ابناء مدرسة "حيدر" ولا نقول مدرسة "التطبير" كي لا يساء الفهم علما ان التطبير هي عادة جرت ممارساتها منذ مئات السنين ‘ نعم يضع قندهار في صف "مدرسة حيدر" الشيعية المظلومة التي رفع حتى اطفالها السيف كرمز لجلد الذات ومظلومية "الحسين" (ع) وليس لقتل الاخرين وقطع رؤوسهم وارهابهم كما يفعله اليوم ابناء المدرسة الارهابية..

الممازجة والخلط المتعمد بين مدرستين تختلفان جوهريا في المنهج والممارسة امر يفتقد الاحساس بالانسانية التي يتمتع بها ابناء "مدرسة حيدر" ويبتعد عن المنهجية والموضوعية ويدخل في اطار الغوغاء الكلامي والاثارة المتعمدة ضد التشيع ضمن مقارنة غير دقيقة تستهدف شريحة واسعة من المجتمع الشيعي الذي نأى بنفسه عن الارهاب والقتل والذبح الشائع في وسط ابناء مدرسة قندهار..

قد لا نوافق من حيث العموم ظاهرة جلد الذات باالطريقة المؤلمة والمؤذية للنفس وهنا يكمن الفرق وتبرز المفارقة بين المدرستين بين ان تجلد ذاتك كنوع من التعبير عن التوبة والندم على خذلانك للمظلوم وسكوتك على الظلم وممارساته التي تجلت صورها البشعة في قطع رؤوس ابطال كربلاء بالسيوف الغادرة والحاقدة وذبح الرضيع وحمل تلك الرؤوس المقطوعة بكل وحشية وهمجية اموية لم يعرفها التاريخ البشري من مدينة الى اخرى ومن بلد الى بلد اخر حتى حل بها المقام في دمشق عاصمة الشام.

مدرسة "حيدر" التي ينتمي اليها المطبرون رجالا ونساءا واطفالا هي من اكثر المدارس الاسلامية اعتدالا وانسانية لدرجة ان ابناءها يذبحون بدم بارد ولم يبادروا الى العمل باالمثل رغم ان السيوف جاهزة وهي في الغمد وتحت الطلب الا ان الاخلاقية المدرسة الحيدرية لم تعلمهم على التشفي والانتقام او العمل باالمثل بل بانتظار ان يحل الامن والقانون لتاخذ العدالة مجراها في القصاص من المجرمين .. وهذه الظاهرة اي ظاهرة جلد الذات التراجيدية لم تختص المدرسة الشيعية او الحيدرية بها بل هي ظاهرة قائمة في الوسط المسيحي بصورها الاكثر "دموية" وايلاما في شرق اسيا وامريكا اللاتينية وبعض دول اروروبا الشرقية حيث يتم غرز مسامير كبيرة في ايدي الرجال بعد ان يرفعوا على خشبة الصليب وهي عادة جارية سنويا ويمارسها اتباع المسيح (ع) كنوع من جلد الذات يجلب انظار العالم الى قضيتهم والى مأساة المسيح وتعرضه كما يعتقد المسيحيون للقتل على ايدي بني اسرائيل في التاريخ وكنوع من اظهار المحبة للمسيح والدعوة الى الاقتداء بنهجه السلمي وهو القائل (ع) "لو ضرب على خدك الايمن فادر له خدك الايسر" ضمن دعوته السلمية التي اراد لها ان تستقر بمبادئ السلام والمحبة وبعيدا عن نهج الغوغاء والعدوان والقتل المباح الذي يمارسه اتباع المدارس الارهابية السلفية من كل الاتجاهات .. ومن هنا ايضا فاننا نجد ان الذين يقومون بشعار التطبير او حتى اولئك الذين يمارسون التصليب ـ غرز المسامير في اليد والصلب دون القتل ـ لدي الديانة المسيحية هم اكثر الناس الذين يمتلكون الحس الانساني المرهف ولديهم من المشاعر الانسانية التي تمنعهم من الاعتداء على الغير وهم يمارسون تلك الشعيرة ..

المدرسة الحيدرية ملتزمة بادب الحسين والمسيح عليهما السلام في ان يكون اتباعها من المظلومين ولا من الظالمين وممارسة التطبير هي تعبير عن تلك المظلومية بالرغم من وجود بعض الخروقات التي تؤدي الى ايصال الاذى بالنفس وليس باالغير الا انها جديرة في ان تتحول الى ظاهرة "سياحية" في الاوطان التي تقام بها تلك الشعيرة ضمن اطر معينة لا تخرج عن اهدافها في ابراز قضية الحسين ومظلوميته ونهجه السلمي الذي لم يرضى ان يبدأ بمحاربة اعداءه بل اخذ طفله الرضيع الى معسكر الاعداء كي يسقوه ماءا من العطش الا ان القوم الذي تخرج من المدرسة الاموية بادروه بسهم في حلق الرضيع فذبحوه من الوريد الى الوريد في حضن ابيه في ابشع عملية ارهابية يقودها الجيش الاموي بامرة ابن زياد الاموي وفي ظل نظام يزيد الذي خلفه ابيه معاوية الذي بدوره نصٌب ظلما من قبل خلفاء السقيفة على امارة الشام .. لذلك نحن نستغرب من بعض القوم في ان يتم زج اسم الشيعة ضمن مفاهيم هي من نتاج الخيال والترف الفكري كمقارنتهم بـ"قندهار السنية" لانهم الشيعة ـ شريحة منهم ـ قاموا بممارسة شعار التطبير باالصورة التراجيدية والسلمية المعبرة عن ندمهم التاريخي في عدم نصرتهم للحسين وقيامهم بوجه ارهاب قطاعي الرؤوس .. واين الثرى من "ثريا" ..

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ